تنوعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ الاجتماع الأول لمجلس دبي والذي اعتمد خلاله مجموعة قرارات الهامة، وتوقيع “أدنوك” و”صندوق أبوظبي للتقاعد” اتفاقية لتحسين مكافآت ومعاشات التقاعد للموظفين المواطنين العاملين في “أدنوك” ومجموعة شركاتها، إضافة إلي المشهد الليبي والصفعة المزدوجة التي تلقاها تحالف حكومة السراج والنظام التركي بنجاح الجيش الوطني في تحرير مدينة سرت.
فتحت عنوان “خمسون هدفاً لخمسة أعوام”، قالت صحيفة “البيان” “دبي مقبلة على مرحلة تحوّلية غير عادية، مطلوب فيها من الجميع جهود فوق العادة، بل الإسراع بتنفيذ المهام في سباق مع الزمن، ومن لن يفعل ذلك من المسؤولين الحكوميين لن يكون له مكان في فريق العمل، الذي سيتولى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإشراف عليه بنفسه من خلال “مجلس دبي”، وهذا ما أعلنه سموه بالأمس كاشفاً خطة لدبي من خمسين هدفاً خلال السنوات الخمس المقبلة، حيث قال سموه: “اعتمدنا تطوير خطة من خمسين هدفاً لدبي خلال الخمسة أعوام المقبلة سنعلنها خلال 60 يوماً ، خمسون هدفاً في الخطة سنضمنها في اتفاقيات الأداء الخاصة بمديري العموم. ما نعلنه سننفذه عبر فريق العمل. أو نستبدل الفريق”.
وأضافت هذه هي السياسة الحاسمة وأسلوب العمل الحازم والجاد الذي يسابق من أجل تحقيق الأهداف التي تتضمنها الخطط، لكي تقدم دبي ودولة الإمارات بشكل عام للعالم أفضل مستويات المعيشة والحياة السعيدة، وأكبر الإنجازات التي تسابق بها الزمن وتتصدر قائمة الدول كعادتها.
وأشارت إلى أنه ضمن إطار عمله، أعلن مجلس دبي في اجتماعه الأول عن خطط وبرامج عمل جديدة من أجل تطوير مخطط حضري جديد للإمارة يعمل على تطوير خارطة جودة الحياة بما يضمن أن تكون دبي المدينة الأفضل في المعيشة والحياة عبر توفير أفضل المرافق لأفضل مدينة في العالم.
واختتمت افتتاحيتها بقولها :” هكذا، وفي ضوء خطة الخمسين هدفاً، انطلقت عجلة العمل في دبي بتوجيهات من قيادتها الرشيدة التي تسابق الزمن بمبادراتها وإنجازاتها الكبيرة، من أجل إمارة أكثر جمالاً وسعادة”.
أدنوك واحة للريادة
من ناحية أخرى وتحت عنوان “أدنوك واحة للريادة”، قالت صحيفة “الوطن”، إن شركة بترول أبوظبي الوطنية ” أدنوك” ليست شركة عالمية في مجال الطاقة فقط، ولا يقتصر دورها على التميز والريادة كإحدى أنشط الشركات وأكثرها فاعلية، وما تجسده من دور أساسي في القطاع الأهم الذي يتوقف عليه أمان الاقتصاد العالمي برمته، بل تقدم دائماً المثال التام على الريادة في جميع المجالات التي تهتم بها وخاصة التقدير والوفاء للكوادر الوطنية التي كان لها شرف العمل في الشركة سواء المتقاعدين منهم أو من هم على رأس عملهم، وذلك وفق توجيهات القيادة الرشيدة التي تضع راحة واستقرار المواطنين في قمة الأولويات دائماً، مؤكدة متابعة كل شؤونهم والعمل على تعزيز سعادتهم وضمان الارتقاء بالحياة الكريمة وتقوية الاستقرار الأسري والاجتماعي، بحيث قدمت “أدنوك” مثالاً حياً ومتقدماً على اهتمامها بجميع الكوادر سواء خلال فترة عملهم أو في فترة لاحقة، وهو النهج الثابت والمتبع في الدولة بشكل دائم وبجميع القطاعات ومحافل العمل.
وأضافت أن حضور سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي، توقيع “أدنوك” و”صندوق أبوظبي للتقاعد” لاتفاقية بهدف تحسين مكافآت ومعاشات التقاعد للموظفين المواطنين العاملين في “أدنوك” ومجموعة شركاتها، من خلال زيادة نسبة الراتب الخاضع للاستقطاع الذي يحسب على أساسه المعاش عند التقاعد،.. يبين مدى متابعة القيادة لراحة واستقرار الجميع، فرفع مستوى الرواتب لا يقتصر دوره على ما يحققه من منفعة وتعزيز جودة حياة المواطنين، بل ينعكس كذلك على جهود العمل والإنجاز كون المعنيين بالمكرمات التي تحرص عليها القيادة ترسختها دائماً لتكون رافعة لسقف السعادة حاضراً ومستقبلاً.
ولفتت إلى أن الأرقام تعكس جهود “أدنوك” في سبيل الارتقاء بالمستوى المعيشي نحو سقف لا يعرف الحدود، ويبين الطريقة الحضارية التي تنطلق منها بجميع توجهاتها ومبادراتها في سبيل ترسيخ مكانتها كوجهة لاستقطاب الكفاءات المواطنة والمبدعة، خاصة أن الاتفاقية تقضي بحساب اشتراكات التقاعد على قيمة الراتب الخاضع للاستقطاع وتحمل “أدنوك” التكلفة عن اشتراكات السنوات السابقة بنحو 14 مليار درهم ودون تحميل ما يقارب 24 ألفاً من موظفيها المواطنين الحاليين أي أعباء مالية، يبين كيف باتت الشركة تتميز بتوجهها الاجتماعي وتعزيز ريادتها في رسم علاقة تعاقدية متطورة تعبر من خلالها عن مكانة أبناء الوطن وكل من عمل فيها وما تريده لهم القيادة من ضمان حياة هانئة ومستقرة وذات مستوى عالٍ من الاستقرار والعيش الكريم الذي يميز المجتمع الإماراتي بشكل عام.
وذكرت في ختام افتتاحيتها أن الشراكات الاستراتيجية بين المؤسسات الوطنية شاهد على ما يتم من تعاون يكون كفيلاً بإحداث نقلات كبرى سواء على مستوى العمل وتحقيق الفوائد الاقتصادية العملاقة للدولة، أو دعم تأمين مستقبل جميع العاملين في “أدنوك” وهو دليل على العمل المشترك الذي يضع مصلحة وحياة الكوادر المواطنة فوق أي اعتبار عبر تقديم خدمات رائدة ومتقدمة ضمن منظومة عمل تتميز بجميع مفاصلها سواء خلال فترة العمل أو بوصول سن التقاعد.
تحرير سرت
من جهة أخرى وتحت عنوان “تحرير سرت”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “صفعة مزدوجة تلقاها تحالف حكومة السراج والنظام التركي، الأولى من الداخل الليبي حيث تمكن الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر من تحرير مدينة سرت الاستراتيجية، والثانية من دول الجوار، لاسيما تونس التي انضمت إلى مصر في رفض التدخل الأجنبي في ليبيا”.
وتابعت في سرت، كان المشهد الأبرز سيطرة الجيش على مدرعات من نوع “لميس” أرسلتها تركيا في وقت سابق إلى ميليشيات الحكومة التي حاولت تبرير هزيمتها بمزاعم تكتيكية عن حماية المدنيين، بينما الحقيقة تؤكد انشقاق صفوفها على خلفية رفض التدخل العسكري التركي.
وأشارت إلى أنه عند الحدود، قضت تونس على حلم تركيا، برفض استخدام أراضيها براً وجواً لتمرير الدعم إلى السراج وأي طرف آخر، مؤكدة أنها لا يمكن أن تسمح بذلك، وأن ترابها ليس محل مساومة.
وأضافت أن مصر والإمارات والسعودية والبحرين أعادت التأكيد أيضاً على رفض قرار البرلمان التركي بالتدخل العسكري في ليبيا، بوصفه انتهاكاً لقواعد القانون الدولي، مشددة على أهمية دعم المجتمع الدولي للحل السياسي، من أجل أمن واستقرار دول وشعوب المنطقة والعالم لكن إلى الآن يصر النظام التركي على سياسة صم الآذان، زاعماً أن دعم السراج إنما هو لتجنب “مأساة إنسانية”، وليس للقتال، علماً أن هذا “البعد الإنساني” الذي استخدم لتبرير اجتياح سوريا في أكتوبر الماضي، بذريعة إعادة اللاجئين، وضرب الإرهابيين، انتهى إلى 300 ألف نازح سوري، وعودة تنظيم “داعش” من جديد.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها، إن النظام التركي يدرك جيداً أن أحداً لن يدعم خططه سوى من كان على توافق معه من أنظمة داعمة وممولة للإرهاب والإرهابيين، وهي معروفة دون حاجة إلى ذكرها، وبالتالي عليه أن يدرك أن اتفاقه مع السراج محكوم بالفشل، وأن أي محاولة لتبريره زائفة وغير قانونية.
ليست نزهة
وحول الموضوع نفسه وتحت عنوان “ليست نزهة”، كتبت صحيفة “الخليج”: “فيما كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يعلن تحرك وحدات من جيشه إلى ليبيا “من أجل التنسيق والاستقرار”، وفيما كان مرتزقته الذين نقلهم من سوريا يحطون رحالهم في طرابلس؛ للانضمام إلى المجموعات الإرهابية التي تدافع عن حكومة فايز السراج، كان الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر يدق مسماراً جديداً في نعش حكومة الوفاق، وفي المسعى التركي للهيمنة والتوسع في شمال القارة الإفريقية، وتثبيت موقع قدم للجماعات الإرهابية في المنطقة”.
وأشارت إلى أن الجيش الليبي تمكن، يوم أمس الأول، من تحرير مدينة سرت على بعد 450 كيلومتراً شرقي طرابلس من الجماعات المسلحة، في عملية عسكرية خاطفة استغرقت ثلاث ساعات ومن دون قتال؛ حيث اعترفت قوات السراج بالانسحاب بزعم “حماية المدنيين”.
وأكدت أن تحرير مدينة سرت بالكامل؛ يعد عملية عسكرية نوعية، وقد يشكل نقطة تحول في مسار معركة تحرير كل ليبيا؛ حيث يطبق الجيش الوطني الليبي في الوقت نفسه على مدينة طرابلس منذ إبريل الماضي؛ استعداداً لتحريرها بعد أن حقق اختراقاً مهماً باتجاه وسطها.
وذكرت أن الموقع الاستراتيجي لسرت، ووقوعها في منتصف الطريق بين طرابلس وبنغازي يعطي أهمية خاصة للمدينة، فهي من أكبر مدن وسط ليبيا على الساحل، وتعد مفتاحاً للشرق والغرب والجنوب؛ نظراً لقربها من حقول النفط في البريقة ورأس لانوف، وإطلالها على البحر المتوسط؛ حيث توجد فيها قاعدة بحرية وقاعدة جوية عسكرية لذلك، فإن السيطرة على المدينة يوفر للجيش الوطني الليبي القدرة على التحرك في أكثر من اتجاه، ويشكل ضغطاً على الجماعات المسلحة الموالية لحكومة السراج، ويفقدها واحدة من أهم قواعدها العسكرية، عدا التأثير المعنوي والنفسي السلبي فيها.
ولفتت إلى أن مجريات معركة سرت تؤكد أن قوات السراج لم تتمكن من المواجهة، وفضلت أن تلوذ بالفرار، بعد أن فقدت الثقة بقيادتها، وشعورها بأنها تخوض معركة ليست معركتها؛ لأنها بدأت تشعر بالخذلان وحالة الانهيار النفسي بعدما تأكد لجنودها وضباطها أن هناك من يساوم على دمهم ويبيع تضحياتهم لجهة خارجية تطمع في ليبيا وثرواتها وموقعها وبالتالي تحويلها إلى منصة لتخريب دول الجوار.
وأكدت أن معركة سرت ستشكل منعطفاً حاسماً في معركة تحرير كل ليبيا، وستمثل جرس إنذار للقوات التركية والمرتزقة الذين جاؤوا بركابهم، بأن دخول ليبيا ليس مثل الخروج منها، لعل الرئيس التركي يرتدع ويتراجع عن ضلاله، ويحول دون سقوط قواته في مستنقع الدم الذي ينتظرهم.
واختتمت الصحيفة افتتاحياتها بالقول: “لن يكون وجود القوات التركية في ليبيا نزهة، ولن يتم استقبالها بالورود، فهي بالنسبة للشعب الليبي قوة غزو واحتلال جاءت بغير إرادته، وكل قوة احتلال ستعامل كما يفترض، بالمقاومة من جانب كل الليبيين.. فليبيا لن تكون ممراً أو مقراً لأي محتل وطامع”.