متابعة – نغم حسن
وقعت دائرة الصحة – أبوظبي مذكرة تفاهم جديدة مع الشركة العالمية الرائدة في مجال الأدوية الحيوية “أم أس دي” في منطقة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بهدف المضي في تطوير البحوث حول سرطان الثدي والرئة.
وبحسب “وام”، حضر توقيع المذكرة ، معالي منصور المنصوري رئيس دائرة الصحة، و جينيل كريشنامورثي نائب الرئيس للسياسة العامة العالمية والعلاقات الحكومية في إم إس دي، فيما وقعها الدكتورة أسماء المناعي المدير التنفيذي لمركز الأبحاث والابتكار في الدائرة، وأشرف ملاك المدير العام لشركة إم إس دي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وذلك على هامش المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية 2023 الذي اختتم أمس واستمر 4 أيام في مدينة بوسطن الأمريكية.
وتؤكد المذكرة على استمرار التعاون طويل الأمد بين الجانبين سعياً لتطوير بحوث رصدية في أبوظبي.
ومع تجديد الشراكة بينهما، سيتعاون الجانبان ضمن إطار عمل محدد لإطلاق دراستين رصديتين في مجال طب الأورام، لاستهداف “سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة”،و”سرطان الثدي الثلاثي السلبي” بشكل مباشر. وتهدف الدراستان لتعزيز القدرة على مواجهة تحديات الرعاية الصحية المرتبطة بهذه الأمراض، وتحسين النتائج العلاجية للمرضى.
وفي هذا السياق، قالت الدكتورة أسماء المناعي : “في إطار مساعينا الدوؤبة لمعالجة تحديات الرعاية الصحية وتذليل العقبات التي تواجه القطاع، نواصل تركيزنا على توطيد علاقات التعاون التي تجمعنا بشركائنا العالميين الذين يتقاسمون معنا ذات الرؤى والتطلعات لتطوير قطاع الرعاية الصحية، ليعم النفع على الجميع. وعملاً بتوجيهات قيادتنا الرشيدة، نفخر بتجديد شراكتنا مع شركة أم أس دي للأدوية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، انطلاقاً من علاقة الشراكة الوثيقة وطويلة الأمد التي تجمعنا، ومساهمة الشركة في تطور وازدهار قطاع الرعاية الصحية في أبوظبي. وسنعمل عبر هذه المذكرة على حشد خبراتنا ومعارفنا ومواردنا سوياً لمواجهة تحديات قطاع الرعاية الصحية الملحة.”
وأضافت المناعي: “تقود أبوظبي دفة تحول منظومة الرعاية الصحية على مستوى المنطقة وفق أسلوب مبتكر يقوم على العلوم والتكنولوجيا، مرسخة مكانتها كمركز لعلوم الحياة وحاضنة للابتكار على مستوى العالم. ولاشك أن جهودنا البحثة ستمهد الطريق لظهور علاجات متبكرة وإجراءات سباقة، تزامناً مع تعزيز سبل وحلول التشخيص المتطورة بما فيه خير ورفاه المرضى على مستوى العالم.”
من جانبه، قال أشرف ملاك : “بذلت دائرة الصحة – أبوظبي جهوداً استثنائية لترسيخ دعائم منظومة متطورة للرعاية الصحية تجسد نموذجاً عالمياً يقتدى به على مستويي الابتكار والاستدامة. ولاشك أن منهجيتها الطموحة التي تتطلع دائماً نحو المستقبل، وحرصها الدائم على تبني أحدث الابتكارات التكنولوجية وإطلاق المشاريع البحثية والتنموية التي أدت إلى تعزيز الصحة العامة في إمارة أبوظبي”.
وأضاف: “تمثل خطوة تجديد التعاون مع دائرة الصحة – أبوظبي خلال المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية مدعاة فخر كبير بالنسبة لنا في أم أس دي، لاسيما مع إطلاقنا لاثنتين من الدراسات الرصدية لتخوضا في اثنين من أكثر أنواع السرطان انتشاراً وهما سرطان الرئة والثدي. وعبر هذه الدراسات، نهدف لتحقيق أثر ملموس في النتائج العلاجية للمرضى، فضلاً عن دعم رؤية دولة الإمارات لقطاع الرعاية الصحية. في حين تؤكد هذه المذكرة على التزامنا المستمر بدفع عجلة التطور الطبي بما يعود بالنفع على المرضى في الدولة”.
وخلال حفل التوقيع ، أكدت دائرة الصحة – أبوظبي وشركة أم أس دي على أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص ودورها البناء في تحسين خدمات الرعاية الصحية، لاسيما وأن مثل علاقات التعاون هذه تجمع بين الخبرات الشاملة للجانبين وتعمل على تسخير مواردهما في البحوث الطبية ورعاية المرضى.
وستنطلق الدراستان المزمع إجراؤهما بالتعاون بين الدائرة وشركة أم أس دي عقب إجراء دراسة جدوى ضماناً لإتمام كافة الترتبيات اللازمة لهما.
وقال الدكتور أحمد يسري، مدير القطاع الطبي لشركة أم أس دي في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي: “يتماشى إجراء دراسات أدلة العالم الواقعية(RWE) في أبوظبي، مع رؤية دائرة الصحة الرامية لترسيخ مكانة الإمارة كوجهة عالمية المستوى لعلوم الحياة، وهو أمر سيتيح للمجتمع العلمي باستيعاب أفضل لأعباء المرض وإدراك سمات المرضى وأنماط علاجهم”.
وأضاف: “يمكن لدراسات سرطان الثدي والرئة الرصدية المصممة والمنفذة بطريقة دقيقة أن تكشف جوانب غير ملحوظة في المشهد العام للمرض. وستدعم هذه الخطوة المهمة مؤسسات الرعاية الصحية لتتمكن من اتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة، وصولاً للارتقاء بإمكاناتها والمساعدة بنهاية المطاف في تحسين رعاية مرضى السرطان في الإمارة”.
تجدر الإشارة إلى أن وفداً رفيع المستوى برئاسة دائرة الصحة – أبوظبي زار الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 1 – 8 يونيو الجاري لاستعراض فرص الشراكة القيّمة التي تقدمها الإمارة واستكشاف آفاق التعاون الواعدة مع المؤسسات الرائدة في البحوث والتطوير والتصنيع والابتكار.
وكانت واشنطن العاصمة أولى محطات هذه الزيارة بهدف لقاء الشركاء الحاليين وإبرام علاقات تعاون جديدة مع الجهات الحكومية وكبرى شركات التقنيات الصحية. وتوجه الوفد إلى بوسطن تزامناً مع مشاركة أبوظبي في المؤتمر العالمي لمنظمة الابتكار في التكنولوجيا الحيوية 2023 لاستعراض نجاح الإمارة بتنمية وتطوير قطاع التكنولوجيا الحيوية.
وشهدت هذه المشاركة خوض حوارات بناءة ومشاركة الرؤى والخبرات، فضلاً عن استكشاف فرص التعاون في مجال التكنولوجيا الصحية وعلوم الحياة والابتكار.
وتأكيداً على تنوع منظومة أبوظبي وخبراتها في قطاع الرعاية الصحية، جمع الوفد الزائر ممثلين عن 12 جهة في الإمارة وهي دائرة الصحة – أبوظبي، مكتب أبوظبي للاستثمار، الاتحاد للشحن، مجموعة كيزاد كجزء من موانئ أبوظبي، شركة “أسينو” كجزء من شركة أبوظبي القابضة ADQ، جي 42، أم 42، مبادلة للاستثمار، مدينة الشيخ شخبوط الطبية، بيور هيلث، وضمان.
وجمع وفد أبوظبي أكثر من 46 ممثلا بارزا من قطاعات متنوعة، وجسد التزام المنطقة بالابتكار وتبادل المعارف وتعزيز علاقات التعاون الدولية.
وتواصل أبوظبي تعزيز سبل التعاون العالمية في قطاع الرعاية الصحية لرسم ملامح مستقبل مدفوع بالتكنولوجيا والابتكار والذكاء الاصطناعي، كجزء من استراتيجية الإمارة الهادفة إلى تعزيز جودة نتائج الرعاية الصحية. وتحظى أبوظبي بعلاقات تعاون مشتركة تجمعها بعدد من الشركات العالمية الرائدة في الصناعات الدوائية وتهدف إلى تعزيز الإمكانات المحلية والعالمية المتعلقة بالبحث والابتكار في علوم الحياة والصحة الرقمية وسلاسل التوريد، بما يرسخ مكانة الإمارة كوجهة رائدة في الرعاية الصحية.