متابعة-جودت نصري
لطالما تغنى العرب بجاذبية المرأة «العبلاء»، أي من كان أعلاها (خصرها) خفيفاً وأسفلها (ردفها) كثيباً. لم يحظ هذا المعيار من الجمال بالكثير من الاهتمام في العالم الغربي إلا في السنوات الأخيرة. حيث زاد الهوس بأرداف بعض المشاهير، مثل: جنيفر لوبيز وكيم كارداشيان، على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى إقبال كبير، وقفزة نوعية في معدل عمليات تجميل الأرداف Gluteal Reshaping.
ما هي المعايير المستخدمة لقياس جمال المنطقة الخلفية من جسم المرأة؟ وما أهميتها؟
جمال الأرداف يقاس بتناغمها مع منطقة الخصر وباقي الجسم، فوجود نسب وزوايا معينة، بالإضافة إلى رسمة إطارها الخارجي، ومن ثم درجة امتلائها، هي المعايير الأساسية التي تحدد جاذبيتها. فنسبة الخصر إلى الورك القريبة من 0.7 ووجود زاوية قدرها 45.5 بين الظهر ونتوء المؤخرة، على سبيل المثال، تعطيان إنحناءات أنثوية جذابة توحي بأن المؤخرة أكثر بروزاً، بغض النظر عن حجم المنطقة. وجود معالم أخرى في أسفل الظهر، كالغمازات Venous dimples، ووضوح المعيّن العجزي Rhomb of Michaelis، وكون ثنية أسفل المؤخرة محددة وقصيرة، بالإضافة إلى إذا كان الإطار الخارجي للمؤخرة أقرب إلى شكل القلب المقلوب، أو حرف A، كلها سمات تزيد المؤخرة جمالاً وشباباً.
ما سبب وجود «خفسات الأرداف» عند بعض السيدات؟
في كثير من الأحيان ترتبط هذه المناطق الغائرة بشكل كبير بتركيبة جسم المرأة، وليس بوزنها. حيث إن شكل عظمة الحوض ومفصل الورك، بالإضافة إلى طول وشكل عضلات المؤخرة (العضلات الألوية) تؤثر بشكل مباشر على وجود وعمق «الخفسات». وطبعاً تلعب التركيبة الجينية لتوزيع الدهون في الجسم دوراً كبيراً في إبراز المشكلة، خاصة في حالات الوزن الزائد. في هذه الحالات تتمركز الدهون في منطقتي أعلى الورك love handles وأعلى الفخذ saddle bags وتترك منطقة الالتصاق التي تفصلهما فتعطي الكنتور الغائر أو «الخفسة» غير المرغوب فيها. وحلها باختصار يكمن في إعادة توزيع الدهون في المنطقة. فإذا كان السبب هو زيادة في الدهون في المناطق المحيطة؛ فيتم شفط الدهون مع أو بدون إعادة حقنها في المنطقة الغائرة للوصول إلى الانحناءات الانسيابية المطلوبة. ولكن إذا كانت المنطقة نحيلة بعض الشيء، فإما تحقن «الخفسات» بدهون مأخوذة من مناطق أخرى من الجسم، أو يستخدم فيلر الجسم (مادة تعبئة).
ما هي أنواع عمليات تجميل الأرداف؟
عمليات تجميل المؤخرة تتم إما لإعادة تنسيق شكل المنطقة، شدها، أو تكبيرها. لكل من هذه الأهداف إجراء أنسب للوصول إلى النتيجة المرجوة، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع أساسية:
شد المؤخرة البرازيلي المعروف بالـ BBL: وهي العملية الأكثر شيوعاً. تهدف إلى إعادة توزيع الدهون لإعطاء قوام انسيابي، تحديد ورسم المؤخرة، وملئها بالدهون الذاتية بكميات متفاوتة لرفع المنطقة وتكبيرها، بما يتناسب مع جسم ورغبة المراجعة.
شد المؤخرة الجراحي: لحالات الترهل الشديدة بعد فقدان الوزن الكبير. تهدف إلى: شد ورفع المؤخرة مع تجميل شكلها وتعزيز حجمها. في هذه الحالات يصعب الوصول إلى الشد المطلوب بواسطة شفط وحقن الدهون. فيتم استئصال الجلد الزائد في منطقة أسفل الظهر وأعلى المؤخرة، وإعادة توزيع الدهون، وتنتج عنه ندبة عرضية طويلة مخفية في حدود الملابس الداخلية. يتم عملها إما بصفة منفردة أو كتكملة لعملية شد البطن الحزامي.
تكبير المؤخرة بحشوات السيلكون: تستخدم فيها حشوات سيلكون مخصصة للمؤخرة، وعادة يحفظ هذا النوع للأشخاص ذوي كتلة الجسم المنخفضة، أو عندما تكون الدهون غير كافية لإعطاء الحجم المرغوب. قد يستخدم الجراح تقنية حقن الدهون معها لإعطاء نتيجة طبيعية أكثر. ولكن كثيراً من الجراحين لا يفضلون استخدام حشوات المؤخرة لكثرة مشاكلها.
كيف تتم عملية شد الأرداف البرازيلية BBL؟
تتم تحت التخدير العام أو النصفي. نقوم بإزالة (شفط) الدهون العنيدة من المنطقة المحيطة بالمؤخرة، كأسفل الظهر والبطن، لنحت الخصر والأفخاذ الخارجية بواسطة فتحات صغيرة ومخفية لا تتجاوز 5 مم. يتم بعدها تصفية الدهون وتجهيزها، ومن ثم إعادة حقنها في المؤخرة لرسم وتعزيز شكلها وحجمها.
ما هي الأمور التي يجب معرفتها عن مرحلة الاستشفاء؟
الاستشفاء من هذه العملية يتطلب الكثير من المثابرة والالتزام للحصول على نتائج مرضية، فيجب تخصيص وقت كافي لها.
المرحلة الأولى من النقاهة تستغرق من 5 إلى 7 أيام، تحتاجين خلالها إلى مسكنات للألم وراحة، ننصح أيضاً بالمشي وشرب السوائل والعناية بالجروح وأنابيب التصريف إن وجدت.
يجب الالتزام بلبس المشد الجراحي المخصص لمدة 24 ساعة يومياً، خلال الأربعة أسابيع الأولى ولمدة 12 ساعة في اليوم خلال الشهر الثاني.
يمنع الجلوس خلال الستة أسابيع الأولى، ويجب استخدام وسادة مخصصة تمنع أي ضغط مباشر على المنطقة المحقونة.
يجب أن يكون النوم على البطن أو باستخدام وسادة خاصة مفرغة عند منطقة المؤخرة.
لا تتوقعي نتائج فورية. فالنتيجة تتطور تدريجياً من حيث الشكل والحجم. فيتم تقدير الحجم النهائي بعد مرور 6 إلى 8 أسابيع من العملية، لأن الجسم يمتص جزءاً من الدهون المحقونة خلال الفترة المذكورة قبل أن تثبت.