يُعدّ ضمان الأمن الغذائي أحد الوسائل الرئيسية لتحقيق المساواة بين الأفراد، لكن لا يزال الملايين في المنطقة العربية يعيشون في دوامة الفقر والجوع. لمواجهة هذه التحديات ووضع استراتيجيات مستدامة للتغلب عليها، انطلقت اليوم في بيت الأمم المتحدة في بيروت فعاليات المنتدى العربي الثاني من أجل المساواة بمشاركة وزراء عرب ومندوبين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى ممثلين عن وكالات الأمم المتحدة العاملة في المنطقة وسائر المنظمات الإقليمية، وشبكات المجتمع المدني، ومراكز الفكر الدولية.
ويحمل منتدى هذا العام، الذي سيمتد على مدى يومين، عنوان “صوت واحد… المساواة في الأمن الغذائي”، وتنظّمه لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) بالشراكة مع مجموعة باثفايندر “من أجل مجتمعات سلمية وعادلة وشاملة” التي يستضيفها مركز التعاون الدولي في جامعة نيويورك، وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية، ومنظمة أوكسفام، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وفي كلمتها الافتتاحية، شدّدت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا رولا دشتي على أنّ “آمال شعوب المنطقة العربية لن تتحقق ما دام هناك عدم مساواة في الغذاء”. وقالت: “نحن جميعًا مسؤولون أمام شعوبنا، وواجبنا العمل سويًا للحدّ من أوجه اللامساواة، من خلال تنفيذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية وبيئية جذرية، وتطبيق الحوكمة الرشيدة، ومكافحة الفساد، وإعادة النظر في سياساتنا الزراعية والإنتاجية والتجارية، وتعزيز الاستثمار في إنتاجية الأراضي والمياه”.
وتلى الجلسة الافتتاحية جلسة خاصة لاستعراض تطورات مبادرة جسور وذلك بحضور النجمة اللبنانية إليسا، الوجه الإعلامي للمبادرة التي أُطلقت العام الماضي لرفع مستوى الالتزام بزيادة فرص العمل للشباب والشابات في المنطقة العربيّة، وتعزيز فرص توظيفهم.
وأشارت إليسا إلى أنّ العديد من الشباب والشابات اليوم يفكرون بالهجرة نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة الراهنة، مضيفةً “الاستسلام واليأس ممنوعان. تعلّموا، وطوّروا قدراتكم. وأدعو القطاع الخاص في كل الدول العربية، الذين لم ينخرطوا بعد في هذه المبادرة، إلى أن يتواصلوا مع الإسكوا ليكونوا من الداعمين الحقيقيين للتنمية والاقتصاد في منطقتنا”.
وستسترشد مناقشات هذا المنتدى بنتائج تقرير مشترك بين الإسكوا وبرنامج الأغذية العالمي مع مجموعة باثفايندر بعنوان “عدم المساواة في المنطقة العربية: غياب الأمن الغذائي يشعل الفوارق”، والذي يحلّل من منظور المساواة، الركائز المختلفة للأمن الغذائي، ويطرح توصيات حول السياسات اللازمة لمعالجة انعدامه.
وسيتخلّل المنتدى أيضًا جلسة خاصة باليوم العالمي لمكافحة التصحر تحت عنوان “أرضها، حقوقها”، كما سيتم الإعلان عن الفائزين في تحدّي “الأمن الغذائي وعدم المساواة في المنطقة العربية” وعرض أعمال التلاميذ المشاركين في تحدي “غذائي الصحي” اللذين أطلقا في شباط/فبراير الماضي.