متابعة-جودت نصري
لم يعد تشخيص مرض الزهايمر قبل ظهوره بسنوات من خلال تحديد علامات دم معينة خيالاً علمياً؛ فقد اكتشف باحثون أمريكيون أن بعض العلامات المرتبطة بوجود لويحات الأميلويد تجعل من الممكن تحديد من سيُصاب بأعراض مرض الزهايمر، وفق دراسة بحثية جديدة، فماذا في تفاصيلها؟
يتطور مرض الزهايمر قبل سنوات من ظهور الأعراض الأولى على المرضى. أيضاً، يعرف الباحثون الآن أنه لعلاج الخرف مبكراً؛ سيكون من الضروري أن يكون الفرد قادراً على التدخل قبل التدهور الدائم لخلايا الدماغ.
الكشف المبكر عن مرض الزهايمر
للكشف عن مرض الزهايمر في وقت مبكر؛ يبحث العديد من العلماء في فحص الدم، الذي من شأنه تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، حتى 10 سنوات قبل ظهور الأعراض الأولى لمرض الزهايمر. يمكن أن يساعد مثل هذا الاختبار الأطباء في التمييز بين الأشخاص الذين سيُصابون بمرض ألزهايمر الذين يعانون ببساطة من ضعف إدراكي بسبب الشيخوخة.
هذه هي حالة الباحثين من جامعة بيتسبرغ في الولايات المتحدة، الذين اختبروا عينات دم من أكثر من 1000 شخص مسنٍّ لا يعانون من ضعف في الإدراك، ولكن مع أو من دون لويحات أميلويد.
وجد فريق البحث، الذي نشر للتو أعماله في مجلة «Nature»، أن أولئك الذين لديهم مزيج من حمولة الأميلويد وعلامات دم معينة لتنشيط أو تفاعل الخلايا النجمية غير الطبيعية؛ سيطورون أعراض مرض ألزهايمر. الخلايا النجمية هي خلايا متخصصة وفيرة في أنسجة المخ. إنها توفر العناصر الغذائية والأكسجين للخلايا العصبية، مع حمايتها من مسببات الأمراض.
علامات حيوية في الدم
يتم أيضاً استكشاف مسار المؤشرات الحيوية للدم من قبل الباحثين في المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية في غوتنغن في ألمانيا. لقد حددوا 3 جزيئيات موجودة في الدم التي قد تشير إلى بداية الخرف في المستقبل. إن اكتشاف هذه المؤشرات الحيوية «جزيئيات الحمض النووي الريبي الدقيقة التي يرتبط وجودها في الدم بالاضطرابات المعرفية» يعبِّد الدرب أيضاً أمام اكتشاف احتمالات اختبارات الدم التي تجعل من الممكن تشخيص مرض ألزهايمر قبل سنوات.
ويؤكد البروفسور أندريه فيشر، الذي أجرى هذا البحث: «في الوقت الحالي، يأتي تشخيص مرض ألزهايمر متأخراً جداً حتى تكون لديه فرصة للحصول على علاج فعَّال. إذا تمَّ اكتشاف المرض مبكراً؛ فإنَّ فرص التأثير الإيجابي في تطوره تزداد. نحن بحاجة إلى اختبارات تعطي إنذاراً مبكراً، ونحن على ثقة بأن نتائج دراستنا الحالية تمهد الطريق لمثل هذه الاختبارات».