متابعة-جودت نصري
يمكن أن تتأثر الغدة الدرقية المسؤولة عن إنتاج الهرمونات التي تساعد في تنظيم معدل الأيض الأساسي في الجسم، باثنين من اضطرابات المناعة الذاتية المختلفة، وهما مرض هاشيموتو ومرض جريفز. ويحدث اضطراب المناعة الذاتية عندما يهاجم جهاز المناعة في الجسم أحد أجزاء الجسم، علماً أن هناك اضطرابات مناعية ذاتية لكل جزء من الجسم تقريباً. في السطور التالية ستتعرفين على الفرق بين مرض هاشيموتو ومرض جريفز.
ما هو مرض هاشيموتو؟
يحول مرض هاشيموتو جهاز المناعة في جسم الإنسان إلى عدو، فهو يستهدف الغدة الدرقية ويضعفها ويسبب ما يسمى بـ “قصور الغدة الدرقية”، وهي حالة تكون فيها الغدة الدرقية غير نشطة، بينما يعد مرض هاشيموتو أحد الأسباب العديدة المحتملة لقصور الغدة الدرقية. وهناك مجموعات من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو من غيرهم، بالإضافة إلى ذلك، وقد تزيد بعض الظروف البيئية من فرص إصابة الشخص بالمرض، أبرزها ما يلي:
– الوراثة
يزيد وجود أحد أفراد الأسرة المصاب بمرض هاشيموتو من احتمال الإصابة بالمرض، وقد تمَّ تحديد العديد من الجينات على أنها تزيد من عوامل الخطر للمرض.
– النساء
تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو أكثر من الرجال.
– العمر
يصيب مرض هاشيموتو الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عاماً أكثر من الشباب الأصغر سنًا.
– اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى
الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، مثل مرض الاضطرابات الهضمية والذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي ومتلازمة سجوجرن ومرض السكري من النوع 1، هم أيضاً أكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو.
– التعرض للإشعاع
يعدُّ التعرض للإشعاع أحد عوامل الخطر البيئية التي تؤدي إلى مرض هاشيموتو، ويمكن أن يحدث التعرض للإشعاع نتيجة أحداث كارثية مثل الغبار النووي ومصادر الإشعاع الأكثر شيوعًا، مثل الإشعاع من الأجهزة الطبية.
– الالتهابات البكتيرية أو الفيروسية
تزيد بعض أنواع العدوى من فرص إصابة الشخص بمرض هاشيموتو، وتشمل هذه الالتهابات الفيروسية مثل التهاب الكبد C والالتهابات البكتيرية مثل Helicobacter pylori.
– الإفراط في استهلاك اليود
نظراً إلى أن اليود يلعب دورًا رئيسيًا في وظيفة الغدة الدرقية، فإن الأشخاص الذين يعانون من الإفراط في تناول اليود هم أكثر عرضة للإصابة بمرض هاشيموتو، وقد أظهرت إحدى الدراسات أن الأشخاص في منطقة تعاني من نقص اليود كانوا أقل اصابة من أولئك الذين يتناولون كمية كافية من اليود لتطوير مرض هاشيموتو.
المضاعفات المحتملة لمرض هاشيموتو
بصرف النظر عن العديد من الأعراض، فإن أخطر مضاعفات قصور الغدة الدرقية هي غيبوبة الوذمة المخاطية. تحدث غيبوبة الوذمة المخاطية عندما يصبح قصور الغدة الدرقية سيئًا لدرجة أن وظائف الجسم تبطئ كثيراً حتى تصبح مهدِدة للحياة، ولا تعني الحالة بالضرورة إصابة الشخص بالغيبوبة، ولكن التعب الشديد والخمول شائعان ويتطلبان عناية طبية فورية.
ما هو مرض جريفز؟
يعد مرض جريفز أيضاً اضطراباً مناعيًا ذاتيًا يؤثر على الغدة الدرقية، والفرق بين الاثنين هو نوع الأجسام المضادّة التي يهاجمها الجهاز المناعي وكيف يؤثر الهجوم على الغدة الدرقية. ويسبب مرض هاشيموتو قصور الغدة الدرقية، بينما يسبب مرض جريفز فرط نشاط الغدة الدرقية، ونظراً إلى أن فرط نشاط الغدة الدرقية يعني إنتاج الكثير من هرموناتها. وعلى الرغم من أن كلا المرضين يؤثران على الغدة الدرقية بشكل مختلف، ستلاحظين عند إلقاء نظرة على قائمة عوامل الخطر أن هناك الكثير من أوجه التشابه بين الحالتين، أبرزها ما يلي:
– الوراثة
تلعب العوامل الوراثية أيضًا دورًا في خطر الإصابة بمرض جريفز، كما هو الحال في مرض هاشيموتو.
– النساء
مثل مرض هاشيموتو، فإن النساء أكثر عرضة للإصابة بمرض جريفز أكثر من الرجال.
– العمر
في حين أن هاشيموتو أكثر إصابة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 50 عاماً، فإنَّ جريفز يؤثر على الأشخاص في أي عمر فوق 30 عامًا بمعدل أكبر.
– اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى
يحتوي مرض جريفز على قائمة خاصة من أمراض المناعة الذاتية التي تعرّض الشخص لخطر الإصابة به، وتشمل البهاق والتهاب المعدة المناعي الذاتي ومرض السكري من النوع 1، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
– التدخين
يؤثر النيكوتين الناتج عن تدخين السجائر أو المنتجات الأخرى المعتمدة على التبغ بشكل كبير على صحة الغدة الدرقية، مما يعرّض البعض لخطر أكبر للإصابة بمرض جريفز.
– الحمل
قد يظهر مرض جريفز لأول مرة أثناء الحمل.
المضاعفات المحتملة
على غرار مرض هاشيموتو، تحدث مضاعفات مرض جريفز في المقام الأول نتيجة لفرط نشاط الغدة الدرقية الذي يسببه، ويمكن أن تنشأ العديد من المضاعفات المحتملة من وجود الكثير من هرمون الغدة الدرقية في الدم، بما في ذلك اعتلال الجلد والمشاكل القلبية.