متابعة: نازك عيسى
التقى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي مع معالي جيمس كليفرلي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، وذلك خلال لقاء الحوار الاستراتيجي الأول بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة الذي انطلق يوم أول أمس (الاثنين) في لندن.
ضم وفد دولة الإمارات الذي ترأسه سموه كلاً من معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي نورة الكعبي وزيرة دولة، وسعادة سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، وسعادة سعيد الهاجري مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الاقتصادية والتجارية، وسعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة الدكتورة مها بركات مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون الصحة، وسعادة ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 28COP، وسعادة منصور بالهول سفير دولة الإمارات لدى المملكة المتحدة، وسعادة فيصل عيسى لطفي الوكيل المساعد للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
و جرى خلال الحوار الاستراتيجي إصدار بيان مشترك بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة جاء فيه: ” استضاف معالي جيمس كليفرلي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، خلال افتتاح أول حوار استراتيجي بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة في لندن في 15 مايو 2023.
ويأتي الحوار الاستراتيجي في إطار زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2021 والتي اتفق خلالها قادة البلدين على إنشاء “الشراكة من أجل المستقبل” والتي أسّست لمرحلة جديدة من الشراكة الطموحة وخارطة طريق للتعاون بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، واتفق خلالها على أن يترأس وزيرا الخارجية الحوار الاستراتيجي لدفع التقدم في إطار الشراكة من أجل المستقبل.
وأكد الحوار الاستراتيجي على قوة العلاقات الثنائية، وأشار الجانبان إلى عمق التعاون بين البلدين، وتاريخهما المشترك والالتزام الدائم بتوطيد العلاقات وتعزيزها بين الشعبين.. وفي هذا الصدد، جدد الوزيران التزامهما بالعلاقات القائمة بين البلدين، ورحبا بالشراكة المتنامية عبر العديد من القطاعات وبالحوار الاستراتيجي الأول باعتباره منصة مهمة في العلاقات الثنائية.
واتفق الوزيران خلال الحوار الاستراتيجي على ضرورة التعاون لمواجهة التحديات العالمية، كما ناقشا أهمية وجود أجندة شاملة وطموحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) والذي سيعقد في مدينة إكسبو دبي خلال نوفمبر 2023.
وأكد الوزيران مجددا على أهمية تعزيز التطلعات وتطبيق التدابير الفاعلة في هذا العقد الحرج، والحاجة إلى تقديم استجابة قوية وموحدة لعملية التقييم العالمي لسد الثغرات التي تحول دون تحقيق التطلعات، مع الأخذ بعين الاعتبار التخفيف والتكيف والخسارة والأضرار والتمويل المناخي من أجل تحقيق أهداف اتفاقية باريس، واحتواء الاحترار العالمي كي لا يتجاوز 1.5 درجة مئوية، وعكس مسار الخسائر في فقدان الغابات والتنوع البيولوجي.. وأكدا على الحاجة إلى تسريع العمل المناخي والتعاون في المشاريع طويلة الأجل التي تعزز التعاون في مجال الطاقة النظيفة، وتمويل المناخ، والتكيف، والطبيعة، والنظم الغذائية، واتفقا على تعزيز هذه الشراكات.
كما أشاد الجانبان بالعلاقات التجارية والاستثمارية، وكذلك العلاقات في مجال الطيران القائمة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة. وأشارا إلى زيادة ازدهار التجارة في السلع والخدمات بين البلدين، والتي بلغت حاليًا أعلى مستوياتها على الإطلاق حيث وصلت إلى 21.6 مليار جنيه إسترليني حتى نهاية الربع الرابع من عام 2022.. ورحبا بنجاح “شراكة الاستثمار السيادي” الموقعة في عام 2021 ونوها بدعم الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة لتوسيع وتعميق العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين في المجالات ذات المنفعة المتبادلة.
وأشاد الجانبان بالشراكات القائمة بين البلدين في مجالات الطاقة والطاقة النظيفة، والتي تكمل وتعزز الأهداف المناخية الطموحة للبلدين بالانتقال نحو مستقبل منخفض الكربون.
وأعرب الجانبان عن استعدادهما لعقد الدورة الثامنة للجنة الاقتصادية المشتركة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة هذا العام، ورحبا أيضًا باختتام الجولة الثالثة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي التي أختتمت في مارس، مشيرين إلى أنهما يتطلعان إلى الجولة الرابعة، والتي ستستضيفها المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
وفي هذا السياق، اتفق الجانبان على البناء على العلاقات التجارية والاستثمارية المميزة القائمة بين البلدين، والمواصلة في الوقت ذاته المناقشات الثنائية على شكل ملاحق أو اتفاقيات جانبية لاتفاقية التجارة الحرة لدول مجلس التعاون الخليحي، لاستكشاف سبل الاتفاق على مسائل محددة بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.
و جدد الجانبان التزامهما الكامل بالعمل على ترسيخ التعاون في مجال مواجهة التمويل غير المشروع، تحت مظلة الشراكة الإماراتية البريطانية لمكافحة التدفقات المالية غير المشروعة الموقعة في سبتمبر 2021.
و ناقش وزيرا الخارجية أهمية التنسيق في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأثنيا على دور دولة الإمارات القيادي في مجلس الأمن الدولي ولا سيما القرارات الأخيرة التي اتخذها المجلس بشأن أفغانستان.
كما أجرى الوزيران محادثات مفصلة حول الأولويات المشتركة في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك دعم أجندة المرأة والسلام والأمن، وتعزيز التسامح ومكافحة التطرف، ومعالجة آثار تغير المناخ على السلام والأمن الدوليين، فضلاً عن منع النزاعات وإيجاد الحلول السلمية، وبناء السلام والحفاظ عليه ومواجهة التعصب وخطاب الكراهية والتمييز وجميع أشكال التطرف.
وأكد الوزيران التزامهما بتعزيز الشراكة الثنائية بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة من خلال التعاون الوثيق متعدد الأطراف.
وأجرى الوزيران محادثات مفصلة أيضا حول الأمن والاستقرار الإقليميين وشددا على أهمية الحوار وبناء الجسور لتحقيق السلام والازدهار الإقليميين، بما في ذلك مناقشاتهما حول السودان وسوريا واليمن.. كما اتفقا على الحاجة إلى العمل معاً من خلال الأمم المتحدة لدعم المبادرات والقنوات الدبلوماسية، التي تهدف إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا، بما يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة.. واتفق الجانبان على تعميق التعاون عبر القضايا الأمنية المحلية والإقليمية.
و قبيل اجتماع وزيري الخارجية، التقى معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، مع اللورد طارق أحمد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا والأمم المتحدة وشؤون الكومنولث، لمناقشة التقدم المحرز في الشراكة من أجل المستقبل.
و أثنى معالي قرقاش واللورد أحمد على التقدم المحرز بالعلاقات القائمة بين البلدين، وأكدا على طموح البلدين وقيادتيهما في تعميق وتعزيز التعاون الثنائي.
و ناقش الجانبان أهمية التعاون في مجالات الطاقة والتخفيف من آثار تغير المناخ، والتنمية، والعلوم والتكنولوجيا، والأمن، والشؤون القنصلية. و اتفق الجانبان خلال الاجتماع على أهمية الحفاظ على التواصل المستمر لضمان المزيد من التقدم في إطار الشراكة الراسخة بين البلدين.