متابعة _ لمى نصر:
ترأس سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي جيمس كليفرلي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة، اجتماع الحوار الاستراتيجي الأول بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة الذي عقد في لندن.
ويعد الحوار الاستراتيجي، أحد مخرجات زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، إلى المملكة المتحدة في سبتمبر 2021، واتفق خلالها قادة البلدين على إقامة شراكة من أجل المستقبل، والتي أسست لمرحلة جديدة وطموحة من الشراكة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، وتم الاتفاق خلالها على أن يشارك وزيرا خارجية البلدين في رئاسة الحوار الاستراتيجي.
وضم وفد دولة الإمارات المشارك في الحوار الاستراتيجي برئاسة سموه، معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة، وسعادة سلطان الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، وسعادة سعيد الهاجري مساعد الوزير للشؤون الاقتصادية والتجارية، وسعادة عمران شرف مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة الدكتورة مها بركات مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون الصحة، وسعادة السفير ماجد السويدي المدير العام والممثل الخاص لرئاسة دولة الإمارات لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28”، وسعادة منصور عبدالله خلفان بالهول سفير الدولة لدى المملكة المتحدة ، وسعادة فيصل عيسى لطفي الوكيل المساعد للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية والتعاون الدولي.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اجتماعه مع معالي جيمس كليفرلي ضمن أعمال الحوار الاستراتيجي الأول بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، أن العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات والمملكة المتحدة، التي وطدتها الشراكة من أجل المستقبل، تعد علاقة نموذجية للتعاون الدولي لمواجهة التحديات الملحة في عصرنا، والسعي للمزيد من الفرص التي تسهم في تعزيز الازدهار لشعوبنا عبر مجالات التعاون المتنوعة، بما في ذلك الطاقة، والحد من آثار تغير المناخ، والعلوم والتكنولوجيا، والأمن، وكذلك الروابط الاجتماعية والثقافية، كما تشترك دولة الإمارات والمملكة المتحدة في رؤية ديناميكية ستشهد المزيد من التطور في السنوات المقبلة.
وقال سموه إن دولة الإمارات ستواصل العمل مع المملكة المتحدة في تحديد المجالات المبتكرة لتعزيز التعاون الثنائي، وتعزيز القيم المشتركة لتحقيق السلام والأمن والنمو على المستوى الدولي”.
وأكد الوزيران خلال الاجتماع على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين وعمق التعاون والالتزام المشترك بتوطيده وتعزيزه.
وأشارا إلى التاريخ المشترك بين البلدين، وقوة العلاقات بين شعبيهما، ورحبا بالشراكة المتنامية عبر عدد من القطاعات، وأشادا بالحوار الاستراتيجي باعتباره احدى الآليات المهمة لتوطيد العلاقات الثنائية.
وفيما يتعلق بالتطورات الدولية ذات الاهتمام المشترك، رحبا بالتعاون بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة في المنظمات والهيئات متعددة الأطراف، وشددا على أهمية الحوار وبناء الجسور لتعزيز السلام والازدهار الإقليمي.
وناقش الجانبان أهمية استمرار التنسيق المستمر في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأثنى الجانب البريطاني على دور دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي وخاصة القرارات الأخيرة التي اتخذها المجلس بشأن أفغانستان.
كما تطرق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي جيمس كليفرلي وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية إلى مسألة الحد من آثار تغير المناخ، وأكدا التزامهما بمكافحة هذه الظاهرة والتعاون في مشاريع طويلة الأجل تيسر الانتقال العادل للطاقة، وأعربا في هذا الصدد عن رغبتهما في تعزيز التعاون الوثيق المستمر بشأن الطاقة النظيفة والمتجددة، وتمويل العمل المناخي والتكيف وحماية الطبيعة والنظم الغذائية.
وناقش الوزيران أجندة دولة الإمارات الطموحة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في دورته الثامنة والعشرين (COP28) والتي تستضيفها مدينة إكسبو دبي العام الجاري.
وأشادا بالروابط التجارية والاستثمارية بين الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، وأشارا إلى نمو حركة السلع والخدمات بين البلدين، والتي بلغت خلال عام 2022 أعلى مستوى لها محقّقة 21.6 مليار جنيه إسترليني (99.3 مليار درهم إماراتي).
كما رحب الوزيران بنجاح “شراكة الاستثمار السيادي” الموقعة في عام 2021، وجددا التأكيد على الدعم المشترك لتوسيع العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين في المجالات ذات المنفعة المتبادلة، بما في ذلك من خلال الجولة الرابعة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي التي ستستضيفها المملكة المتحدة في وقت لاحق من هذا العام.
وفي الختام، جدد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي جيمس كليفرلي التأكيد على التزامهما المتبادل بمواصلة التنسيق المشترك والوثيق بشأن المسائل السياسية والاقتصادية والأمنية، وتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام الإقليمي والدولي المشترك.
وأهدى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان قميص نادي مانشستر سيتي الإنجليزي إلى معالي جيمس كليفرلي، وتبادلا الأحاديث الودية عقب انتهاء اجتماع الحوار الاستراتيجي الأول بين البلدين الصديقين.