متابعة: نازك عيسى
دشن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، الاستراتيجية الجديدة لكليات التقنية العليا 2023 – 2028 تحت عنوان “نصمم المستقبل”.
جاء ذلك خلال الزيارة الي قام بها سموه إلى مقر كليات التقنية العليا للطلاب في دبي، حيث دشن سموه الاستراتيجية الجديدة بحضور معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم ومعالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد المنان العور وزير الموارد البشرية والتوطين رئيس مجمع كليات التقنية العليا، والدكتور فيصل العيان مدير مجمع كليات التقنية العليا، وعدد من المسؤولين.
وتهدف الاستراتيجية الجديدة إلى رسم خارطة عمل جديدة لنموذج التعليم التطبيقي للكليات وفق توجهات القيادة الرشيدة ورؤيتها في بناء واعداد إنسان المستقبل، بأعلى مستوى من المهارة والكفاءة والجاهزية بما يضمن التعامل الناجح مع التحديات والمتغيرات، وبما يعزز التنافسية لبناء اقتصاد مستدام.
وبهذه المناسبة، أكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان أن الاستثمار في بناء الإنسان شكل أحد الثوابت الأساسية في مسيرة دولة الإمارات منذ قيام الاتحاد وكذلك في رؤيتها الاستشرافية للمستقبل.
وأشار سموه إلى الحرص على دعم كافة خطط ومبادرات التطوير لمؤسسات التعليم العالي والتي تستهدف الارتقاء بجودة الخدمات التعليمية وفق معايير الأداء والتقييم العالمية، بما يمكّن من الوصول لمخرجات وطنية متميزة تتمتع بمهارات وقدرات نوعية، تلبي احتياجات وظائف المستقبل ومتطلبات القطاعات الصناعية والحيوية ذات الأولوية بالدولة.
وأكد سموه أهمية التحولات الاستراتيجية الجديدة التي تنفذها كليات التقنية العليا وتحرص من خلالها على الموازنة بين القدرات الأكاديمية والمهارات المهنية والعملية التي يتطلبها سوق العمل، والسعي لتوفير فرص تعليمية متنوعة تراعي المهارات والفروق الفردية بين الطلبة وتمنحهم فرصة مواصلة دراستهم على مستوى التعليم العالي ضمن مسارات تضمن حصولهم على وظائف في سوق العمل تتناسب مع قدراتهم وميولهم بما يمكنهم من الانتاجية والابداع، كما اشاد سموه بالتركيز على التكاملية في العمل بين الكليات كمؤسسة تعليمية ومؤسسات العمل من القطاعين العام والخاص.
وخلال الزيارة، اطلع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، على التحولات الاستراتيجية الجديدة لكليات التقنية العليا واستمع لشرح تفصيلي من الدكتور فيصل العيان مدير مجمع الكليات، حول الهدف من هذه التحولات حيث تهدف الاستراتيجية الجديدة إلى إحداث نقلة نوعية في مفهوم التعليم التطبيقي، وتستند على 3 ركائز أساسية وهي “الشمولية” و”الاستدامة” و”التكاملية”.
وأشار الدكتور فيصل العيان إلى أن ركيزة الشمولية مبينة على أفضل الممارسات العالمية على مستوى التعليم التطبيقي، والتي ستسمح باستقطاب أكبر شريحة من الطلبة ومنح فرص دراسية متنوعة لهم وفق اختلاف قدراتهم وميولهم من خلال نموذج يتضمن ثلاثة مسارات تعليمية جديدة تتميز بمعايير قبول مختلفة تتوافق مع اختلاف المستويات الطلابية.
وأوضح أن ركيزة الاستدامة ستمكّن الكليات من تصميم برامجها تتوافق مع متطلبات سوق العمل على مستوى المعارف والمهارات، وبما يسمح بالتقييم والتطوير المستمر وفق المتغيرات الوظيفية المرتبطة بالتطورات التكنولوجية وبما يتماشى مع الأولويات الوظيفية لسوق العمل بالدولة، مشيراً الى أن ركيزة التكاملية ترتبط بعلاقات الشراكة بين الكليات وقطاعات العمل المختلفة، بما يدعم توجهات وجهود القيادة الرشيدة للدولة في توفير فرص التوظيف المتنوعة ورفع نسبة التوطين في القطاعات الحيوية، حيث تعتبر كليات التقنية العليا شريكاً استراتيجياَ في تحقيق أهداف أجندة التوطين خصوصاً في القطاع الخاص بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتوطين والشركاء الاستراتيجيين.
ولفت إلى الشراكة مع قطاعات العمل؛ تشمل إدارة العملية التعليمية وفق آلية متكاملة فيما يسمى “نموذج التلمذة المهنية” الذي يحقق الربط بين ثلاثية الدراسة الأكاديمية والخبرة العملية والارتباط مع أصحاب العمل، لنصل الى توفير تجربة تعليمية مهنية غنية للطلبة تضعهم في مواقع مناسبة لهم في سوق العمل.
وأوضح الدكتور العيان لسموه أسباب رحلة التحول الاستراتيجي للكليات والتي تتوجه نحو مزيد من التركيز على “التعلم التطبيقي” في خطة استراتيجية جديدة تستمر على مدار خمس سنوات 2023-2028، وذلك لتحقيق المزيد من التركيز على الأهداف التعليمية وبرامج التدريب المهني وطرح برامج جديدة تتماشى مع سوق العمل، وطرح مسارات تعليمية جديدة تعزز الشمولية والتوظيف، وضمان تطوير برامج وفق معايير مؤسسات التعليم التطبيقي العالمية.
وأشار إلى طبيعة التغيرات التي ستطرأ على البرامج وعمليات القبول في كليات التقنية مع بدء العام الأكاديمي الجديد 2023/2024، حيث سيشمل التسجيل خمس برامج أساسية وهي: العلوم الصحية، وإدارة الأعمال، وتكنولوجيا الهندسة والعلوم، وعلوم الكمبيوتر والمعلومات، والتربية، ومن المتوقع مع طرح المسارات الجديدة استقبال أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة، بزيادة تقدر بنحو 31 في المائة مقارنة بالعام الأكاديمي السابق.
واستعرض لسموه أيضاً العوامل التي ستساهم في نجاح النموذج التعليمي الجديد والتي تعتمد بشكل كبير على الشركاء الاستراتيجيين في القطاع التعليمي وقطاعات العمل والصناعة بما يضمن العمل معاً على مستوى تصميم البرامج وتوفير أفضل الكوادر التدريسية وتدريبها، والتعاون على المستوى الاستشاري بالإضافة لدعم التدريب والتوظيف للطلبة خلال الدراسة وبعد التخرج.
كما اطلع سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان خلال الزيارة، على تفاصيل الحرم الجديد لكليات التقنية العليا في منطقة بني ياس بأبوظبي والذي سيدخل حيز التشغيل مع بداية العام الأكاديمي المقبل 2023 / 2024، والذي يقام على مساحة 220 ألف متر مربع ويستوعب أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة.
ويضم الحرم الجديد مبنى للطلاب وآخر للطالبات ومبنى الإدارة الرئيسي والخدمات المركزية، وقاعة احتفالات تتسع لأكثر من 1200 شخص، بالإضافة الى الفصول الدراسية والمختبرات المتطورة والمرافق والخدمات المتنوعة التي تم تصميمها بما يتماشى مع المعايير الحديثة في التصميم والاستدامة.
وخلال الزيارة، شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حفل توقيع اتفاقيات تعاون مع 11 شريكا استراتيجيا للكليات وهي شركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك”، ومجلس التوازن، ومجموعة الفطيم، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية، ومجموعة شلهوب، ومجموعة G42 للرعاية الصحية، وجيمس للتعليم، والفردان للصرافة، مؤسسة الرستماني، حرس الرئاسة “حميم التكنولوجيا”، اتحاد الإمارات لكرة القدم.
وتسعى هذه المؤسسات الحكومية والخاصة المتخصصة في قطاعات متنوعة منها الصحة والتعليم والطاقة والخدمات والتجزئة والأمن والقطاع المالي، إلى تقديم أشكال التعاون والدعم المختلفة وتتضمن توفير نحو 4053 فرصة عمل وأكثر من 4200 فرصة تدريبية للطلبة على مدار خمس سنوات وتنفيذ ورش ومختبرات متخصصة في الابتكار والتكنولوجيا الناشئة والحلول الصناعية وتكنولوجيا المال “FinTech”، وتطوير برامج وشهادات احترافية ودعم مشاريع وبحوث طلابية تطبيقية وتعاون في الفعاليات والأنشطة.
وثمن سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الشراكة بين كليات التقنية العليا وهذه الكوكبة من الشركات الوطنية الرائدة لدعم الطلبة وتوفير التدريب المتخصص لهم وفرص العمل المناسبة بعد التخرج.
كما التقى سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان بمجموعة من طلبة كليات التقنية الحاصلين على مراكز أولى وميداليات تميز في العديد من المسابقات المحلية والعالمية، منها المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات وهاكاثون الإمارات 2023، ومسابقة “مستقبل المخترعين 2023″، ومسابقة مايكروسوفت “كأس التخيل 2023”.
وعبر سموه عن سعادته بلقاء طلبة كليات التقنية مؤكدا أن ما حققوه من إنجازات يعكس تميز وجودة المخرجات التعليمية وقدرة الشباب على التنافس وتحقيق التميز.
من جانبه ثمن معالي الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، زيارة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى كليات التقنية العليا وتدشين سموه الاستراتيجية الجديدة للكليات، مما يمثل دافعاً قويا لها للانطلاق نحو تحقيق أهدافها الاستراتيجية للمرحلة المقبلة والرامية الى تأكيد مكانة التعليم التطبيقي الذي تمتاز به الكليات والدور الذي يلعبه في تخريج كفاءات وطنية نوعية تلبي الاحتياجات المختلفة لقطاعات العمل والصناعة الحيوية بالدولة.
وأشاد معاليه بدعم القيادة الرشيدة لكافة مؤسسات التعليم التي تعمل بشكل متواصل على تطوير خدماتها التعليمية وتقديمها وفق المعايير العالمية ويرقى لمستوى الطموحات الوطنية، ويساهم في بناء جيل مستعد لتحديات المستقبل وقادر على التعامل الفعال والناجح مع التطورات والتحولات المتسارعة في سوق العمل.
وأضاف معاليه أن وزارة التربية والتعليم تؤمن بأهمية الاستثمار بالإنسان باعتباره حجر الأساس للنمو الشامل والمستدام، مؤكداً ضرورة العمل المستمر لتطوير منهجيات التعليم وآليات التدريس والتركيز على مهارات المستقبل في إطار شراكة فاعلة مع قطاعات العمل والصناعة، معرباً عن تقديره لجهود كليات التقنية وحرصها على تطوير استراتيجيتها وفق متطلبات كل مرحلة حرصاً على الإعداد النوعي للكفاءات بما يمكنهم من المساهمة في بناء الاقتصاد الوطني المستدام.
من جانبه عبر معالي الدكتور عبد الرحمن بن عبد المنان العور، عن فخره بتدشين سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الاستراتيجية الجديدة لكليات التقنية العليا 2023-2028 تحت شعار “نصمم المستقبل”، مثمناً دور سموه في دعم الكليات وتوجيهاته الدائمة التي ساهمت في نجاح الانطلاقة الجديدة للكليات بهدف إحداث تحولات تتوافق مع الرؤى والتوجهات الوطنية المعنية باستشراف المستقبل والاستعداد له من خلال كفاءات وطنية تتمتع بالجاهزية المهارية والابداعية التي تمكنها من التنافسية في شتى المجالات والقطاعات الحيوية.
وأضاف معاليه أن كليات التقنية العليا تدرك طبيعة المتغيرات والتحديات العالمية، وتعي تماماً ما يشهده سوق العمل من متغيرات وظيفية نتيجة التطورات التكنولوجية الهائلة والمتسارعة، وأن النجاح في التعامل مع هذا الواقع المليء بالتحديات مرهون بالإنسان ثروة هذا الوطن من خلال الاستثمار الأمثل في شبابنا وتمكينهم من مهارات المستقبل، لهذا كان التغيير مطلباً هاماً للمرحلة المقبلة، من خلال استراتيجية جديدة وضعت بعد دراسة دقيقة وشاملة للواقع التعليمي والوظيفي، والذي نتج عنه نموذج جديد أكثر شمولية ومرونة وتكاملية، يدعم الكليات في توفير أفضل الفرص والخيارات التعليمية أمام الطلبة بمختلف مستوياتهم وميولهم، لتمكينهم من الحصول على تعليم متوافق مع متطلبات سوق العمل للمرحلة المقبلة، ويعطي كل إماراتي وإماراتية فرصة المساهمة في مسيرة التنمية في القطاعين الحكومي والخاص بما يعزز حضور العنصر المواطن في تلك القطاعات وفي مختلف الوظائف الإدارية والحيوية والتخصصية لأجل بناء اقتصاد مستدام.
وذكر معاليه أن الانطلاقة الجديدة للكليات هي فرصة ثمينة نعبر خلالها عن كل الشكر والتقدير للقيادة الحكيمة لدعمهم الدائم لمؤسسات التعليم العالي ولكل ما من شأنه تمكينهما من أداء أدوارها ومسؤولياتها بكفاءة واقتدار، وتوجيهاتهم المستمرة بتوفير أفضل وأرقى الفرص التعليمية لأبناء الوطن، مؤكداً أن الكليات ستعمل بكل جهد وإخلاص لتكون على قدر الثقة والطموح.