متابعة-جودت نصري
الحزام الناري، أو القوباء المنطقية؛ هو مرض حميد بشكل عام، ولكن يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات. سلطت دراسة أسترالية حديثة الضوء على الارتباط بين الحزام الناري والسرطان.
القوباء المنطقية: إعادة تنشيط فيروس الحماق النطاقي
سبب القوباء المنطقية يتوافق مع إعادة تنشيط العدوى بفيروس الحماق النطاقي، الذي يصيب الأطفال بشكل أساسي، في رياض الأطفال أو المدرسة الابتدائية. «بمجرد زوال المرحلة الحادَّة من جدري الماء، تصبح القوباء المنطقية حالة كامنة في الجسم، وخاصة في العقد العصبية»، يؤكد الدكتور عودة دراجي. ولكن عند حدوث اضطرابات في جهاز المناعة «نقص الدفاعات المناعية، المرض، العلاج المثبط للمناعة، إلخ»، يمكن للفيروس أن يعبِّر عن نفسه مرة أخرى ويؤدي إلى ظهور القوباء المنطقية..
أعراض الحزام الناري
الإرهاق، الذي غالباً ما يكون مصحوباً بألم في منطقة الجلد التي يحدث فيها الهربس النطاقي، من العلامات المبكرة للمرض. بعد بضعة أيام، يظهر طفح جلدي أحادي الجانب، يتكوَّن من بثور حمراء صغيرة، ثم تتطور إلى حويصلات. في هذه المرحلة، يجب بدء العلاج بسرعة لتجنُّب خطر حدوث مضاعفات.
ومع ذلك، يمكن تلقي علاج مضاد للفيروسات، عن طريق الفم، من أجل تجنب مخاطر حدوث مضاعفات، خاصة عند كبار السن، بخلاف الآفات الجلدية والطفح الجلدي، فإن المضاعفات الأكثر خطورة هي الألم الشديد للغاية، الذي يرتبط بتلف الألياف العصبية. يمكن أن يستمر الألم، الذي يكون غالباً حاداً جداً، لفترة طويلة بعد القضاء على العدوى. ونحن عاجزون عن علاج هذا الألم؛ لأنه غالباً ما يكون مقاوماً للأدوية.
اللقاح أفضل وسيلة للوقاية من القوباء المنطقية
للحماية من القوباء المنطقية، يبقى التطعيم أفضل سلاح. هناك نوعان من اللقاحات «لقاحات حيَّة» فعَّالة، ولكن لا يُوصَى بها للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة. ولقاح «خامل، هذه المرة واعد جداً لهذا الجمهور الأخير» تمَّ تطويره بواسطة مختبر «GSK»، يجب أن يحصل على تصريح تسويق «AMM» قريباً. إنه متوافر بالفعل في بعض الدول الأوروبية وكذلك في الولايات المتحدة.
السرطان يزيد من خطر حدوث الحزام الناري
لا يزال هناك عدد قليل من الدراسات التي أثبتت هذه الظاهرة، لكن العديد من الأطباء لاحظوا بشكل تجريبي زيادة في حدوث الهربس النطاقي لدى مرضى السرطان.
العلاقة بين السرطان والقوباء المنطقية قوية جداً. وهو ناتج عن انخفاض الكفاءة المناعية بسبب السرطان وكذلك عن طريق العلاجات النشطة. وبشكل أكثر تحديداً، تمكنت دراسة أسترالية تعود لعام 2018 من إظهار زيادة في الهربس النطاقي، بما يقرب من ثلاثة أضعاف، في حالة الإصابة بسرطان الدم اللوكيميا، والأورام اللمفاوية، وما إلى ذلك، ولكن أيضاً للأورام الصلبة،
يتسبب السرطان في انخفاض المناعة؛ ما يمكن أن يعزز تنشيط فيروس القوباء المنطقية، فقد أظهر بعض الدراسات أن العلاجات المستخدمة ضد السرطان، خصوصاً الأدوية المثبطة؛ تزيد أيضاً من خطر الإصابة بالهربس النطاقي
وبالتالي، فإنَّ العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي والعلاج المناعي لها تأثيرات في جهاز المناعة. ومع ذلك، عندما نقوم بتحفيز المناعة، يمكننا أيضاً إيقاظ الأمراض الكامنة، يمكن أن تكون هذه القوباء المنطقية، ولكن أيضاً أمراضاً أخرى مثل السل، على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تلعب الكورتيكوستيرويدات، عند دمجها مع العلاج المناعي دوراً في عمل الخلايا اللمفاوية. في هذه المواقف المختلفة، يكون الأمر دائماً هو علاج المرض المعدي قبل البدء في العلاج المناعي.