سلطت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، الضوء على حلول عام 2020، وعلى تباشيره التي حملت لموظفي حكومة أبوظبي قراراً بتضمين ما يقارب 80% من الراتب كأساس في معاش التقاعد، كما تناولت الإنجازات التي حققتها الدولة في “عام التسامح”، إضافة إلى الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية خلال العام الماضي.
تباشير العام
فمن جانبها وتحت عنوان “تباشير العام” كتبت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها: “تباشير العام الجديد، حملت لموظفي حكومة أبوظبي قراراً بتضمين ما يقارب 80% من الراتب كأساس في معاش التقاعد، ضمن جدول للرواتب والدرجات والعلاوات والبدلات أصدره المجلس التنفيذي للإمارة، ما سينعكس أثره الإيجابي على المواطنين بتحقيق الاستقرار المادي لهم ولأسرهم عبر الموازنة بين مستوى الدخل أثناء الخدمة وبعد التقاعد”.
وقالت الصحيفة: “إن الجدول الجديد، الذي يأتي في إطار حرص القيادة الرشيدة على تأمين أفضل مستوى معيشي للمواطنين، جاء أيضاً بهدف تحقيق مبدأ التكافؤ والعدالة بين موظفي حكومة أبوظبي عبر توحيد المفردات في هذا الصدد، كما يعزز من التنافسية ويدفع الموظف إلى مزيد من الإنتاجية، والعمل الحكومي إلى الريادة”.
وأضافت: “يفتح القرار، بمرونة لامتناهية، المجال أمام تأهيل المواطنين قبل التعيين، باستحداث نظام للمكافآت مقابل التدريب، كما يفتح المجال للتنافسية بين هؤلاء المؤهلين الذين سيبذلون أقصى جهد بهدف التقدم الوظيفي، ويمكّن الدوائر الحكومية من اختيار الأفضل والأكثر استحقاقاً للشواغر المطلوبة”.
واختتمت “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “مثل هذه القرارات النوعية، تستهل بها القيادة عاماً جديداً وسط تأكيداتها على مواصلة مسيرة الإنجاز في ظل طموحاتٍ سقفها السماء، بل ومضاعفة تلك المسيرة الوطنية من خلال إقامة المشاريع الكبرى وإيلاء الإنسان الإماراتي الاهتمام بتطوير قدراته واستثمار إبداعاته ومؤهلاته في خدمة الوطن”.
عام التسامح والإنجازات
من جهتها كتبت صحيفة “البيان” في افتتاحيتها تحت عنوان “عام التسامح والإنجازات”: ” كعادة الدول في سرد أهم الأحداث والإنجازات في نهاية العام، يصعب علينا هنا السرد والحديث عن الإنجازات والمبادرات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في 2019، حيث كان عاماً متميزاً للإمارات وشعبها في العديد من المجالات”.
وقالت الصحيفة: “ففي المجال الاقتصادي شهد العام 2019 تحقيق دولة الإمارات قفزات نوعية في مختلف المؤشرات التنافسية العالمية التي عكست ريادتها ونجاحاتها في مسيرة التنمية المستدامة التي انتهجتها بتوجيهات من قيادتها الرشيدة التي تسعى لبناء مجتمع السعادة والرفاهية”.
وأضافت: “اتسع نطاق الإنجازات ليشمل كافة القطاعات، بما فيها الفضاء، حيث شهد شهر سبتمبر انطلاق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري لمحطة الفضاء الدولية، ليكون بذلك أول رائد فضاء إماراتي وعربي ينجح في إنجاز هذه المهمة التاريخية، كما واصلت الدولة استعداداتها لإطلاق مسبار الأمل إلى كوكب المريخ لتحجز بذلك مكانها بين نخبة كبرى دول العالم المتطلعين للفضاء”.
ولفتت إلى أنه وخلال عام التسامح واصلت الدولة مد يد العون لإغاثة المحتاجين في مختلف أنحاء المنطقة والعالم، كما شهدت الإمارات زيارات تاريخية رسختها كعاصمة عالمية للتسامح، حيث احتضنت في فبراير اللقاء التاريخي بين فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، وتم ضمن اللقاء الإعلان عن وثيقة الأخوة الإنسانية التي تعد أكبر وأهم وثيقة في التاريخ تعكس التسامح بين الأديان”.
واختتمت “البيان” افتتاحيتها بالقول: “مع انطلاق عام الاستعداد للخمسين، الذي سيشهد أيضاً إقامة «إكسبو 2020»، تمضي الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في مختلف المجالات، وتصدر مؤشرات التنافسية العالمية”.
2020.. ويبقى الأمل
أما صحيفة “الخليج” فكتبت تحت عنوان “2020.. ويبقى الأمل”: ” كان العام الماضي /2019/ الذي ودعناه ثقيلاً، تبدّت فيه كل مظاهر العنف، والقتل، والدسائس، والصراعات السياسية، والضغوط الاقتصادية والعسكرية، وانتهاكات القانون الدولي والإنساني، والوصول بالعالم إلى حافة الحروب المدمرة .. وكان لمنطقتنا العربية منها حصة الأسد، إذ تكالبت عليها كل المطامع الإقليمية، والدولية، جراء حالة الانقسام والتشرذم التي ضربت دولنا المصابة بحالة فقدان المناعة القومية”.
وقالت الصحيفة: “وإذ نستقبل العام 2020 الذي يحمل معه كل شرور وتداعيات العام الماضي، يبقى الأمل معقوداً على جهود عربية ودولية خيرة تسعى للملمة حطام قضايا متفجرة ما زالت تهدد الأمن والسلام العالميين .. فما دامت هناك صيرورة حياة، وما دامت هناك فرصة متاحة للتغيير، يبقى الأمل متاحاً في بناء جسر من التفاؤل على نهر اليأس، وإن النافذة الصغيرة مهما صغر حجمها يمكن أن يدخلها ضوء الشمس، وتفتح آفاقاً واسعة للحياة”.
وأضافت: “كان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرشل، يردد « يرى المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيرى الفرصة في كل صعوبة»، لذلك فإن الغيوم حالكة السواد التي تلف عالمنا العربي، وبقية العالم، لا بد أن تنقشع، لأن الإنسان الذي عمّر هذا الكون لن يكون بهذه السذاجة والبلاهة كي يغامر ويقضي على إنجازات لا سابق لها في مختلف مجالات الحياة”.
ولفتت إلى أن وطننا العربي الذي عاش فترات تاريخية مظلمة، وعانى ما عاناه من ظلم، وقهر، وغزوات، واستعمار، وحروب، تمكّن من الصمود والبقاء رغم ضراوة التحديات والمخاطر، وهو الآن، وإن كان يعاني ظروفاً صعبة ومصيرية، فإن لديه من القدرات على التحدي ما يمكنه من بلوغ شاطئ السلامة .. لن نقول إن نصف الكأس فارغ، بل سنقول إن نصف الكأس مملوء، وسنتطلع إلى الأمام وليس إلى الخلف، فهناك ما يدعو إلى التفاؤل.
وقالت الصحيفة: “هناك إنجازات يومية تتحقق، وقدرات بشرية هائلة تعمل ليل نهار، تدرك معنى الحياة، وتعرف أن التقدم هو مسار إلى المستقبل لا بد من ولوجه باقتدار، وتصميم، وإرادة .. كل ذلك يحدث هنا، في دولة الإمارات، حيث يبدو المشهد مضيئاً ناصعاً، يبشر بعالم جديد يقوم على المحبة، والتسامح، والخير، والتعاون، والمشاركة في صنع حياة فاضلة للعالم، تختلف تماماً عن الصور القاتمة التي نراها في أجزاء مختلفة من العالم”.
وقالت صحيفة “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “هنا في الإمارات، نستقبل العام الجديد بكل الأمل لأننا نرى الضوء على الطريق، ولأننا نعرف أن الشمس تظلم في ناحية، وتضيء في ناحية أخرى .. لذلك نحن نتفاءل”.