متابعة-جودت نصري
الأمراض النفسية هي حالات صحية تنطوي على تغييرات في العاطفة أو التفكير أو السلوك، ويمكن أن ترتبط الأمراض النفسية بالضيق أو مشاكل في الأداء الاجتماعي أو العمل أو الأنشطة العائلية. ويُمكن أن يؤثر المرض النفسي على أي شخص، بغض النظر عن العمر أو الحالة الاجتماعية أو الهوية الثقافية، وثلاثة أرباع الأمراض العقلية والنفسية تبدأ في سن الـ 24 عاماً. تأخذ الأمراض النفسية أشكالاً عديدة، بعضها خفيف ولا يؤثر إلا بطرق محدودة في الحياة اليومية؛ مثل بعض أنواع الرهاب، ومنها الشديد لدرجة أن الشخص قد يحتاج إلى رعاية في المستشفى. في حين أن هناك فارقاً كبيراً بين الجنون والمرض النفسي، ستتعرفين إليه بشكل أكثر تفصيلاً في السطور التالية:
الجنون.. ما هو؟
الجنون هو مصطلح يستخدمه بعض الأشخاص لوصف السلوك الذي تحركه حالات عقلية مختلة قد تتداخل مع الأداء الوظيفي، ونظراً لاستخدام المصطلح غالباً بطريقة ازدراء لوصف أولئك الذين يعانون من مرض عقلي، فقد تخلى مجال علم النفس إلى حد كبير عن استخدامه، ومع ذلك لا يزال الجنون يستخدم في النظام القانوني كعامل مخفف أو دفاع ضد الادعاءات الجنائية. وتمت دراسة حالات الصحة العقلية لمئات السنين، وكذلك السلوك الغريب الذي يُعتقد أنه يحدث نتيجة للمرض النفسي، واختلفت الآراء بشأن هذه الحالات وأنواع السلوك المنسوبة إلى المخاوف العقلية اختلافاً كبيراً عبر الثقافات ومع مرور الوقت، فعلى سبيل المثال اعتقد الإغريق القدماء أن مخاوف الصحة العقلية والسلوكيات ذات الصلة ناتجة عن نفس العوامل التي تسبب الأمراض الجسدية، وفي السجلات التاريخية المبكرة غالباً ما كان يُعتقد أن الجنون والمرض العقلي ناتجان عن القوى الخارقة للطبيعة أو العقاب الإلهي. في العصر الحديث، يُصنّف الجنون على أنه مصطلح غير علمي يشير إلى عدم الاستقرار العقلي، وفي مهنة الطب يتم الآن تجنّب هذا المصطلح لصالح تشخيص اضطرابات نفسية معينة، فيما يشار إلى وجود الأوهام أو الهلوسة على نطاق واسع بالذهان.
المرض النفسي.. ماهيته
المرض النفسي هو مصطلح عام لمجموعة من الأمراض التي تؤثر على العقل أو الدماغ، مثل الاضطراب ثنائي القطب والاكتئاب والفصام والقلق واضطرابات الشخصية، وتؤثر هذه الحالات على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتصرفه. والسبب الدقيق للمرض النفسي غير معروف، ولكنه يُصنَّف على أنه ليس خطأ في الشخصية، ولكنه مرض مثل أي مرض آخر. وحالات الصحة العقلية والنفسية قابلة للعلاج والتحسن، حيث يعود العديد من الأشخاص المصابين بأمراض نفسية إلى أداء وظائفهم بشكل كامل، كما أن بعض الأمراض النفسية يمكن الوقاية منها. ويمكن أن تكون بعض الأمراض النفسية مرتبطة بحالة طبية أو تحاكيها، على سبيل المثال يمكن أن ترتبط أعراض الاكتئاب بمرض قصور الغدة الدرقية، لذلك غالباً ما يتضمن تشخيص الصحة العقلية تقييماً صحياً كاملاً، بما في ذلك الفحص البدني. تأخذ خطة العلاج من المرض النفسي في الاعتبار مدى شدّة الأعراض، ومدى تسببها في الضيق والتأثير على الحياة اليومية، ومخاطر وفوائد العلاجات المتاحة وعوامل أخرى.
يعتمد علاج الصحة النفسية على خطة فردية يتم تطويرها بالتعاون مع طبيب الصحة النفسية والفرد، قد يشمل العلاج النفسي (العلاج بالكلام) أو الأدوية أو العلاجات الأخرى، وغالباً ما يكون الجمع بين العلاجات المختلفة هو الأكثر فعالية، كما يتم استخدام العلاجات التكميلية والبديلة بشكل متزايد.