متابعة: نازك عيسى
كشف مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» عن مجموعة من الصور الفريدة من نوعها لقمر المريخ «ديموس»، والتي اُلتقطت خلال سلسلة من المناورات القريبة.
وبدأ «مسبار الأمل»، تنفيذ سلسلة متكررة من المناورات القريبة من قمر المريخ الخارجي «ديموس» من بداية عام 2023؛ حيث اُستخدمت الأجهزة العلمية الثلاثة على متن المسبار لجمع العديد من الصور والملاحظات عن قمر المريخ الأقل رصداً. وساهمت البيانات والملاحظات التي جُمعت بواسطة المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والتي ستستمر على مدار عام 2023، في فتح آفاق جديدة لفهم تكوين قمر «ديموس».
والتقط المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، بيانات طيفية غير مسبوقة بالأشعة تحت الحمراء لسطح «ديموس» بأكمله تقريبًا، والتي كشفت عن اختلاف درجات الحرارة إلى جانب وصف الخصائص الفيزيائية لسطح وتكوين القمر.
وتشير درجات حرارة السطح المرصودة (الشكل 1)، إلى إمكانية تجميد المواد المتطايرة في قطبي «ديموس»، وعدم تجانس السطح تقريباً، بالإضافة إلى احتمالية احتوائه على حبيبات رملية ناعمة وخشنة بمقياس سنتيمترات. كما تُظهر البيانات الطيفية للأشعة تحت الحمراء (الشكل 2 و3)، وجود تشابه مع بيانات قمر المريخ الأكبر «فوبوس»، وتشير إلى أصل بازلتي لتكوين القمر.
وتدعم هذه النتائج فرضية، أنَّ «ديموس» قد يكون مكونًا من قطع متماسكة من المريخ والتي من المحتمل أن تكون ناتجة عن اصطدام كبير، بدلاً من كويكب صخري اجتذبه كوكب المريخ إلى مداره. وتشبه هذه المجموعة من الملاحظات التفسيرات الحديثة لـ«فوبوس»، والتي تم تحديدها باستخدام مطياف الانبعاث الحراري على متن مركبة الماسح الشامل للمريخ «مارس غلوبال سورفيور».
ويعد المقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، الأكثر حساسية للمدار حول كوكب المريخ، وقد نجح في التقاط أول صورة طيفية بالأشعة فوق البنفسجية القصوى والمتطرفة لـ«ديموس»، والتي ساهمت في التعرف على تكوين السطح والعوامل الجوية الفضائية. كما تُظهر ملاحظات المقياس (الشكل 4)، أنَّ طيف المقاس لأشعة الشمس المنعكسة مشابه للغاية لطيف الشمس.
وتؤكد الملاحظات، أنَّ الطيف الانعكاسي لـ«ديموس»، مسطح نسبياً، مع عدم وجود بصمات قوية ناتجة عن المواد العضوية أو المعادن الكربونية، ما يشير إلى أن القمر ليس كويكباً، بل من المرجح أن يكون القمر أصله من المريخ.
ويمتلك كوكب المريخ، قمرين هما «فوبوس» و«ديموس»، وكلاهما أقمار صغيرة غير منتظمة الشكل؛ حيث يدور «ديموس» حول المريخ كل 30 ساعة، على مدى حوالي 23500 كم فوق المريخ، ويبلغ حجمه حوالي 15 × 12 × 11 كم (حوالي نصف حجم فوبوس).
وبالنظر إلى الندرة النسبية لتحليق المركبات الفضائية بالقرب من الأقمار المريخية، فإن الملاحظات الجديدة لمسبار الأمل تقدم فرصة للحصول على معلومات جديدة حول طبيعة القمر.