تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ الأسس التي قامت عليها الدولة في جميع المجالات حتى باتت أنموذجا يتحذي بين الدول وشعوب العالم كافة، والأزمة العراقية الحالية، إضافةً إلى محاولة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توريط تونس ورئيسها في مخططاته العثمانية.
الإمارات الأنموذج
فتحت عنوان “الإمارات الأنموذج” قالت صحيفة الاتحاد: “إن دولة الإمارات اختطت نهج حكم قائما على العدالة والمساواة والأخلاق وتأمين الحياة الكريمة لمواطنيها وكل من يقيم على أرضها، شكل في مجمله عقداً اجتماعياً وثيقاً بين الشعب وقيادته، قائماً على الثقة والإنجاز ..قيادة تعمل لخير أبنائها وشبابها وتؤمن بقدراتهم، وشعب يبادل عطاء قيادته بالولاء والعهد”.
وأضافت: “علمتني الحياة” التي يخطها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، هي خلاصة عقود في الحكم، تحمل بين ثناياها المبادئ التي تقوم عليها الدولة وما بناه المؤسسون منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كما تفتح آفاقاً أمام الكثيرين للاستفادة من هذه الرحلة القيمة لحكام الإمارات الذين تمكنوا من بناء دولة تعد أنموذجاً إنسانياً وتنموياً واقتصادياً تصدرت إنجازاتها أغلب المؤشرات العالمية”.
وذكرت الصحيفة أنه لطالما كان مفهوم الدولة الوطنية واضحاً لدى دولة الإمارات، بأهمية أن تنعكس إمكانات البلاد على مستوى معيشة المواطنين، والعدالة في توزيع المكاسب والفرص، وتحسين البنية التحتية، وتوفير أرقى مستويات التعليم والصحة والمساكن المجانية والرعاية الاجتماعية، وهو ما نجحت القيادة الرشيدة، الموجودة دوماً بين الناس، في تأمينه، بل حرصت على بقائه في دائرة التميز.
وأكدت أن أساس بناء هذا الأنموذج الفريد من الدول مثل الإمارات، هو الإيمان بالاتحاد وقدرة أبنائه مجتمعين على الصمود في وجه أي تحد.. والإيمان بقدرة الشباب وأهميتهم في المجتمع، وتوجيه السياسات كافة لاحتضان قدراتهم وطاقاتهم وفتح آفاق “الفضاء” أمامهم.. والإيمان أيضاً بالحوار والتسامح وحق البشر جميعاً في العيش بأجواء من الأمن والاستقرار والسلام.
صوت الحكمة ضرورة
من جانبها وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة البيان تحت عنوان “صوت الحكمة ضرورة” إنه يوماً بعد الآخر كشفت الأزمة العراقية، عن وقوف الجماعات والأحزاب الموالية لإيران حجر عثرة أمام حلحلة الأزمة، لاسيما أن هذه الجماعات تبدد أي أفق أمام الحل السياسي.
وأضافت أن ما فاقم من خطورة المشهد هو وضع الرئيس برهم صالح الاستقالة رهن موافقة البرلمان ولا يخفى على أحد أن الأزمة بدأت تتشعب وتحتاج إلى صوت الحكمة لتفكيك عناصرها ومبررات استمرارها.
وأكدت أنه لابد من وقفة تأمل طويلة وتحليل أسباب ونتائج الأزمة الحادة والبحث عن حلول تضمن حل الأزمة وعبور أرض الرافدين إلى بر الأمان وأنه مهما كانت الأسباب والمبررات الفوضى السياسية القائمة في العراق بسبب رهن القرار السياسي بيد من هم خارج الحدود ليست في صالح الشعب ولا في صالح الوطن ..مشيرة إلى أن وصول العراق إلى مربعي الاستقرار والأمن من جهة والحرية والديمقراطية من جهة أخرى، لا يستقيم إذا ما تم إبقاء الأزمات الحالية دون حلحلة.
وأوضحت أن الأخطرمن هذا أنه ليس ثمة أفق منظور وإن كان بعيدًا يُشير إلى احتمال الخلاص منها، ومما يجعل الأمر في غاية السوء، هو انعدام رؤية الحل لدى الجميع، لذلك فقد آن الأوان لتجاوز الخلافات والبحث عن حلول تلقى الرضا والإجماع الشعبي.
واختتمت بالقول: “إن الوضع الصعب الذي يمر به العراق يتطلب من الجميع شعباً وحكومةً وأحزاباً وكيانات وقيادات أن تصب جميع أولوياتهم وتصرفاتهم ومواقفهم ومبادئهم للوطن مهما كانت الظروف دون انتظار الحل من الخارج ..لافتة إلى أن الإرادة العراقية الخالصة تمكن من لم الشمل السياسي المتفرق، على أسس الوطنية الحقة والاتفاق على أن بناء الدول لا يتم إلا بتنمية شاملة لا تستثني أحداً أو منطقة أوفئة”.
محاولة توريط تونس
وعلى صعيد مختلف، قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “محاولة توريط تونس”: “إنه فجأة ومن دون سابق إنذار حط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تونس وكان وصوله هناك متسللاً واجتماعه بالرئيس قيس سعيّد محاولة مكشوفة للحصول على موطئ قدم يتمكن من خلاله إقامة محور تركي لمحاصرة الدول العربية في شمال إفريقيا، مستغلا الوجود القوي لـ “حركة النهضة” ذراع جماعة “الإخوان” في تونس، وحكومة فائز السراج المدعومة من “إخوان” ليبيا والجماعات الإرهابية الأخرى في طرابلس”.
وأضافت أن أردوغان أراد توريط تونس ورئيسها في مخططاته العثمانية التوسعية لعله يستعيد بعضاً من خسائره في سوريا والعراق ومصر والسودان، بزعم أن ليبيا وتونس وغيرهما من دول شمال إفريقيا العربية كانت جزءاً من الدولة العثمانية المنقرضة التي يحاول أردوغان استعادة أمجادها الغابرة، وتحقيق حلم “الخلافة” الذي يراوده، كما أحلام العصافير، مستنداً إلى ما تمثله “حركة النهضة” من سطوة وقدرة.
واستدركت الصحيقة بالقول إن محاولاته في أن تكون تونس ممراً أو مقراً لقواته باءت بالفشل، إذ سرعان ما وضعت الرئاسة التونسية الأمور في نصابها بعيد الاجتماع الذي ضم الرئيسين سعّيد وأردوغان بأن “تونس لن تقبل بأن تكون عضواً في أي تحالف أو اصطفاف على الإطلاق، ولن تقبل بأن يكون أي شبر من ترابها إلا تحت السيادة التونسية وحدها”.
وذكرت أن البيان الرئاسي التونسي واضح وحاسم وهو رد على محاولات الرئيس التركي الذي كان مصحوباً بوزيري الدفاع والخارجية ومدير المخابرات، جر تونس إلى موقع يشكل خطراً عليها وعلى الدول العربية المجاورة، كما أنه يعني إفشال المخطط العثماني الذي يستهدف أمن الدول العربية في المشرق والمغرب، وهو المخطط الذي تحدث عنه المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالين بالقول: “إذا أرادت تركيا أن تحمي أمنها من الجهات الأربع فيجب أن توسع خط أمنها بشكل كبير، لذا فنحن معنيون بما يجري في سوريا وفي ليبيا والعراق وإيران والبلقان وأفغانستان والقوقاز”. ولفتت الصحيفة إلى أنه وفقا لذلك فإن دائرة الأمن التركية واسعة جداً، وأهداف أردوغان التوسعية تصل إلى مناطق بعيدة عن حدود تركيا الطبيعية، بما يعني أن كل الدول العربية تقع في دائرة الأطماع التركية، وبالتالي فإن أردوغان لن يعدم أي وسيلة للتدخل هنا أو هناك.
وأكدت أن هذا التدخل الفج من جانب الرئيس العثماني ألا يستدعي موقفاً عربياً جماعياً ؟ خصوصاً أن مخاطر المشروع التركي باتت واضحة وتستهدف كل الدول العربية بلا استثناء، إما بالاحتلال المباشر، وإما بالتدخل العسكري وإما بإقامة القواعد العسكرية تمهيداً للتوسع والسيطرة، وإما من خلال الأذرع “الإخوانية” أو المنظمات الإرهابية التي تعمل لحساب أنقرة.
واختتمت بالقول: “إن زيارة أردوغان إلى تونس في هذا الوقت بالتحديد، حيث تستعد أنقرة للتدخل العسكري المباشر في ليبيا المجاورة، تشكل تحدياً لكل الدول العربية ..فالزحف التركي إلى شمال إفريقيا يعني أن الأمن القومي العربي كله بات في خطر لأنه يشكل تتمة للخطر “الإسرائيلي”.