يشهد العالم في وقتنا الحاضر تغييرات مهمة في سلوكيات الأشخاص الغذائية وخاصةً بعد جائحة كورونا فبسبب الإجراءات الاحترازية والحجر المنزلي، اضطر الكثيرون إلى تغيير عاداتهم الغذائية وطرقهم في الحصول على الطعام والوجبات الغذائية ذات الجودة العالية وزاد اهتمامهم بالتغذية الصحية والمستدامة، وهذا يعود جزئياً إلى انتشار فكرة المطبخ السحابي، وهي عبارة عن خدمة تسمح للأفراد بطلب وجباتهم الغذائية عبر الإنترنت أو التطبيقات المحمولة، سواء أكانت وجبات سريعة أو وجبات صحية متوازنة دون الحاجة للذهاب إلى المطاعم أو القيام بالطهي بأنفسهم وذلك وفّر عليهم عناء تحضير المواد اللازمة لكل وجبة وساعدهم في استغلال الوقت في شيء آخر مفيد لهم عملياً، وقلل من النفايات الغذائية التي تُهدر يومياً.
تختلف عادات وسلوكيات الاستهلاك الغذائي لدى الأفراد على حسب العديد من العوامل، مثل الثقافة والتقاليد والميزانية والأذواق الشخصية بالإضافة إلى الوضع الصحي والبيئي والاجتماعي، وهنا يأتي دور الشركات الغذائية بالتكيّف مع هذا التطور في السلوكيات الغذائية من خلال تحليل الاتجاهات السائدة التي اتضح أن غالبها متجه نحو المطبخ السحابي، لذلك قامت بعض الشركات التي تُعنى بتلبية احتياجات المستهلكين إلى تفعيل هذه الخدمة واعتناق فكرة هذا النوع من المطابخ لما فيها من إرضاء لغايات الناس وخاصة الذين يهتمون بالصحة والبيئة، لذلك وانطلاقاً من رغبة “إيفست” في تثقيف وتعليم الشباب أصول التداول في الاقتصاد الرقمي ولطالما كانت فئة الشباب هي الفئة الأكثر اهتماماً بهذا الموضوع وأكثر عُرضةً للتعرّض إلى النكسات المالية وعدم معرفة كيف يتم الاستثمار، قامت باستضافة الخبير والمفكّر الاستراتيجي “أيمن حامد” في أحد حلقات الموسم الثاني من بودكاست “إيفست توك”، والتي كانت عبارة عن حلقة حوارية بين الإعلامية “رين الميلع” و الخبير “أيمن” عن اختلاف سلوكيات الناس غذائياً وكيفية تكيّف الشركات معها.
حيث أفاد الخبير والمفكّر الاستراتيجي ” أيمن حامد” قائلاً: ” بعد جائحة كورونا التي تعتبر واحدة من أهم الأحداث المفصلية في حياة الجميع والتي أدّت إلى اختلاف العادات الاستهلاكية لمعظم الناس، حيث أصبحت تستهلك داخل المنزل العديد من الوجبات الغذائية المُعدّة مسبقاً حتى بعد انتهاء فترة الكورونا التي غيرّت معها أيضاً طريقة الدفع، فقامت الناس باستبدال الدفع عن طريق العملات النقدية بالدفع عن طريق الهواتف المحمولة والتطبيقات المالية الحديثة التي ضعفّت من أهمية البطاقة البنكية أيضاً.
وهناك طريقتين لمواجهة التغييرات فبعض الشركات تكون سريعة في مواكبة التطور ورد الفعل تجاه التغييرات والبعض الآخر يحتاج وقت ليحتذي موجة التغيير الجديدة، فالسوق الغذائي يتقدّم بسرعة كبيرة وعلى كل الشركات أخذ الاستعدادات اللازمة لمواكبته واكتساب الفوائد من فكرة المطبخ السحابي، التي أعطت الفرصة لأصحاب المطاعم بتوفير مصاريف الديكور والعمال وأجرة المكان فأصبحت تكتفي بمطبخ صغير تخدّم منه آلاف الناس في العديد من المناطق المجاورة وغير المجاورة وعبر تطبيقات التوصيل الالكترونية التي سهّلت وصول هذه الوجبات إلى جميع المناطق.”
وفي الختام، لا بُدّ أن نتطرّق إلى فكرة المطبخ السحابي التي تعكس نمواً في توجهات الأشخاص نحو الأكل الصحي والمتوازن، والتي يمكن أن تساعد في تحسين سلوكيات الأشخاص الغذائية وتقليل النفايات الغذائية وتوفير الوقت والجهد، ومع ذلك يجب أن يتم التأكد من سلامة وجودة الوجبات التي تقدم عبر فكرة هذا المطبخ، وتوعية المستهلكين حول الأكل الصحي والمتوازن وأهميته لصحتهم.
