متابعة-جودت نصري
يؤثر الاكتئاب على ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم، إذ تُقدر منظمة الصحة العالمية عدد الأشخاص المصابين بالاكتئاب بحوالي 350 مليون شخص، لكن هذا الرقم يمثل فقط الأشخاص الذين تمَّ تشخيصهم بالفعل بالمرض، ولكن أولئك الذين يعانون بصمت ويختارون عدم الحصول على المساعدة المتخصصة بدافع الإحراج أو الخزي أو الكبرياء لم يتم وضعهم في هذه الإحصائية. هذا وبعض الناس لا يعرفون كيف يعبرون عن مشاعرهم، أو لا يشعرون بالراحة في فعل ذلك، لهذا السبب نحتاج جميعاً إلى مراقبة العلامات والسلوكيات التي تشير إلى أن شخصاً ما يعاني من الاكتئاب الصامت. إليك الاكتئاب الصامت، في الآتي:
1-التعب المستمر أو انخفاض الطاقة
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى الإرهاق الشديد أو انخفاض مستويات الطاقة، فحتى المهام البسيطة مثل النهوض من السرير ستجعلكِ تشعرين وكأنكِ تركضين في ماراثون، والأفكار المستمرة والمتطفلة لليأس والفراغ جنباً إلى جنب مع انخفاض الشهية وصعوبة النوم تساهم أيضاً في الإرهاق الجسدي والنفسي.
2-الانسحاب من الأنشطة أو المدرسة أو العمل أو الأحبّة
يُعدُّ الانسحاب من الأنشطة أو المدرسة أو العمل أو مشاركة الأحباء من أكثر علامات المرض النفسي شيوعاً، حيث تميل أعراض الاكتئاب إلى استهلاك طاقة الشخص وأفكاره، مما يؤدي به إلى دفع جوانب أخرى من حياته إلى الوراء. كما يؤدي الاكتئاب أيضاً إلى انعدام التلذذ أو عدم القدرة على تجربة المتعة، مما يجعل الأنشطة التي كانت ممتعة ذات مرة تصبح مملة.
3-زيادة أو نقصان الشهية
زيادة أو نقصان الشهية هي أيضاً علامات شائعة للاكتئاب الصامت الذي نميل إلى إغفاله أو تجاهله نتيجة لعوامل أخرى. ويُعد التغيير المفاجئ في الوزن -سواء كان ذلك بسبب زيادة الوزن أو فقدانه -علامة رئيسية للاكتئاب، وفي حين أن بعض الناس لا يرغبون في تناول الطعام بسبب الاكتئاب، فقد يلجأ آخرون إلى الطعام من أجل الراحة والسعادة، وفي كلتا الحالتين تُعد من أعراض الاكتئاب الصامت.
4-كثرة النوم أو قلته
بالإضافة إلى التقلبات في تناول الطعام، قد تُشير التقلبات في النوم أيضاً إلى أن الشخص يعاني من الاكتئاب الصامت، ووفقاً لدراسة أُجريت على 2800 شخص مصاب بالاكتئاب، أفاد 97% منهم أنهم لا يستطيعون النوم، بما في ذلك 58% يعانون من صعوبة النوم، و59% لا يستطيعون النوم بعد الاستيقاظ مبكراً، و59% يستيقظون في منتصف الليل، و31% ينامون لفترة طويلة. وبالنظر إلى أهمية النوم للإدراك والأداء الجسدي والنفسي والطاقة والمزاج، فإن أي خلل في النوم يمكن أن يؤثر بشدّة على الحالة الجسدية والعقلية للإنسان.
