ركّزت صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، في افتتاحياتها، اهتمام قادة الدولة بالدبلوماسية الإماراتية واختيارها أكفأ الكوادر المؤهلة لتمثيل الوطن بصورة مشرفة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الصراعات متعددة الأشكال ومختلفة الوسائل التي تشهدها الساحة الدولية في العديد من دول العالم.
فتحت عنوان “وصايا القيادة للسفراء”، قالت صحيفة “البيان”: “إن سفراء الدولة في الخارج هم ممثلو الدولة وشعبها وقيادتها أمام الآخرين، ويتحملون مسؤولية كبيرة في الدفاع عن سمعة الوطن ومصالحه ومصالح أبنائه في الخارج، ولهذا تولي القيادة الرشيدة في دولة الإمارات اهتماما كبيرا للدبلوماسية الإماراتية، وتختار لها أقدر الكفاءات والكوادر المؤهلة لتمثيل الوطن بالشكل اللائق والمشرف والمناسب لدولة الإمارات التي تحظى بسمعة عالمية في سياستها الخارجية وعلاقاتها الطيبة بدول العالم كافة”.
وأضافت أنه لهذا كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” لسفراء الدولة الجدد أشبه بوصايا وواجبات يلتزمون بها في عملهم من أجل رفعة وطنهم، ومن أجل مصالح الدولة والشعب؛ ولأن البعثة الدبلوماسية في أي دولة أخرى هي بيت المواطن الإماراتي وأهله في هذه الدولة فقد جاءت وصية سموه للسفراء واضحة بقوله: ” أوصيكم بمواطنينا خيرا في أي بلد يتواجدون فيه، وواجبكم أن تمدوا لهم يد المساعدة إذا ما احتاجوا إليها في بلاد الاغتراب، خاصة المرضى منهم والطلبة الدارسين في الجامعات وغيرها، وحتى السياح ورجال الأعمال فهؤلاء يستحقون المساعدة في أي أمر يتطلب ذلك”.
وأشارت إلى أن سموه طالب السفراء بأداء مهامهم بكل تفان ومصداقية وتواضع، خاصة عند تعاملهم مع الآخرين، وأن يمثلوا دولتهم خير تمثيل ويراعوا مصلحتها الوطنية وألا يخلطوا بين المصلحة الوطنية لدولتهم ومصالحهم الشخصية، وأن يروجوا لدولتهم في الدول المضيفة التي يعملون بها خير ترويج وأن يعززوا سمعة بلادهم والحفاظ على مكانتها المرموقة. وأكدت في ختام افتتاحيتها أنها وصايا ذهبية من قيادة رشيدة تحمل هم الوطن والمواطن في الداخل والخارج.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “صراع التعددية القطبية “، كتبت صحيفة “الخليج”: “من أوكرانيا، إلى سوريا، ومن فنزويلا إلى بحر الصين الجنوبي، ومن كوريا الشمالية، إلى ليبيا واليمن، وإلى كل أمريكا اللاتينية، وآسيا، وإفريقيا، مع الحروب التجارية، والخروج من الاتفاقات والمعاهدات الدولية، يبدو المشهد الدولي في حالة عدم استقرار، أو غليان، ويتجه نحو صراعات متعددة الأشكال، وبوسائل مختلفة، أو من خلال حروب بالوكالة قد تتحول إلى حروب ساخنة، إذا لم تصل الدول الكبرى، إلى قناعة بأن النظام الدولي الأحادي الذي سعت إلى تكريسه وفرضه كأمر واقع على العالم، فشل وسقط، وأن نظاما جديدا لابد أن يقوم لتحقيق توازن في العلاقات الدولية”.
وأوضحت أن هذه الصراعات المتعددة الأشكال سببها أن هناك من لا يريد أن يعترف بوجود قوى أخرى ناهضة لها الحق في المشاركة بإدارة النظام الدولي بعيدا عن الهيمنة الأحادية، ونتيجة لذلك فقد أصبح عدم الاستقرار العالمي، سمة مميزة لهذا العصر، وسببا للدخول في بداية حرب باردة جديدة، وسباق تسلح خطير يهدد الأمن والسلم الدوليين.
ورأت أن هذا النزوع المتفرد نحو التوسع، من خلال تجاوز القانون الدولي، وعدم احترام المؤسسات الدولية وقراراتها، والخروج على ضوابط العلاقات الدولية التي حددتها المواثيق والمعاهدات، يخلق حالة دولية مضطربة، وهو ما نشهده الآن على اتساع مساحة العالم.
وأكدت أن نظاما عالميًا يقوم على تسلط أو تفرد دولة واحدة عليه، لن يحقق التوازن في العلاقات الدولية، لأن التحولات التي شهدتها السنوات الأخيرة بين القوى العالمية أفرزت شكلا جديدا في توزيع القوة والقواعد التي يجب أن تحكم هذه العلاقات، ما يستدعي قيام مؤسسات جديدة تدير النظام الدولي على قاعدة الشراكة، وتعدد الأقطاب، وإعطاء دور أكبر للأمم المتحدة من خلال تطبيق نصوص ميثاقها لحفظ الأمن والسلم الدوليين.
وشددت على أن حفظ السلام العالمي مهمة إنسانية وأخلاقية بالدرجة الأولى، إذ أن القوة وحدها لا تكفي لقيادة النظام الدولي، ولا بد من روادع قيمية وأخلاقية للتعامل مع القضايا والأزمات الدولية، مثل القضية الفلسطينية والصراع العربي -” الإسرائيلي”.
واختتمت صحيفة “الخليج” افتتاحياتها بالقول: “العالم يتغير، وإرهاصات النظام الدولي الجديد تلوح في الأفق، هنا في المنطقة العربية، وفي أوروبا، وأمريكا اللاتينية، وآسيا، حيث يتخذ الصراع منحى تكريس نظام دولي جديد، قد يكون صعبا ومكلفا، ولكنه حتمي”.