متابعة-جودت نصري
الغدة الدرقية هي غدة صغيرة على شكل فراشة توجد في قاعدة العنق، وهي تنتج الهرمونات التي تنظم استخدام الجسم للطاقة، كما تؤدي العديد من الوظائف الحيوية الأخرى، وعندما ينخفض إنتاج هرمون الغدة الدرقية تتباطأ عمليات الجسم الحيوية وتتغير، وهو ما يؤثر سلبيًا على كافة أنظمة الجسم العضوية والعقلية. ويمكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية الأولي بسبب أمراض المناعة الذاتية (مرض هاشيموتو)، أو نقص اليود، أوبسبب أمراض ارتشاحية، أو يمكن أن يحصل بسبب الجراحة أو تشعيع الغدة.
الأعراض النفسية لقصور الغدة الدرقية
غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطرابات الغدة الدرقية من مجموعة متنوعة من الأعراض النفسية أو العقلية بالإضافة إلى الأعراض الجسدية. وتشمل الأعراض النفسية المرتبطة بقصور الغدة الدرقية ما يلي:
– الاكتئاب
هناك إجماع شبه كامل على قوة العلاقة بين الاكتئاب وقصور الغدة الدرقية، فالمزاج المكتئب من الأعراض الشائعة لقصور الغدة الدرقية، إضافة إلى أعراض أخرى مثل ضعف التركيز وتغييرات الوزن ومشاكل الذاكرة واضطراب الحالة المزاجية وفقد الاهتمام وصعوبة الاستمتاع بالأشياء وفقدان الشهية واضطراب النوم. وتُعد هذه الأعراض من أبرز الأعراض المتداخلة الشائعة للاكتئاب وقصور الغدة الدرقية، وسواء كان الشخص مصاباً بقصور الغدة الدرقية أم لا، فقد يحتاج معظم إلى مراقبة وظائف الغدة الدرقية بانتظام عند تناول مضادات الاكتئاب.
– القلق
يُعد الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية أكثر عرضة للإصابة بالقلق، إذ يؤدي وجود مشكلة جسدية مثل قصور الغدة الدرقية إلى زيادة الشعور بالقلق، فالقلق يمكن أن يكون نتيجة حالة الغدة الدرقية نفسها أو من القلق بشأن التعامل مع المشاكل المتوقعة منها في الحياة اليومية..
– اضطرابات المزاج
الأشخاص الذين يعانون من قصور الغدة الدرقية عادةً ما يعانون من تقلبات المزاج السريعة بدءًا من التهيج والشعور بالعصبية مروراً بتدني الحالة المزاجية وفقد الإهتمام. كما يؤدي اضطراب الغدة الدرقية أيضًا إلى تغييرات في المظهر مثل فقدان الوزن أو اكتسابه، أو تساقط الشعر، وهو ما يمكن أن يساهم في الشعور بتدني احترام الذات أو الحالة المزاجية.
– الخلل المعرفي
يعتبر الضعف الإدراكي شائعاً في قصور الغدة الدرقية ويمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد، وتشمل المشاكل التي يمكن أن تحدث في الصحة العقلية أو الإدراكية ما يلي:
-صعوبات وضعف في التركيز.
-اضطرابات في الذاكرة خصوصاً قصيرة المدى.
-ضعف اليقظة العقلية متمثلة في الانخفاضات العامة في الذكاء والسرعة الحركية والمهارات البصرية المكانية.
-فرط النشاط أو قلة النشاط.
علاج الأعراض النفسية لقصور الغدة الدرقية
يركّز علاج الأعراض النفسية لقصور الغدة الدرقية على علاج مشاكل الغدة الدرقية الأساسية، فمعظم الأشخاص المصابين بقصور الغدة الدرقية يشهدون تحسنًا في مزاجهم باستخدام الأدوية البديلة لهرمون الغدة الدرقية، وتساعد هذه الأدوية في تحفيز الغدة الدرقية الخاملة لإنتاج هرمونات الغدة الدرقية الطبيعية للحفاظ على مستويات هرمون الغدة الدرقية وضبط الاختلالات الكيميائية في الدماغ، مما يساعد على تحسّن الوظيفة النفسية.
ويختلف الوقت المستغرق في تحسّن الأعراض من شخص إلى آخر، إذ يمكن أن يستغرق أسابيع إلى شهور. بالنسبة لكبار السن عادةً يستغرق الأمر وقتًا أطول لرؤية النتائج، وغالبًا ما يتم تناول دواء الغدة الدرقية بتركيزات معتدلة لتجنّب إجهاد القلب وعدم تفاقم الآثار النفسية الجانبية للعلاج.
ولكن إذا لم تساعد علاجات الغدة الدرقية في علاج الأعراض النفسية، فهذا يعني أن هناك حالة صحية عقلية أساسية، ويحتاج الأمر الى رعاية إضافية لإدارة وعلاج الصحة العقلية، فعلى سبيل المثال، إذا استمرت أعراض الاكتئاب لدى شخص يُعالج من قصور الغدة الدرقية، يتم التحول إلى التركيز على علاجات الاكتئاب..