تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ بيان الدورة 46 لـ”مجلس وزراء التعاون الإسلامي” الذي استضافته أبوظبي، والحملة التوعوية الاجتماعية الأولى التي تنفذها مؤسسة التنمية الأسرية تحت شعار “أسرة متماسكة .. مجتمع متسامح .. وطن آمن”، واعتماد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي استراتيجية خط دبي للحرير لتعزيز الشحن الجوي والبحري.
فتحت عنوان “العالم الإسلامي يؤكد ثوابته من أبوظبي”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن بيان الدورة 46 لـ”مجلس وزراء التعاون الإسلامي”، الذي استضافته العاصمة أبوظبي، أكد في مناسبة جديدة أهمية التعاون والتكاتف تجاه كل الأحداث الضاغطة والمصيرية، وأن القضايا الثابتة والمبدئية تتصدر الاهتمامات والأولويات، بالإضافة إلى أهمية التقيد بالقانون الدولي واحترام سيادات الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، مع تجديد التأكيد على ضرورة التعاون لسحق الإرهاب وتجفيف منابعه، كونه الخطر الأكبر الذي يهدد جميع دول وشعوب العالم، ومشدداً على ضرورة إنهاء الصراعات والأزمات والتعامل معها بموجب حلول سياسية تتوافق والقرارات الأممية والقانون الدولي”.
وأضافت: “أن الآمال على دور فاعل خلال رئاسة الإمارات يكتسب فرصًا كبرى، بحكم مكانة الدولة العالمية وعلاقاتها الدولية القائمة على الاحترام والتعاون، وانتهاجها سياسة شفافة ثابتة تتميز بالشجاعة والوضوح والعمل في إطار القانون الدولي واحترام سيادات الدول وبناء علاقات تعمل على تحقيق مصلحة جميع الأطراف، واستناد الإمارات في دعواتها إلى تأكيد جعل القيم خاصة ما يتعلق بالتسامح والمحبة والانفتاح والتعايش الإنساني في أولويات التعامل بين الشعوب، لما يعكسه من تعزيز التعاون والالتفات إلى التنمية التي لا غنى عنها في مسيرة الشعوب نحو غدها، والعمل على تحقيق أهداف البشرية”.
وأشارت إلى البيان الذي أتى بتوصيات جميعها تؤكد أهمية حل الصراعات والنزاعات وإعلاء القانون وإعادة الحقوق لأصحابها، ويؤكد في مناسبة جديدة أهمية وأولوية القضية الفلسطينية التي تأتي في طليعة الاهتمامات ووجوب قيام الدولة على حدود العالم 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، ليكون ذلك الحل الوحيد لإنهاء الصراع الأطول في العالم، ودعم استعادة الشرق الأوسط للاستقرار.
وذكرت الصحيفة أنه تم التحذير من خطورة السياسة الإيرانية التي تنتهج كل الأساليب المحظورة وتعمل على استهداف أمن وسلامة واستقرار المنطقة والعمل على تسويق النظام الطائفي والتدخل السياسي والعسكري ودعم المليشيات الإرهابية لتأجيج النزاعات، في مخالفة فاضحة وسافرة لجميع القرارات والقوانين وموقف العالم الإسلامي برمته الذي يرفض جميع أشكال العنف والتطرف أياً كانت، وذلك انطلاقاً من تعاليم الدين الحنيف والذي يُحرم ارتكاب كل ما يمس بالإنسان وممتلكاته وحياته وكرامته.
وأكدت “الوطن”، في ختام افتتاحياتها، أن قيادة الإمارات ستكون مرحلة مفصلية وتؤسس لنقلة جديدة في مسيرة التعاون الإسلامي والتكاتف للتعامل مع جميع التحديات الراهنة، والأهداف التي يُطمح تحقيقها، بما فيها الخطط والتوجهات والتأكيد على مساعي العمل الإنساني والخيري، لدعم الشعوب المحتاجة بغض النظر عن أي شيء آخر، فضلاً عن متابعة الأزمات العربية في عدد من الدول التي يتم العمل على تجنيبها المزيد من المعاناة والآلام.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “الإنسان هو الغاية”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “لأن البيت متوحد والمجتمع كله أسرة واحدة متماسكة، في ظل راية القيادة الحكيمة الخفاقة، تواصل الإمارات مسيرتها الزاهرة، بثقة واقتدار”. مؤكّدةً أن الإنسان هو الأساس، والأسرة هي الركن المتين الذي تسخر الدولة جُل سياساتها وخططها التنموية من أجل ضمان رفاهيتها، كأحد أهم المؤسسات التي تدعم استقرار المجتمع برمته.
وأضافت أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات” تبذل ، جهوداً جبارة لتوفير كل ما يدعم الأسرة في الإمارات، لمنح أفرادها الاكتفاء العاطفي والمعرفي والثقافي والحضاري، وتمكينها من القيام بأدوارها الإيجابية الطبيعية ويسهم ذلك في زيادة قدرة الأسر وأفرادها على مواصلة العمل بجد واجتهاد، والمشاركة بإيجابية في مسيرة بناء الوطن.
وأوضحت الصحيفة أن الحملة التوعوية الاجتماعية الأولى التي تنفذها مؤسسة التنمية الأسرية، تمثل مبادرة جديدة من أجل بناء وطن آمن ومجتمع متسامح، استناداً للقيم النبيلة التي رسخها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “الذي أسس البيت الكبير على التعاون والمحبة والتراحم، والاحتواء، والعطف، والإخلاص والعمل”، مثلما قالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “هذا هو ميراث الأجداد الذي شكل هويتنا الوطنية التي تعتبر الإنسان الغاية والوسيلة.. الغاية باعتباره الهدف الأسمى للتنمية.. والوسيلة لضمان استدامة الرفاهية والتطور والتقدم”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “استراتيجية دبي اللوجستية”، قالت صحيفة “البيان”: “بفضل توجيهات القيادة الرشيدة والإنجازات العظيمة، باتت دولة الإمارات مركزاً اقتصادياً وتجاريًا عالميًا يتعامل ويقدم الخدمات التجارية لمعظم دول العالم”.
وأضافت أن إمارة دبي تتقدم في هذا الدور كمركز عالمي رئيسي في مجال الربط البحري والجوي والخدمات اللوجستية، وها هي تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية جديدة من خلال إطلاق استراتيجية تعزيز الشحن الجوي والبحري والتكامل اللوجستي.
وأشارت إلى أن سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي أكد أن القطاع اللوجستي يمثل ركيزة أساسية لتطور ونهضة الإمارات ودبي، ويساهم بفعالية في تعزيز التنويع الاقتصادي الذي يتّسم بالتجدد والاستدامة والتنافسية، حيث يمثل حوالي 27% من اقتصاد دبي، لتحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الواردة في وثيقة الخمسين الرامية إلى ترسيخ ريادة دبي ودعم دورها الاستراتيجي على خريطة التجارة العالمية، كمحور رئيس في مجال الربط البحري والجوي والخدمات اللوجستية، والذي يعد أمراً حيوياً لتعزيز تدفّق التجارة الدولية.
وذكرت أن ذلك جاء خلال اعتماد سمو ولي عهد دبي استراتيجية خط دبي للحرير لتعزيز الشحن الجوي والبحري والتكامل اللوجستي. وأوضحت أن إطلاق الاستراتيجية يساهم في تعزيز مكانة دبي كمحطة بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، لبناء منطقة حضارة وتجارة، ومنظومة دولية لدعم هذه الطموحات.
واختتمت “البيان” افتتاحياتها بالتأكيد على أن الاستراتيجية الجديدة تعزّز دور دبي كعاصمة للاقتصاد والتجارة، وذلك وفق رؤية قيادة رشيدة تؤمن بالتجديد وتضع الاقتصاد أولوية رئيسة في منهجها، لتظلّ الإمارات ضمن أفضل الخيارات لقطاع الأعمال.