متابعة-جودت نصري
مرض وسواس الأورام أو “الكارسينوفوبيا” هو مرض ينتج عن الخوف الشديد من الإصابة بالسرطان، وللوهلة الأولى قد يبدو من المألوف فهم هذا الخوف، خاصة أننا نواجه باستمرار معلومات حول مادة مسرطنة تمَّ اكتشافها حديثاً أو احتمال أن يتسبب شيء ما في بيئتنا في الإصابة بالسرطان، لذلك في هذه الحالة يكون الخوف أمراً طبيعياً، ولكن عندما يصبح هذا الخوف طاغياً أو يشكل عائقاً أمام الحياة اليومية، فإنه يُسمى رهاب السرطان أو وسواس الأورام.
مخاوف محتملة ترافق وسواس الأورام
يمكن لبعض الأشخاص الذين يعانون من مرض الرهاب بشكل عام تجنّب هدف مخاوفهم بسهولة، فإذا كان لدى المرء خوف شديد من الطيران على سبيل المثال، يمكنه اختيار عدم ركوب الطائرة، ولكن بالنسبة لمن يعانون من رهاب السرطان، يمكن أن يكون الخوف دائماً بغض النظر عن المكان الذي يذهبون إليه أو ما يفعلونه.
ويمكن أن يشمل وسواس الأورام أيضاً العديد من المخاوف المحددة المختلفة، فقد يشمل الخوف من:
-عدم تحمل العلاجات المؤلمة؛
-عدم وجود شخص للاعتناء بالمريض أثناء المرض؛
-ترك الأسرة بلامبالاة؛
-فقدان الشعر؛
-فقدان مصدر الرزق؛
-الموت.
ويمكن أن تتداخل مجموعة هذه المخاوف مع حياة المريض وعمله وعلاقاته، وقد يصبح الخوف شديداً لدرجة أنه قد يتوقف عن مغادرة منزله لتجنّب مسببات السرطان المحتملة.
أسباب وسواس الأورام
الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى إصابة الإنسان برهاب السرطان هو رؤية أحد أفراد أسرته يعاني من مرض السرطان أو يموت بسببه؛ بينما تصبح هذه التجربة مؤلمة بشكل خاص، إذا حدث الأمر أثناء مرحلة الطفولة.
سبب آخر لإصابة شخص ما برهاب السرطان هو إصابته في السابق بالسرطان والتعرّض لصدمة نتيجة هذه الإصابة، مما يعرضه للقلق المستمر من عودة الإصابة بالمرض من جديد.
أعراض رهاب السرطان
ينتج عن رهاب السرطان مجموعة من الأعراض، وهي:
-ضربات القلب السريعة؛
-الدوخة؛
-ومضات ساخنة أو باردة؛
-الهستيريا؛
-ألم الصدر؛
-الشعور بالاختناق؛
-الإغماء؛
-الارتجاف أو التعرق؛
-العزل الذاتي؛
-الغثيان أو غيره من ضائقة الجهاز الهضمي.
طرق علاج رهاب السرطان
مثله مثل أي نوع من أنواع الرهاب الأخرى، يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي (CBT) فعالاً جداً للاضطرابات المرتبطة بالقلق مثل رهاب السرطان، مع نتائج ناجحة على المدى الطويل.
ويساعد العلاج المعرفي السلوكي المرضى على زيادة وعيهم وفهمهم للأدوار التي تلعبها أفكارهم ومعتقداتهم وعواطفهم في خوفهم، كما يساعدهم على إيجاد طرق إيجابية للتعامل معها.
وإلى جانب العلاج المعرفي السلوكي، يمكن أن يصف الأطباء النفسانيون بعض الأدوية التي تعالج اضطراب القلق والتي أثبتت فعاليتها لدى العديد من المرضى.
ومن البرامج العلاجية الفعّالة في علاج وسواس الأورام هو علاج الواقع الافتراضي، إذ يوفر هذا العلاج عالي التقنية للمرضى فرصة لتجربة العلاج السلوكي المعرفي بأمان وخصوصية أكبر وقلق أقل.