متابعة-جودت نصري
الكثير من السكر غاية تُشبع رغبة الكثيرين في الحصول على المزيد من السعادة والبهجة؛ فمن منا لا يتغير مزاجه للأفضل بعد تناول الشوكولاتة أو قطعة من الحلوى أو الكب كيك؟! لكن هذه الحلوى الممتعة تحتوي على الكثير من السكر الذي يُسبب أضراراً صحية لو تعرفت إليها ربما ستغيرين وجهة نظركِ في تناول السكريات على الإطلاق.
والمشروبات السكرية والحلوى والمخبوزات ومنتجات الألبان المحلاة؛ هي المصادر الرئيسية للسكر المضاف، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ فالأطعمة المالحة مثل الخبز وصلصة الطماطم وألواح البروتين يمكن أن تحتوي على السكر أيضاً؛ ما يجعل جسمكِ يحصل يومياً على المزيد والمزيد من السكريات. وقد يكون من الصعب تحديد السكريات المضافة على ملصقات التغذية حيث يمكن إدراجها تحت عدد من الأسماء الأخرى مثل شراب الذرة أو رحيق الصبار أو سكر النخيل أو عصير القصب أو السكروز.
– الدماغ
يؤدي تناول السكر إلى زيادة هائلة في مادة كيميائية تبعث على الشعور بالسعادة تُسمى الدوبامين، وربما يكون هذا تفسيراً منطقياً لرغبتك في تناول قطعة حلوى في الساعة 3 مساءً، بدلاً من تناول تفاحة أو القليل من الجزر؛ فنظراً إلى أن الأطعمة الكاملة مثل الفواكه والخضروات لا تجعل الدماغ يطلق قدراً كبيراً من الدوبامين في الوقت الذي يكون فيه دماغكِ بحاجة للمزيد والمزيد من السكر للحصول على الشعور نفسه بالسعادة، تظهر هنا حاجة مُلحة لتناول السكر في أوقات متأخرة من اليوم.
– الحالة المزاجية
يمكن أن تمنحك الحلوى أو البسكويت دفعة سريعة من الطاقة عن طريق رفع مستويات السكر في الدم بسرعة، ولكن عندما تنخفض مستوياته مع امتصاص خلاياك للسكر، قد تشعرين بالتوتر والقلق، ويُعرف أيضاً باسم «تحطم السكر»، وقد ربطت الدراسات بين تناول كميات كبيرة من السكر وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب لدى البالغين.
– الأسنان
يمكن أن يؤدي تناول الكثير من السكريات إلى إتلاف الأسنان والتسبب في أضرار بالغة باللثة؛ إذ تحب البكتيريا التي تسبب تسوس الأسنان أكل السكر العالق في فمك بعد تناول شيء حلو، وهو ما يُسبب أضراراً بالغة للأسنان واللثة على المدى الطويل.
– المفاصل
إذا كنتِ تعانين من آلام المفاصل؛ فهذا قد يكون سبباً مهماً للتخلص من عادة تناول الكثير من السكريات، إذ أثبتت الدراسات أن كثرة السكريات تزيد آلام المفاصل سوءاً بسبب الالتهاب الذي تسببه في الجسم، كما تشير الأبحاث إلى أن تناول السكر أو شربه يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
– البشرة
من الآثار الجانبية الأخرى للالتهاب أنه قد يجعل بشرتك تتقدم في العمر بشكل أسرع، حيث يرتبط السكر الزائد بالبروتينات في مجرى الدم وينتج جزيئيات ضارة تُسمى «AGEs»، وتُلحق هذه الجزيئيات الضرر بالكولاجين والإيلاستين في بشرتك، وتضرُّ ألياف البروتين التي تحافظ على الجلد متيناً وشاباً؛ ما يزيد من التجاعيد والجلد المترهل لديكِ.
– الكبد
يؤدي تناول السكر المضاف إلى شراب الذرة عالي الفركتوز على سبيل المثال إلى إتلاف الكبد؛ حيث يتحلل الفركتوز في الكبد ويتحول إلى دهون؛ ما يُسبب مرض الكبد الدهني؛ وهو نتيجة تراكم الدهون الزائدة في الكبد، وكذلك التهاب الكبد الدهني، وهو تندُّب في الكبد، ويؤدي التندُّب في النهاية إلى قطع إمداد الكبد بالدم، كما تتطور العديد من هذه الحالات الصحية مُسببة تليف الكبد.
– القلب
عندما تأكلين أو تشربين الكثير من السكر، يمكن أن يؤثر الأنسولين الإضافي في مجرى الدم في الشرايين في جميع أنحاء جسمكِ، وهو ما يتسبب في التهاب جدران الشرايين وزيادة سمكها عن المعتاد وتيبسها، فيؤدي ذلك إلى إجهاد القلب والإصابة بأمراض القلب، مثل قصور القلب والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وتشير الأبحاث أيضاً إلى أن تناول كميات أقل من السكر يمكن أن يساعد في خفض ضغط الدم، وهو عامل خطر رئيسي لأمراض القلب. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الأشخاص الذين يتناولون الكثير من السكر المضاف هم أكثر عرضة للوفاة بأمراض القلب بمقدار الضعف مقارنة بأولئك الذين تحتوي وجباتهم الغذائية على أقل من 10% من إجمالي السعرات الحرارية من السكر المضاف.
– البنكرياس
عند تناول الطعام يضخ البنكرياس الأنسولين، ولكن في حالة تناول الكثير من السكريات يتوقف الجسم عن الاستجابة بشكل صحيح للأنسولين، فيبدأ البنكرياس في ضخ المزيد من الأنسولين، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى إجهاد البنكرياس وارتفاع مستويات السكر في الدم؛ ما يعرضكِ للإصابة لمرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب.
– الكُلَى
في حال الإصابة بمرض السكري، قد يؤدي الإفراط في تناول السكر إلى تلف الكُلَى. والكُلَى تلعب دوراً مهماً في تصفية الدم، وبمجرد أن تصل مستويات السكر في الدم إلى كمية معينة، تبدأ الكُلَى بإفراز السكر الزائد في البول للتخلص منه؛ لذلك إذا تُرك مرض السكري دون إدارة جيدة لأعراضه يمكن أن يتلف الكُلَى فيمنعها من أداء وظيفتها في تصفية الدم من الفضلات، وهو ما ينتج عنه الإصابة بالفشل الكلوي.