متابعة-جودت نصري
تحدث الصدمة النفسية عندما يعيش الإنسان حدثاً مؤلماً أو مخيفاً، وعادة ما تؤثر الصدمة النفسية على قدرة الفرد على التغلب عليها بمفرده وبشكل طبيعي.
والسمات الأساسية للصدمة النفسية هي عدم القدرة على التواصل، والانفصال عن الآخرين؛ فيما تعتمد عملية الشفاء على إعادة القدرة على التواصل والثقة في الآخرين.
وتوجد العديد من الوسائل الفعّالة التي تساعد في الشفاء من الصدمة النفسية، مثل التواصل مع الأحباء وإعادة التواصل مع الأجداد وقضاء المزيد من الوقت مع الأطفال، إضافة إلى ممارسة تمارين اليوغا والتأمل وتعلم لغة جديدة وتعلم الرقص.
1-البدء في السماح للمشاعر بالظهور
بدلاً من منعها أو إخفائها، تبدئين في السماح لنفسكِ بالبكاء أو الصراخ أو إظهار مشاعركِ بوضوح، حيث يمكنكِ حينها التحقق من صحة مشاعركِ واستيعابها بشكل كامل بدلاً من محاولة التخلص منها؛ فخلف الغضب الذي تعبّرين عنه بالبكاء أو الصراخ، تكمن مشاعر الحزن والوحدة والارتباك والعجز والألم، والتي يعني التعبير عنها أنكِ في طريقكِ للتماثل إلى الشفاء من الصدمة النفسية.
2-إطلاق الجسم لمشاعر التوتر
مع السير على طريق الشفاء من الصدمة النفسية، يبدأ جسمكِ في المعاناة بشكل أقل من مظاهر الألم النفسي، التي كانت تتجسد في أعراض جسدية مثل الصداع النصفي وألم المعدة وألم العضلات والإجهاد المستمر، إذ يبدأ جسمكِ في التعافي نفسياً وجسدياً، وتقل شكواكِ من هذه الأعراض التي كانت تلازمكِ طوال فترة الصدمة النفسية التي تعرضتِ لها.
3-الترحيب بمشاعر الحب والود من الآخرين
خلال فترة الصدمة النفسية تكونين داخل قوقعة فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين، مما يجعلكِ ترفضين أي مشاعر ود أو اهتمام أو محبة يعبّر عنها من حولكِ بإخلاص، ولكن مع التعافي من الصدمة تصبحين أكثر ترحيباً بالآخرين وبمشاعرهم خاصة إذا عبّروا عنها بأسلوب ملموس، مثل عناقكِ أو لمس يديكِ.
4-التعبير عن الاحتياجات والرغبات بوضوح
أثناء التعرّض لصدمة نفسية ترفضين عادة التعبير عن رغباتكِ، وتتوقعين من الآخرين فهمها أو استيعابها بمفردهم، وتنتابكِ مشاعر الغضب والخذلان في حال فشل أحدهم في قراءة أفكارك، ولكن مع الشفاء من الصدمة تبدئين في التعبير بوضوح عن مشاعركِ ورغباتكِ، بل وفهم هذه الرغبات أيضاً، وقد تسمحين أيضاً للآخرين برؤيتكِ وأنتِ تبكين وتنتابك مشاعر الإحباط والحزن والعجز. وتبدئين في تحويل الاعتقاد الأساسي من الاعتماد على الذات إلى الترابط والتواصل مع الآخرين.
5-العيش في الوقت الحالي
تؤدي الصدمات النفسية إلى العيش في الماضي أو المستقبل، حيث يجعلكِ العيش في الماضي تندمين على قراراتكِ أو مواقفكِ السابقة، بينما يؤدي العيش في المستقبل إلى افتراضات واحتمالات تثير القلق لديكِ وتُصعِّب عملية الشفاء، لذلك بمجرد البدء في اليقظة الذهنية والعيش في الحاضر، تأكدي أنكِ بدأت للتو في التماثل إلى الشفاء من الصدمة النفسية.