خاص – مظفر إسماعيل
تواصل الفنانة التشكيلية السورية “يارا المتوالي” تحضيراتها للمشاركة في عدة نشاطات في دولتي الإمارات العربية المتحدة وقطر.
وأشارت “المتوالي” في تصريحات خاصة إلى أنها تتواجد حاليا في قطر، حيث تقوم بتجهيز أعمالها للمشاركة في معارض في دبي وقطر.
وحول أهمية السفر بالنسبة لمجال عملها، أكدت أن “السوشل ميديا هي نافذة للمشاهد، تطل على آخر ما توصل إليه الفن وتطور الحضارات وغيرها، فيبقى الأمر غير ملموس.. أما السفر فهو الذي أبعد السوشيال ميديا عن حياتي، لأعيش اختلاط الحضارات والثقافات الاجتماعية بشكل محسوس، فتراجعت الحاجة للعالم الافتراضي إلا للبحث عن مواضيع محددة، أو متابعة الأخبار”.
وأضافت: “السفر كسر الحاجز وصرت أستمتع بالكينونة البشرية التي تحمل ثقافة ولغة لبلدان عديدة، ومشاهدات لمعارض ولمتاحف كانت غنية لذاكرتي البصرية”.
من جهة أخرى، تحدثت “المتوالي” عن سبب تراجع الفن التشيلي بمختلف أنواعه في سوريا، وقالت: “سوريا وجع القلب… لا يمكن أن نذهب إلى أم منهكة من المرض ونقول لها أنجبي طفلاً.. هذا ما يحدث في سوريا، حيث تراجع الفن التشكيلي وعدة مجالات أخرى لأنها منكوبة ومنهكة من الحرب”.
وأردفت: “أصبح الفن شيئاً ثانوياً لأن الحياة في سوريا غيرت اهتماماتها وصار الفن من الكماليات.. ورغم طول فترة الحرب في سوريا، إلا أنها حاولت أن تحتضن شبابها الفنانين، لكن للأسف لم تتوافر البيئة المساعدة لينهض الفن فيها”.
وفي سياق آخر، نوهت “المتوالي” إلى أن “كل فنان لديه رسالة خاصة، في النهاية الفن هو حضارة دول ولا يمكن أن تنهض أي دولة بدونه.. فالفن التشكيلي بشكل عام هو حضارة بلد ودليل على تطوره.. أما الفنان فتختلف الرسالة باختلاف الزاوية التي يرى منها.. لكن الفن برأي هو بقعة السلام الوحيدة الموجودة على هذا الكوكب، والبعيدة عن ضوضاء الحرب والسياسة والمشاكل”.
وعن أهمية السوشيال ميديا بالنسبة لها، ذكرت “المتوالي” أن “السوشل ميديا أثبتت أهميتها في مجال الفن، حيث تواكب تطور الفن وأعمال الفنانين كنحاتين وخزافين من كل أنحاء العالم، ليبقى الناس على اطلاع دائم على حلقات البحث والتجارب المهمة”.
وأضافت: “ولادة عمل فني يتطلب تجهيزاً نفسياً كبيراً… وكما أن للسوشيال ميديا جوانب إيجابية، إلا أن سيئاتها موجودة، وخاصة عندما يتحول الإنسان إلى آلة إنتاج عمل فني بشكل يومي أو أسبوعي، دون أية مشاعر أو حتى حالة يعيشها ليجسدها.. فالولادة صعبة والسوشيال ميديا بقدر ما حققت فوائد، أظهرت آلات بشرية لإنتاج الفن”.
واختتمت بالحديث عن المجال الذي كانت ستعمل به لو لم تكن فنانة تشكيلية، قائلة: “التفكير بأن تكون إنساناً آخر مختلف الأفكار أمر صعب جداً.. بصراحة ما أعطاني إياه الفن من وعي وطريقة تفكير لا أتوقع أن مجالاً آخر كان سيمنحني إياه.. الفن التشكيلي يعطيني مساحة من الحرية.. علما أن تجربتي كمذيعة أو غيرها من القصص التي خضت تجارب فيها وكانت مهمة لاكتمال شخصيتي، جعلتني أفكر أكثر بأن كل الطرق أوصلتني لأكون فنانة تشكيلية بعيداً عن كل المجالات”.