متابعة-جودت نصري

سرطان البنكرياس نادر الحدوث، ولكن حدوثه آخذ في الازدياد؛ حيث يمكن أن يصبح السبب الرئيسي الثاني للوفاة في عام 2030.

ارتفاع الإصابات بسرطان البنكرياس

يزداد تواتر الإصابة بسرطان البنكرياس بنسبة 3% كل عام في الدول الغربية، ومن المقدر أن يصبح هذا السرطان ثاني سبب رئيسي للوفاة بالسرطان في ثلاثينيات القرن الحالي في أوروبا. ولعل السبب هو التدخين، ولكن أيضاً الزيادة في الوزن الزائد والسمنة والأطعمة السريعة. في الوقت الحالي فإنَّ تشخيص سرطان البنكرياس ضعيف ولا يتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة 8% خلال 5 سنوات للمرضى الذين يمكن إجراء الجراحة لهم.

ما سرطان البنكرياس؟

سرطان البنكرياس هو سرطان يصيب الغدة خلف المعدة. يمثل سرطان البنكرياس الخارجي أو سرطان البنكرياس الغدي 90% من أشكال هذا السرطان. كما أنه أخطر أنواع السرطان. الأشكال الأخرى لسرطان البنكرياس، وهي نادرة جداً، هي: الأورام الأمبولية، والأورام الغدية الكيسية، وأورام الغدد الصماء، والأورام داخل القناة «الحليمية أو المخاطية». لقد تمَّ تشخيص 14184 حالة إصابة جديدة بسرطان البنكرياس في فرنسا عام 2018، 51% منها لدى الرجال. تضاعف معدل الإصابة بهذا السرطان ثلاث مرات تقريباً في 20 عاماً. الزيادة في الإصابة أكثر وضوحاً عند النساء.

ما أسباب وعوامل الخطر للإصابة بسرطان البنكرياس؟

يصيب سرطان البنكرياس الآن الرجال والنساء على حدٍّ سواء. يبلغ متوسط عمر تشخيص سرطان البنكرياس 70 عاماً. العديد من عوامل الخطر للإصابة بسرطان البنكرياس معروفة، وهي:
– التدخين، المتورط في 20 إلى 30% من سرطانات البنكرياس.
– زيادة الوزن والسمنة.
– مرض السكري.
– التهاب البنكرياس المزمن، الذي يؤثر في عدد قليل من المرضى.
– العمر «متوسط العمر بين 65 و 70».
– هناك أيضاً أشكال عائلية من سرطان البنكرياس «مع أو دون خلل وراثي».
هذا، وتتم دراسة عوامل الخطر الأخرى اليوم، ولا سيما لتفسير الارتفاع الكبير في الحالات: التعرض للمواد الكيميائية ودور الجراثيم المعوية.

تفسير أسباب ارتفاع حالات سرطان البنكرياس

ووفقاً للبروفيسيرة فينسيان ريبورز، رئيسة قسم أمراض البنكرياس وأورام الجهاز الهضمي في مستشفى بوجون «باريس»، فإن انتشار حالات سرطان البنكرياس أمر مثير للقلق، ولا سيما أننا إذا لاحظنا تحسناً في معدل البقاء على قيد الحياة بالنسبة لمعظم أنواع السرطان؛ فإن معدل وفيات سرطان البنكرياس لا يزال مستمراً. وفقاً لها، إذا كان التدخين عامل خطر رئيسياً؛ فإنه لا يفسر هذا الانفجار في الحالات، لأنه انخفض. وتشير إلى الأطعمة فائقة المعالجة التي تلعب «على الأرجح» دوراً. بشكل عام، تحول نمط حياتنا، والوجبات السريعة، ووصول وجبات جاهزة من الميكروويف، في الوقت نفسه الذي بدأت فيه النساء العمل أكثر في الثمانينيات؛ ما أدى إلى زيادة الوزن، ومتلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري، والأطعمة ذات الجودة الرديئة.

ما الأعراض الأولى لسرطان البنكرياس؟

تعتمد الأعراض على مكان الورم. تنقسم غدة البنكرياس إلى 3 أجزاء: الرأس القريب من القنوات الصفراوية، والجسم في الوسط، والذيل الذي يقع أقصى اليسار باتجاه الطحال. عندما يصيب الورم الجسم والذيل، فإنه يقع في مكان يوجد به متسع ولن يتداخل تطوره مع عمل الكائن الحي؛ ما يعني أن العلامات ستكون لاحقة. عندما يكون الورم كبيراً، يكون السرطان في مرحلة متقدمة، يشعر الشخص بالألم ويواجه صعوبة في الأكل. على النقيض من ذلك، فإن ورم البنكرياس الموجود في رأس البنكرياس «70-80% من سرطانات البنكرياس هي سرطانات رأس البنكرياس» يضغط بسرعة على القنوات الصفراوية؛ ما يؤدي بسرعة أكبر إلى اليرقان، والتقصير في تدفق الصفراء. يتم تأكيد التشخيص من خلال اختبارات التصوير: الموجات فوق الصوتية للبطن أو الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي. يسمح التنظير الداخلي بتصور الورم، وتحقيق الخزعات وتركيب الأطراف الاصطناعية الصفراوية في حالة الانسداد.

هل يمكن الوقاية من سرطان البنكرياس؟

من الممكن العمل على عوامل الخطر المعروفة للإصابة بسرطان البنكرياس: عدم التدخين، عدم زيادة الوزن. هناك أيضاً فحص للأشكال الأسرية من سن 40 أو 50 عاماً. تشكل الزيادة في الإصابة بسرطان البنكرياس مشكلة صحية عامة حقيقية، وقد تخضع للفحص المنظم في عموم السكان.