رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

لحظات درامية في نهائيات كأس العالم: تحليلات وردود فعل اللاعبين

مقدمة: سحر التشويق في نهائيات كأس العالم تتميز نهائيات كأس...

الأبراج وحظوظ الدراسة والعمل: نظرة فلكية للنجاح الأكاديمي والمهني

مقدمة إلى تأثير الأبراج على الدراسة والعمل تلعب الأبراج الفلكية...

كيف تخلق مساحة عمل منزلية ملهمة وجذابة

أهمية تصميم مساحة عمل منزلية ملهمة في ظل العمل عن...

صيحات الموضة المستدامة: كيف تساهم في حماية البيئة دون التخلي عن أناقتك

أهمية الموضة المستدامة في العصر الحديث في ظل التحديات البيئية...

التغذية الوقائية: كيف يمكن للأطعمة اليومية أن تحميك من الأمراض الشائعة

مقدمة في أهمية الغذاء الصحي يُعتبر الغذاء أحد العوامل الأساسية...

الكي بالتردد الحراري.. أحدث الطرق لعلاج الآلام المزمنة

متابعة-جودت نصري

 

يبرز من بين الأمراض الأكثر تسبُّباً للألم، والأكثر إصابةً بها في العالم، أمراضُ العمود الفقري وأسفل الظهر والرقبة، وغيرها من الأمراض المرتبطة بالمفاصل. ومن أجل تخفيف آلام المصابين بها، ظهر نوعٌ جديدٌ من العلاج، يُطلَق عليه «الكي بالتردد الحراري». تعتمد على تقنيته على تسخين منطقةٍ صغيرةٍ من الأنسجة العصبية، وتعمل الحرارة المتولِّدة على تدمير العصب الموجود في تلك المنطقة، ما يؤدي إلى منعه من إرسال إشارات الألم إلى العقل.

التحكُّم في الألم

الكي بالتردد الحراري، يُستخدم لأغراضٍ علاجيةٍ عدة، منها التحكُّم في الألم، وتعتمد آلية هذه التقنية الطبية على الترددات الراديوية، حيث يتمُّ استخد موجات الراديو لتوليد تيارٍ، يقوم بتسخين منطقةٍ صغيرةٍ من الأنسجة العصبية، وتعمل الحرارة المتولِّدة على تدمير العصب الموجود في تلك المنطقة، ما يؤدي إلى منعه من إرسال إشارات الألم إلى العقل، ويمكن أن يوفر التردد الحراري راحةً دائمةً للأشخاص الذين يعانون من الآلام المزمنة، خاصةً أسفل الظهر، والرقبة، ومَن يعانون من التهاب المفاصل.

تقوم تقنية التردد الحراري بإرسال موجاتٍ حراريةٍ من خلال إبرةٍ، توضع بدقةٍ لتسخين منطقةٍ ما من العصب بهدف منعه من إرسال إشارات الألم مرةً أخرى إلى العقل. هذه الطريقة العلاجية، يكثر استخدامها للمرضى المصابين بحالات الألم طويلة الأمد، لا سيما مَن يعانون من الآلام الحادة والمستمرة سواءً في الرقبة، أو أسفل الظهر، أو المفاصل الملتهبة، التي لم يتم علاجها بطرقٍ أخرى.

الترددات الراديوية

الكي بالتردد الحراري، يستخدم الموجات الراديوية لاستهداف الأنسجة المريضة في جسم الإنسان، فعندما تتعرَّض الأنسجة العصبية للترددات الراديوية، يحدث لها على الفور تلفٌ، ما يمنعها من إرسال إشارة الألم إلى الدماغ، وهذا بدوره يسهم في تخفيف الألم الذي يشعر به المريض.

يتمُّ أثناء الكي بالتردد الحراري إدخال إبرةٍ مجوَّفةٍ صغيرةٍ في العصب المستهدف الذي يسبِّب الألم، ثم يُدخَل قطبٌ كهربائي في الجزء العلوي من الإبرة، وتُرسل عبره الموجات الراديوية إلى العصب، ما يمنعه من إرسال إشارات الألم، ويبرز من مزايا التردد الحراري، أنه لا يتسبَّب في وقوع أي أضرارٍ للأعصاب السليمة المجاورة للأعصاب التي يتم استهدافها أثناء عملية الكي.

علاج آلام العمود الفقري والرقبة

الكي بالتردد الحراري غالباً ما يُستخدم للتحكُّم في الألم الناشئ عن المفاصل، مثل الركب، وآلام العمود الفقري، وأسفل الظهر، أي منطقة أسفل الظهر من العمود الفقري، إضافةً إلى آلام الرقبة. داخل العمود الفقري، تتفرَّع الأعصاب من الحبل الشوكي، وتنتقل إلى المفاصل الجانبية، والمفصل العجزي الحرقفي، والمفاصل الوجيهية، وهي أزواجٌ من المفاصل الصغيرة بين فقرات العمود الفقري، تمنحه المرونة، وتسمح بحركة الظهر، مثل الالتواء والانحناء، حيث يتمُّ توصيل عصبين صغيرين، يُطلق عليهما أعصاب الفرع الإنسي، بمفاصل الوجه، فيرسلان إشارةً إلى الدماغ بأن هناك ألماً قادماً من هذه المفاصل، ويوجد المفصل العجزي الحرقفي بالقرب من أسفل العمود الفقري، وبالتحديد فوق عظم الذنب مباشرةً، وترسل أعصاب الفرع الجانبي المتصلة بهذا المفصل إشارات ألمٍ من العمود الفقري إلى العقل، ويؤدي استخدام الاستئصال بالترددات الراديوية في علاج الفرع الإنسي المستهدف بمفاصل الوجه، أو العصب الجانبي بالمفصل العجزي الحرقفي إلى تقليل إشارات الألم الواصلة إلى العقل.

الأمراض المستهدفة بالعلاج

أثبت الكي بالتردد الحراري قدرته على علاج أمراضٍ عدة، منها:

الآلام المزمنة التي لا تستجيب للعلاجات الأخرى، مثل مسكِّنات الألم والعلاج الطبيعي.

ويجب الانتباه هنا إلى أن هذا النوع من العلاج لا يُنصح به للمرأة الحامل، ولمَن لديهم عدوى، أو يعانون من مشكلات النزيف.

علاج داء الفقار: يستخدم الكي بالتردد الحراري لعلاج داء الفقار، وهو داء التهاب المفاصل في العمود الفقري، ويعالج أيضاً آلام المفصل العجزي الحرقفي، وآلام الرقبة والظهر والركبة.

عملية اليوم الواحد

الكي بالتردد الحراري يعدُّ من عمليات اليوم الواحد، وهو عبارةٌ عن إجراءٍ طفيفٍ، ولا يحتاج إلى شقٍّ جراحي وتخديرٍ كاملٍ، وهذا يعني أن الإجراء يتم باستخدام أقل قدرٍ من الضرر، أو الاضطراب عن طريق منظار الأشعة. وبشكل عام، تقلِّل طرق العلاج طفيفة التوغل من خطر الإصابة بالعدوى والمضاعفات الأخرى، ومن مدة الإقامة في المستشفى، ومقدار الألم الذي يعاني منه المريض، وتختصر وقت الإفاقة والنقاهة، ما يعني العودة بشكلٍ أسرع إلى الحياة الطبيعة والعمل.

مدة العملية

عادةً ما تستمر العملية من 15 دقيقة إلى ساعتين، وتعتمد مدة العلاج على الإصابة، وعدد العلاجات التي يتم إجراؤها، وعقب إجراء الكي بالتردد الحراري، يستطيع المريض أن يعود إلى منزله بعد وقت قصير، لكننا ننصحه بالراحة التامة، وعدم قيادة السيارة، وتجنب القيام بأي مجهودٍ شاقٍّ، خاصةً خلال الـ 24 ساعة التي تعقب العلاج، وفي غضون يومٍ إلى يومين يمكنه العودة لممارسة أنشطته الاعتيادية. وقد يستمر المريض في الشعور بألمٍ، أو تشنجٍ عضلي في موقع العلاج لأيامٍ، ويتغلَّب على تلك الآلام بتناول المسكِّنات التي كتبها الطبيب، ووضع كيسٍ من الثلج على موقع الألم، كما يوصى أيضاً بالعلاج الطبيعي لاستعادة القوة والمرونة.

فاعلية الكي بالتردد الحراري

معظم المرضى يشعرون بتراجع حدة الألم بعد الاستئصال بالترددات الراديوية، لكنَّ المقدار يختلف باختلاف سبب الألم والموقع، ويمكن أن يكون تسكين الألم فورياً لدى بعض الأشخاص، أو يحدث في غضون عشرة أيام عند أشخاصٍ آخرين، وقد يستغرق ثلاثة أسابيع، ويمكن أن يستمر تسكين الآلام من ستة أشهرٍ إلى 12 شهراً، وبالنسبة إلى بعض الناس، يستمر الارتياح سنواتٍ عدة.

شارك الخبر
تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي