متابعة: نازك عيسى
يعد شهر رجب من الشهور التي لها أفضلية عن غيره من الشهور، خاصة وأنه من الأشهر الحرم الأربعة ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب، وحرم الله عز وجل في هذه الشهور القتال والظلم فكان لا يسمع فيه صوت سيف احتراما لهذا الشهر الكريم، قال تعالى “إنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ، فَلَا تَظْلِموا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُم..سورة التوبة: 36 وقال تعالى: بعد هذه الآية (فإذا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُم فاقْتُلُوا المُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُموهُمْ) (سورة التوبة: 5)
فضل شهر رجب
من فضائل شهر رجب أنه أحد الأشهر الحرم فهو شهر ندب فيه الصوم، والدليل على ذلك ما ورد في الحديث الشريف ما رواه أبو داود من مُجيبة الباهليّة عن أبيها أو عمِّها أن النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال له ـ بعد كلام طويل ـ “صُمْ من الحُرم واتركْ” ثلاثَ مرّات، وأشار بأصابعه الثلاثة، حيث ضمّها وأرسلها والظّاهر أن الإشارة كانت لعدد المرّات لا لعددِ الأيّام.
ويستحب في شهر رجب الإكثار من العمل الصالح لأن العمل الصالح في هذا الشهر العظيم مثل الصيام وقيام الليل والذكر والمحافظة على السنن والرواتب.
ومن الأحاديث الواردة في فضل شهر رجب أن أول ليلة من شهر رجب مستجاب فيها الدعاء وفي الحديث إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِي خَمْسِ لَيَالٍ فِي لَيْلَةِ الْجُمُعَةِ، وَلَيْلَةِ الْأَضْحَى، وَلَيْلَةِ الْفِطْرِ، وَأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَجَبٍ، وَلَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ.
قال الله تعالى: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (غافر: 60)، وقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ كما أن هناك عدد من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام، وهي الحرص على الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.
واغتنام العبادة في هذه الأشهر، وأبرزها الصيام والصلاة، وترك الظلم خاصة في شهر رجب وباقي الأشهر الحرم، والإكثار من إخراج الصدقات والاستغفار قراءة القرآن.