متابعة – نغم حسن
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس أكاديمية العلوم الشرطية بالشارقة، نظمت الأكاديمية أمس بمقرها أعمال الملتقى العلمي العربي الأول تحت عنوان ( التعليم ألأمني المستدام – تحديات وحلول) الذي أكد على أهمية مواءمة مخرجات التعليم الأمني ومتطلبات سوق العمل المتجددة وإعداد الكوادر البشرية القادرة على دمج التكنولوجيا الحديثة في التعليم وتضمين أهداف التنمية المستدامة في مناهج التعليم والبحث العلمي وإنشاء مؤسسات جديدة لتنسيق أنشطة التنمية المستدامة بين مختلف الإدارات الجامعية.
وبحسب “وام”، أوصى الملتقى في ختام جلساته بتفعيل برامج القدرات للقائمين على العملية التعليمية والاهتمام بالبحث العلمي والنهوض به من خلال زيادة الإنفاق عليه وربطه بأهداف التنمية الوطنية الشاملة وتوجيهه نحو حل المشكلات ذات الأولوية الوطنية والتحديات الأمنية المتجددة، كما طالب بزيادة التعاون بين منظمات المجتمع المدني الوطنية والإقليمية بغرض نقل وتبادل الخبرات وإنشاء مراكز للبحوث والدراسات الأمنية يناط بها رصد التهديدات والمخاطر والمشكلات وتحليل الأحداث والقضايا الراهنة أو المتوقع حدوثها.
وشدّد الملتقى على ضرورة مواكبة مؤسسات التعليم الأمني في برامجها التعليمية والتدريبية للتطور المتسارع في حركة ومؤشرات الجريمة والانفتاح وتبادل الخبرات في مجال التعليم والتدريب الأمني بين كليات الشرطة العربية بما يصب في مصلحة الأمن العربي المستدام والسعي نحو تطوير المعرفة والابتكار في مجال الأمن السيبراني في المؤسسات التعليمية وتشجيع الاستثمار فيها لبناء جيل متخصص وقادر على لعب دور هام وفعال في استراتيجية الأمن السيبراني.
وأوصى الملتقى بالاستعداد والجاهزية لمستقبل قطاع التعليم الأمني في الوطن العربي من خلال التركيز على الطرق التعليمية المبتكرة والتعليم متعدد التخصصات لتطوير مهارات المستقبل بالاعتماد على تكنولوجيا التعليم والتدريب الأمني لتعزيز قدرات المؤسسات الأمنية العربية وتحقيق رؤيتها في أمن عربي مستدام.
حضر أعمال الملتقى سعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة نائب رئيس مجلس الأكاديمية ممثل راعي الملتقى، ومعالي الوزير مفوض محمد خير عبد القادر مدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومعالي الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله البنيان رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ومعالي أحمد محمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام رئيس الاتحاد العام للخبراء العرب، ومعالي الدكتور عبدالله بن أحمد الشعلان الأمين العام المساعد لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومعالي الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والشيخة نوال الحمود الصباح رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التزوير والتزييف وغسل الأموال، والدكتور عدنان حمد الحمادي رئيس لجنة شؤون التعليم والثقافة والشباب والرياضة والإعلام في المجلس الوطني الاتحادي، وعدد كبير من رؤساء الاتحادات والمنظمات العربية ورؤساء وممثلي الأكاديميات والكليات الشرطية بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية وباحثين ومتخصصين في مجال التعليم الشرطي والأمني من دولة الإمارات وخارجها.
وقال العميد الدكتور محمد خميس العثمني مدير عام أكاديمية العلوم الشرطية في كلمته الإفتتاحية إن دولة الإمارات العربية المتحدة باتت تعتبر نموذجاً حياً وفريدا للقدرة على خلق بيئة أمنية متكاملة والانطلاق منها نحو آفاق رحبة ما جعلها تتبوأ مراكز متقدمة في كل المؤشرات الدولية الخاصة بالأمن والتنمية المستدامة وقد جاء اختيارها لشعار هذا العام (اليوم للغد) بهدف تسليط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني بالممارسات المستدامة منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” ونشر الوعي بقضايا الاستدامة ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال لبناء مستقبل أكثر رخاء وازدهارا .
ونوه العميد العثمني إلى أن دولة الإمارات واصلت حصد المراكز الأولى في أبرز المؤشرات والتقارير الدولية المتعلقة بمستوى الأمن والأمان وجودة الحياة مرسخة بذلك مكانتها العالمية كوجهة مثالية للعيش بطمأنينة واستقرار، مشيرا إلى أن خمس مدن إماراتية حجزت في العام 2022 موقعها ضمن قائمة المدن العشرة الأكثر أماناً على مستوى العالم وهي إنجازات حضارية بامتياز جاءت نتاج جهود جبارة وعزيمة صادقة للقيادة الرشيدة على مدى خمسين عاماً كي تكون الإمارات في مقدمة الأمم دولة عصرية بكل ما في هذه الكلمة من معنى.
وقال إن اجتماع هذه الكوكبة والنخبة من المفكرين والباحثين والكوادر المتخصصة في مجالات الإدارة والاقتصاد والأمن والتعليم والتكنولوجيا يبعث الأمل في ترسيخ قواعد ومرتكزات علمية راسخة ووضع أسس للتعاون المشترك في تأصيل وتطوير منظومة التعليم الأمني على المستوى الخليجي والعربي من خلال تبادل الآراء وتناول التجارب الغنية وطرح الرؤى والأفكار التي تسهم في الارتقاء بواقع التعليم الأمني وتحديثه وتطويره باستمرار بما يضمن مواكبته لمسيرة النهضة الشاملة وحمايتها وديمومتها.
وأضاف أن أكاديمية العلوم الشرطية هذا الصرح التعليمي الأمني صدر الأمر السامي بتأسيسها من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة قبل 26 عاما بفكر عميق واع واستشراف لأهمية التعليم الأمني بأن يتبوأ موقعه الجغرافي بين نظرائه من الجامعات والكليات والأكاديميات لتحقيق التكامل والتعاون في شتى مجالات العلم والمعرفة قد وضع الأكاديمية أمام مسؤولية عظيمة بأن تواصل السعي وترتقي بواقعها التعليمي وتطبق أفضل المناهج والطرق في التدريس حيث توجت مؤخرا الفائزين بجائزة أكاديمية العلوم الشرطية للبحث العلمي بدورتها الثالثة والتي خلصت إلى أبحاث ومحاور في غاية الأهمية تناولتها الجائزة ونتائج إيجابية غير متوقعة أفرزتها من خلال مشاركات عربية واسعة وأبحاث رصينة وعميقة في مجالات الأمن السيبراني وتطبيقات الميتافيرس ومواجهة الجرائم وهي تعكف حاليا على الاستفادة منها في إجراء تعديلات جوهرية على المساقات التعليمية والمناهج التدريبية مسترشدين بتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الأكاديمية والذي أصدر توجيهاته السديدة في اجتماع مجلس الأكاديمية الأخير بأن تكون لهذه المجالات والمحاور موقعها ومكانتها ضمن البرامج التعليمية والمساقات الدراسية والتدريبية.
واختتم العميد العثمني كلمته قائلا : استكمالا لتلك الخطط والجهود جاء هذا الملتقى اليوم، معربا عن أمله بأن تمكننا توصيات الملتقى من التغلب على الصعاب وتجاوز التحديات ورسم خارطة واضحة لمسار تحولنا نحو التعليم الأمني المستدام الذي يعزز جودة الحياة ويوفر عوامل الاستقرار والنجاح والازدهار لشعوبنا وأوطاننا.
بعدها قام اللواء سيف الشامسي ممثل راعي الحفل يرافقه العميد العثمني والمقدم الدكتور عبدالله اليحيائي مدير إدارة كلية الضباط بتكريم المتحدثين وأعضاء الوفود المشاركة في الملتقى وتسليمهم شهادات ودروع تذكارية، معربا عن تقديره وشكره العميق لهم على تلبيتهم دعوة الأكاديمية ومشاركتهم في أعمال الملتقى.
وتضمن الملتقى جلسة افتتاحية تحدث خلالها كل من معالي الوزير مفوض محمد خير عبد القادر، ومعالي الدكتور عبدالمجيد بن عبدالله البنيان، ومعالي أحمد محمد الجروان، والدكتور عبدالله بن أحمد الشعلان الأمين العام المساعد لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومعالي الدكتور عمرو عزت سلامة الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية، والشيخة نوال الحمود الصباح.
كما تضمن الملتقى عقد جلستين الأولى بعنوان (استراتيجيات التعليم العربي المستدام) بمشاركة كل من الدكتور عدنان حمد الحمادي، والدكتورة بدرية سليمان عباس رئيس اتحاد قيادات المرأة العربية، والدكتور محمد فراس بكور رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات، ومايسة محمد الهاشمي رئيس الاتحاد العربي للعمل الإنساني والتنمية، والدكتور مصطفى عبدالقادر رشيد مساعد رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
أما الجلسة الثانية فجاءت تحت عنوان (استشراف مستقبل التعليم الأمني) بمشاركة اللواء الدكتور أيمن سعد مساعد رئيس أكاديمية الشرطة بجمهورية مصر العربية، والعميد الدكتور محمد بطي ثاني طارش الشامسي مدير عام أكاديمية شرطة دبي، والعميد فواز حسن الحسن آمر الأكاديمية الملكية للشرطة بمملكة البحرين، والعميد مهدي مسرع العجمي مدير إدارة العمليات بأكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية بدولة الكويت، والعقيد ركن دكتور إبراهيم حسن الزعابي مدير إدارة منسق البرامج الأكاديمية بكلية الشرطة بأبوظبي.