متابعة-جودت نصري
يلعب المعالِج النفسي دوراً هاماً في نجاح رحلة العلاج النفسي، مهما اختلفت أسباب أو أنواع الاضطرابات النفسية؛ ففي حين أن التقنيات الصحيحة والتدخلات القائمة على الأبحاث، ذات قيمة، إلا أن هناك عدداً قليلاً من الجوانب غير الملموسة للعلاج النفسي، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمعالِج. ووجدت إحدى الدراسات أن المعالِج النفسي الناجح، له تأثير أقوى على نتائج العلاج.. ومن المدهش أن الخبرة السريرية ليس لها أهمية كبيرة؛ فالمعالِجون الذين مارسوا المهنة لمدة 15 عاماً، لا يحققون نجاحاً أكبر مع المرضى، من أولئك الذين كانوا في هذا المجال لمدة عامين فقط.
إليك أبرز صفات المعالج النفسي الناجح؛ لضمان رحلة علاج فعّالة وجيدة.
1- القدرة على تطوير علاقة قوية مع المريض
أظهرت الأبحاث باستمرار، أنَّ العلاقة القوية قد تكون علاجية في حدِّ ذاتها، بِغض النظر عن نوع التدخل؛ إذ ترتبط العديد من السمات الموجودة في أكثر المعالجين فعالية، بقدرتهم على تكوين تحالف علاجي قوي مع المرضى؛ إذ إنه من دون علاقة قوية، من غير المرجَّح أن يؤمن المرضى بفعالية تدخلات معالجهم، وقد يكونون غيرَ راغبين في مشاركة المشاعر الشخصية، ويكونون أقل استعداداً لاستكمال العلاج.. ووجدت إحدى الدراسات، أنَّ المرضى الذين يعانون من أعراض نفسية متوسطة إلى شديدة، كانوا أكثر عُرضة بثلاث مرات لإكمال العلاج عندما أبلغوا عن وجود تحالف علاجي قوي مع المعالج النفسي.
2- إظهار التعاطف مع المريض
ترتبط العديد من إشارات التعاطف، بما في ذلك: الدفء والود والتفاهم وتأكيد المشاعر، ارتباطاً وثيقاً ببناء تحالف علاجي قوي مع المريض، وأفاد كثير من المرضى، بأنهم يتمتعون بأفضل العلاقات مع المعالجين الذين يُظهرون اهتماماً حقيقياً أثناء الجلسة، وأولئك الذين يُظهرون الاحترام.
3- الاستخدام المرن للعلاجات
عندما يتعلق الأمر بالعلاج النفسي؛ فإنَّ العلاج الواحد لا يناسب الجميع، ويدرك المعالجون النفسيون الناجحون هذا الأمر، ويقومون بتكييف تدخلاتهم لتناسب شخصية واحتياجات وتفضيلات عملائهم. والمرضى الذين لا يشعرون بالثقة بشأن أسلوب تدخل معالجهم، هم أقل احتمالاً لإتمام العلاج؛ لذلك يميل المعالجون المرنون إلى بدء مناقشة حول تفضيلات المريض، ويقومون باستيعابها كلما أمكن ذلك، وعندما تكون تفضيلات المريض غيرَ معقولة، أو لا تكون في مصلحته؛ فإنَّ المعالج سيوفر المعلومات اللازمة لمساعدة مريضه على اتخاذ خيار أكثر استنارة.
4- القدرة على التواصل بشكل فعّال
يتكون العلاج النفسي بالكامل تقريباً من المحادثة؛ لذا فمن المنطقي أن الاتصال الفعّال هو سمة أساسية للمعالج الجيد، من خلال تعزيز التواصل المفتوح.. لا يقتصر التواصل الفعّال على القدرة على شرح شيء ما؛ بل يتعلق الأمر بتسجيل الوصول مع المريض، والسؤال عن شعوره تجاه العلاج؛ إضافةً إلى الحفاظ على حوار مفتوح، وخلق جوّ يَشعر فيه الجميع بالراحة الكافية للتحدث بصراحة عن الموضوعات الصعبة.
5- الثقة في العلاج
عندما يعبّر المعالج عن ثقته في المريض وقدرته على النجاح في العلاج؛ فمن المرجَّح أن يكون لديه نتيجة ناجحة، ويمكن التعبير عن ثقة المعالج، إما بشكل صريح: “أنا واثق من قدرتك على التحسّن”، أو بشكل غير واضح (إظهار الحماس للعلاج أو مناقشة تاريخ من النجاح الماضي).
6- التعليم المستمر والاعتماد على البحث
جميع العلاجات ليست متساوية، والمعالجون الذين يكونون على دراية بالأبحاث، والذين يستخدمون التدخلات القائمة على الأبحاث، هم أكثر نجاحاً بكثير من أولئك الذين لا يفعلون ذلك.