متابعة-جودت نصري
عندما تبلغ المرأة سن الـ30 عاماً، تحدث الكثير من التغييرات في صحتها الجسدية والنفسية، وهي التغييرات التي تؤثر على بعضها البعض بشكل واضح.
تغييرات عديدة تصيب المرأة في سن الثلاثين
بداية إلى أن هناك تغييرات عديدة في هرمونات المرأة تحصل في سن الثلاثين، فتؤثر على قدرتها على التغيير؛ لأننا مع تقدمنا في السن تتناقص مرونتنا في التغيير. وتسمى التغييرات التي تحدث أحياناً للمرأة في سن الثلاثين “أزمة ربع العمر”، وقد يعاني بعض النساء خلالها من التقلبات المزاجية والإرهاق بسهولة أكثر، كما يقول بعض أطباء أمراض النساء، إنّ فرص تعرّض النساء للإصابة بالاكتئاب والقلق تزداد في سن الثلاثين، وقد يكون هذا نتيجة للتغييرات الهرمونية، وكذلك زيادة ضغوط الحياة والواجبات المهنية والشخصية في هذه المرحلة العمرية.
كما أن الشعور بالوحدة أمر شائع جداً أيضاً بين النساء خلال سن الثلاثين، نظراً للتغييرات العديدة التي تمر بها، فلا يتوقف الأمر عند العلاقات والزواج، بل يتعلق أكثر بطبيعة الحياة، فمن الطبيعي في رحلتك إلى الثلاثينيات أن تفقدي الأصدقاء والأحباء وربما حتى الأماكن. وعادة ما تتقدم النساء في الثلاثينيات من العمر في مسيرتهن المهنية، وقد يكملن درجات علمية متقدمة بحلول ذلك الوقت، ونتيجة لذلك، تركّز النساء في سن الثلاثين بشكل أقل على الرعاية الذاتية، محاولة تلبية مطالب وآمال النجاح والإنجاز، وهذا يمكن أن يؤدي إلى التعرّض للاحتراق النفسي (Burnout). وعلى الرغم من أن نظرية فرويد كانت متشائمة بشأن آفاق تطور العمر بين النساء، حيث اقترح أنه بحلول سن الثلاثين غالباً ما تخيفنا المرأة بسبب جمودها النفسي وعدم قابليتها للتغيير، إلا أن الباحثين في العصر الحديث اختلفوا معه في الرأي.
تناقض في الدراسات حول نتائج سن الثلاثين على المرأة
عالم النفس الرائد في جامعة هارفارد، وليام جيمس يعتقد أن علم النفس الحديث أكد فكرة أن الشخصية تستقر في مرحلة البلوغ، والتغييرات تتباطأ بمجرد دخولنا سن الرشد، لكنه يجادل بأنه يمكننا أيضاً اختيار التصرّف ضد طبيعتنا؛ فسمات شخصيتنا الأساسية لا تتغير حقاً، لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نتغير ونتصرف بطرق معاكسة لأنفسنا الحقيقية عندما يستدعي الموقف ذلك. ووفقاً لإريك إريكسون، عالم النفس الأمريكي، فإنَّ تطور الإنسان يحدث في 8 مراحل، من الطفولة إلى البلوغ، وخلال كل مرحلة، يعاني الإنسان من أزمة نفسية اجتماعية يمكن أن يكون لها نتيجة إيجابية أو سلبية لتنمية الشخصية. وبالنسبة لإريكسون، فإنَّ هذه الأزمات ذات طبيعة نفسية اجتماعية؛ لأنها تنطوي على احتياجات نفسية للفرد تتعارض مع احتياجات المجتمع. ويقول إريكسون إنَّ سن الثلاثين يقع تحت المرحلة السادسة في نظريته، حيث الفضيلة الرئيسية للتطور هي (الحب). والصراع في هذه المرحلة هو بين العلاقات الوطيدة والعزلة، خلال هذه المرحلة، نبدأ في مشاركة أنفسنا بشكل أكثر حميمية مع الآخرين، ونستكشف العلاقات التي تؤدي إلى التزامات طويلة الأجل مع شخص آخر غير أحد أفراد الأسرة، ويمكن أن يؤدي إكمال هذه المرحلة بنجاح إلى علاقات سعيدة وشعور بالالتزام والأمان والرعاية داخل العلاقة. كما يمكن أن يؤدي تجنّب العلاقة الوطيدة والخوف من الالتزام إلى العزلة والوحدة وأحياناً الاكتئاب. لذلك فالنجاح في هذه المرحلة سيؤدي إلى فضيلة الحب.
وقد وجدت دراسة نُشرت في مجلة Journal of Adult Development في عام 2001 أن النساء شعرن بمزيد من اليقين في الهوية، والإنتاجية، والقوة الواثقة، والقلق بشأن الشيخوخة في الثلاثينيات من العمر مقارنةً بسن العشرينيات.
وفي دراسة أخرى نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry وأجريت في عام 2022، كان متوسط العمر لظهور الاضطرابات التالية عند النساء في أوائل ومنتصف الثلاثينيات:
-اضطراب ما بعد الصدمة؛
-الاكتئاب؛
-اضطراب القلق العام؛
-اضطراب ثنائي القطب؛
– الاضطرابات الذهانية”.