متابعة-جودت نصري
أصبحت الرشاقة والقوام النحيل من مظاهر الجمال في هذا العصر، فنجد الفتيات والسيدات خاصة، يبحثن بشكل مستمر عن طرق للتخلص من الوزن الزائد بتقنيات ضارة، حتى أصبحت الرشاقة بالنسبة إليهن «هوساً» فتجدهن يحاولن الحصول على قوام رشيق في وقت قصير من دون الأخذ في الاعتبار أن الرشاقة الزائدة عن الحد قد تؤدي في حالاتها القصوى إلى أمراض نفسية وجسدية.
ما هي التقنيات الحديثة للحصول على الرشاقة؟
هناك الكثير من التقنيات المستخدمة اليوم للحصول على جسم رشيق، منها الجراحي ومنها على شكل حبوب لكبح الشهية أو حرق الدهون، كما أن هناك إبر علاجية تستخدم للأسف تجارياً للقضاء على السمنة؛ وأياً كانت هذه الطرق فهي على الغالب مصيرها الفشل، وتؤدي إلى مشاكل صحية كثيرة. وذلك لأن الرشاقة تعتمد على هذه التقنيات من دون بذل أي مجهود، فعلى سبيل المثال يمكن أن تشرب الحبوب الخاصة بالرشاقة من دون أي جهد، أو أن تقوم بعملية جراحية من دون ممارسة الرياضة بعدها.
لذا نجد أن جميع التقنيات أياً كانت جميعها فاشلة؛ والدليل علمياً وعالمياً نجد أن منحنى مؤشر السمنة أو مرض السكر أو أي مرض له علاقة بالسمنة يزداد ارتفاعاً مع ازدياد تقنيات تجارية مادية بحته تروج للرشاقة.
زيادة منحنى انتشار السمنة
ففي دراسة أجرتها كلية لندن الملكية، تبيّن حدوث زيادة قدرها عشرة أمثال في معدلات سمنة الأطفال والمراهقين في غضون أربعة عقود من الزمن.
وفقاً للدراسة سيفوق عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة عدد من يعانون منهم من نقص الوزن في العالم عام 2022.
وقد زاد خلال العقود الأربعة المنصرمة عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة (ممّن تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و19 سنة) بمقدار عشرة أمثال في أرجاء العالم كافّة.
ووفقاً لما ذكرته دراسة جديدة أُجرِيت بقيادة كلية لندن الملكية ومنظمة الصحة العالمية، فإن الاتجاهات الحالية ستسفر، في حال استمرارها، عن زيادة عدد الأطفال والمراهقين الذين يعانون من السمنة على عدد من يعانون منهم من نقص الوزن بشكل معتدل او شديد.
وقد نُشِرت الدراسة في مجلة لانسيت قبل حلول موعد إقامة اليوم العالمي للسمنة (الموافق ليوم 11 تشرين الأول/ أكتوبر)، وحلّلت القياسات المأخوذة بشأن وزن وطول 130 مليون شخص تقريباً تزيد أعمارهم على خمس سنوات (31.5 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و19 سنة، و97.4 مليون شخص يبلغون من العمر 20 سنة وما فوق)، ما يجعلها في مصافي الدراسات الوبائية التي تضم أكبر عدد من المشاركين فيها على الإطلاق.
وارتفعت نسبة السمنة لدى الأطفال والمراهقين في العالم من أقل من 1% (أي ما يعادل خمسة ملايين فتاة وستة ملايين فتى) في عام 1975م إلى نسبة 6% تقريباً لدى الفتيات (50 مليون فتاة) ونحو 8% لدى الفتيان (74 مليون فتى) في عام 2016. وإجمالاً، فقد ارتفع عدد الذين يعانون من السمنة ممّن تتراوح أعمارهم بين خمس سنوات و19 سنة إلى أكثر من عشرة أمثال على الصعيد العالمي، أي من 11 مليون شخص في عام 1975 إلى 124 مليون شخص في عام 2016. وكان هناك 213 مليون شخص آخر في عام 2016 يعانون من زيادة الوزن، ولكنهم لم يبلغوا عتبة السمنة.