بمناسبة اليوم العالمي للوقاية من العنف ضدّ الأطفال وفي إطار نشر الوعي، أعدّت جمعية حماية فيلميّ فيديو تصويريين بهدف تسليط الضوء على هذه الظاهرة في لبنان، والحثّ على ضرورة التصدي لها من خلال الوقاية والتبليغ، وذلك نهار الخميس الواقع في 24 تشرين الثاني في Grand Cinemas في مجمع ABC الأشرفية بحضور عدد من أفراد الجمعية وحشد من الاعلاميين.
تم دعوة الإعلاميين دون التطرّق إلى المحتوى، لحثهم على المشاركة في هذا الحدث، ليشهد الجسم الإعلامي قصتين واقعيّتين تخرجان إلى العلن للمرة الأولى بناءً على طلب أصحاب العلاقة بهدف توعية المجتمع ككلّ والأهل تحديدا على أن التحرش الجنسي لا يستثني أحدًا وقد يحصل في أيّ مكان، لكليّ الجنسين من كافة الأعمار ومن أقرب المقربين وفي أكثر الأماكن التي نعتبرها آمنة.
لخّص الفيلم التصويري الأول تجربة شخصية لشاب تعرّض للاعتداء والتحرش الجنسي من قبل الأب الروحي خلال طفولته. أمَا الفيلم التصويري الثاني، فلخّص تجربة شخصيّة لشابّة تعرّضت لتحرش جنسي خلال طفولتها من قبل صديق مقرّب للعائلة. سيكون هذين الفيلمين التّصويريين متوفرين مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بجمعية حماية.
في هذا السياق، توجّه المدير التنفيذي لجمعية حماية، السيد سرج سعد إلى الإعلاميين قائلاً : ” نشكر وسائل الإعلام الحاضرة معنا اليوم والتي لبّت دعوتنا للمشاركة في هذا الحدث وأكمل: “يهمّنا ان نؤكّد على الدّور الإيجابي والمحوري للإعلام في العمل على نشر الوعي للوقاية والحدّ من العنف ضدّ الأطفال، وصولاً إلى تأمين بيئة آمنة لهم. وأضاف” أثبتت المبادرات التوعوية فعاليتها في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع وبالأخصّ على صعيد كسر حاجز الصّمت والتبليغ، وتجلّى ذلك في عدد حالات العنف الجنسي التي تلقتها حماية بين عاميّ 2021 و 2022 حيث أتت النّسب على الشكل التالي : 8% من إجمالي الحالات كانت عنف جنسي في 2021، بينما ارتفعت حتى 11% عام 2022 ، كان المتحرش في 51% منها من المقربين . خلال الحملات الإعلانيّة لجمعيّة حماية في السّنوات السابقة كانت شخصيّة المعنّف متمثّلة بوالد الطّفلة واليوم في الفيديوين المعروضين المعنّف هو صديق مقرّب من العائلة أو رجل دين أو قد يكون أي شخص نعتبره محطّ ثقة “.كما أكّد على أنّه :” إنطلاقا من مسؤوليتنا المجتمعيّة سنواصل العمل مع كافة أطياف المجتمع في لبنان والعالم للتّوعية حول إشكاليّة العنف الجنسي وبخاصة الموجّه ضدّ الأطفال، حيث تأتي مبادرتنا اليوم تماشيًا مع الجهود المبذولة لمواجهة هذه الإشكالية ووضع حدّ لها”.
تدخل هذه المبادرة التوعوية ضمن الجهود المتواصلة التي تبذلها جمعية حماية من خلال فريق عملها المتواجد في مختلف المناطق اللبنانية ، والبرامج التي تطلقها مع المنظمات الدولية والجهات المحلية، لحثّ كافة الأفراد في المجتمع كي يكونوا شركاء فعّالين في العمل على حماية الأطفال من العنف، وكسر حاجز الصّمت من خلال التبليغ على الخط الساخن الخاص بها مع مراعاة تامة لخصوصيتهم، للحدّ من هذه الظاهرة المتنامية .