متابعة-سوزان حسن
أخذت عمليات الابتزاز الإلكتروني بعدا أوسع في ظل انتشار الهواتف، إذ راحت تتسرّب صور لنساء في جلسات عفوية يرقصن فيها على أنغام الموسيقى، وغالبا ما تتسبب تلك الفيديوهات في حملات ابتزاز لنساء.
لكن الطريقة الأكثر شيوعا تتمثل في حديث مبتزين مع فتيات على مواقع التواصل وبرامج المراسلات الفورية، وإيهامهن بالحب. ويتطور الأمر إلى إرسال الفتاة صورة لها من دون حجاب، وحينها تبدأ سلسلة الابتزاز للحصول على صور أخرى أو دفع الفتاة إلى ارتكاب أفعال لا أخلاقية.
ولعدم شعور الفتاة بالأمان وخشيتها رد أسرتها الذي قد يصل إلى القتل، فإنها تضطر إلى تنفيذ رغبات المبتز وإخفاء ما تتعرض له من ابتزاز وضغط.
حين ألمحت الناشطة سارة علوان على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إلى احتمال انتحارها بسبب شخصين حاولا ابتزازها بصورها، لم يؤخذ على محمل الجد.
لكنها بعد ساعات أطلقت النار من مسدس على صدرها، ولحسن حظها أخطأت الرصاصة القلب.
تجاوزت سارة محنتها بعدما نُقلت إلى العناية الفائقة في المستشفى، وقال والدها -الذي ظهر في تسجيل مرئي بثته السلطات الأمنية في محافظة تعز جنوب غربي اليمن- إن حالتها مستقرة.
تنشط سارة في مبادرات إنسانية على غرار توزيع المساعدات للنازحين، ومساعدة مرضى السرطان.
ومنذ أشهر، أبلغت الشرطة بتعرضها لابتزاز، لكن الأخيرة لم تتدخل، بحسب ما قالت سارة، مما دفعها إلى محاولة الانتحار.
وأثارت الحادثة عاصفة من التضامن بين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعادت التذكير بملف معقد في بلد محافظ يفرض قيودا شديدة على المرأة ويتعامل معها بحساسية بالغة، وفي أحسن الظروف يعمد الأهالي إلى نبذ النساء اللواتي يتعرضن للابتزاز.
ولا يوجد في اليمن إحصاءات رسمية عن حجم عمليات الابتزاز الإلكتروني، لكن ناشطين يمنيين يواجهون شبكات الابتزاز والمبتزين يتحدثون عن 6 انتحارات لفتيات جرى ابتزازهن بنشر صورهن.
ويقول الناشط فهمي الباحث، وهو عضو مؤسس والرئيس السابق لجمعية الإنترنت في اليمن، للجزيرة نت إنه ومجموعة من المتطوعين يتلقون العشرات من حالات الابتزاز أسبوعيا.