متابعة- بتول ضوا
يسبب الحمل العديد من التغيرات الجسدية والنفسية في جسم المرأة الحامل، وفي حين يزول بعضها بعد الولادة. فإن هناك آخرى تكون ذات تأثيرات طويلة الأمد وخاصةً تلك التي تتعلق فسيولوجيا الدماغ ومزاجه وسلوكه.
بدأ البحث في التغيرات الدماغية المرتبطة بتجارب الأمهات في الحمل، في الكشف عن الآليات العصبية الكامنة وراء التغيرات التكيفية والأمراض العقلية في الفترة المحيطة بالولادة.
ووجدت النتائج أن القابلية أو المرونة لاكتئاب ما بعد الولادة في نماذج القوارض، ترتبط بالتغيرات في علامات المناعة العصبية والهرمونات. التي يمكن أن تكون بمثابة مؤشرات حيوية للمخاطر أو أهداف علاجية محتملة لهذه الحالة.
وتقول الدكتورة إيان إس. مايز، من كلية الطب في إيكان في مستشفى ماونت سيناي، إن العوامل التي تنظم التعبير الجيني في شبكات التعلم والتذكر قد تتوسط في التأثيرات الطويلة المدى لتجربة الأم في أدمغة الفئران.
وقد تكون تأثيرات الألوبريجنانولون (مثبط ذاتي للستيروئيدات العصبية) الطويلة الأمد المضاد للاكتئاب في اكتئاب ما بعد الولادة ناجمة عن التأثير على تنسيق النشاط عبر مناطق الدماغ المتورطة في الحالة المزاجية، بحسب جيمي ماجواير، من كلية الطب بجامعة تافتس.
وتوضح جودي باولوسكي، عالمة الأعصاب والمعالجة النفسية التي تدرس كيف تغير الأمومة الدماغ قائلة: “تتطرق نتائج علم الأعصاب المقدمة اليوم إلى جوانب مختلفة من الانتقال إلى الأمومة على مستويات متعددة من البحث وفي مناطق متنوعة من الدماغ.
وتوفر هذه التحقيقات في دماغ الأم رؤى مهمة في علم أعصاب الأبوة والأمومة، ولها آثار على استهداف الأمراض العقلية في الفترة المحيطة بالولادة وعلاجها”