متابعة – نغم حسن
تترجم هيئة كهرباء ومياه دبي الرؤى الطموحة والنهضة التنموية التي تشهدها دبي في المجالات كافة إلى مشروعات عملاقة وفرص واعدة لا سيما في مجالات الطاقة والمياه والبيئة.
وبحسب “وام”، من أبرز هذه المشاريع مجمّع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مجمع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وستصل قدرته الإنتاجية إلى 5000 ميجاوات بحلول عام 2030 باستثمارات تبلغ 50 مليار درهم.
وتبلغ قدرة مشروعات الطاقة الشمسية التي تم تشغيلها في المجمع حالياً 1827 ميجاوات باستخدام الألواح الشمسية الكهروضوئية، وتنفذ الهيئة مشاريع أخرى في المجمع بإجمالي 1,033 ميجاوات باستخدام تقنيتي الألواح الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، مما يرفع نسبة القدرة الإنتاجية للطاقة النظيفة ضمن مزيج الطاقة في دبي إلى 12.8% ومن المتوقع أن تصل إلى 14% بنهاية العام 2022.
وتستخدم الهيئة عدة تقنيات لإنتاج الطاقة النظيفة، وتبرز أنظمة الطاقة الشمسية المركزة بوصفها تقنيات واعدة يمكن توظيفها لإنتاج الكهرباء بكميات كبيرة وبشكل مستقر على مدار الـ 24 ساعة، ما يجعلها مؤهلة لربطها بشبكة الكهرباء الرئيسية.
وأكد معالي سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، أن الهيئة تواكب أحدث تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة لضمان تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، واستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 واستراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي لتوفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول العام 2050.
وأضاف معاليه: “تصل قدرة الهيئة الإنتاجية الإجمالية للطاقة إلى 14,317 ميجاوات، و490 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً. ولدى الهيئة مبادرات ومشاريع رائدة لتنويع مصادر إنتاج الطاقة النظيفة والتي شملت تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة في إمارة دبي كتقنية الألواح الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر باستخدام الطاقة الشمسية، وتقنية الطاقة المائية المخزنة في مشروع المحطة الكهرومائية في حتا باستخدام الطاقة النظيفة، ومشروع توليد الكهرباء من خلال الاستفادة من طاقة الرياح، وذلك جنباً إلى جنب مع مشاريع ومبادرات لزيادة كفاءة الطاقة. وتستثمر الهيئة أحدث تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وبنيتها التحتية المتطورة لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة. وتعمل الهيئة على تطوير خطط توسعة البنية التحتية للكهرباء والمياه لتلبية الطلب المتزايد وفق أعلى مستويات الجودة والتوافرية والاعتمادية والكفاءة.”
وتعمل الهيئة على تطوير تقنيات تخزين الطاقة من خلال عدد من المشروعات الرائدة من بينها المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية التي ستكون عند اكتمالها أكبر مشاريع تخزين الطاقة الشمسية على مستوى العالم لمدة 15 ساعة، مما يمثل رقماً قياسياً عالمياً لسعة تخزين الطاقة الحرارية، ويسمح بتوافر الطاقة على مدار 24 ساعة.
وتعد المرحلة الرابعة أكبر مشروع استثماري في موقع واحد على مستوى العالم يجمع بين تقنيتي الطاقة الشمسية المركزة والطاقة الشمسية الكهروضوئية وفق نظام المنتج المستقل، وبقدرة تصل إلى 950 ميجاوات. وستعتمد هذه المرحلة على الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات باستخدام منظومة عاكسات القطع المكافئ بقدرة 600 ميجاوات، وتقنية برج الطاقة الشمسية المركّزة بقدرة 100 ميجاوات؛ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 250 ميجاوات. وتسعى الهيئة لتسجيل رقمين قياسيين جديدين في موسوعة غينيس عن أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع 262.44 متراً وأكبر محطة لإنتاج الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميجاوات، ضمن المرحلة الرابعة من المجمّع.
ونوه معالي سعيد محمد الطاير إلى أهمية الشراكات الوثيقة التي تجمع هيئة كهرباء ومياه دبي وشركائها الاستراتيجيين، والتي تشكل نموذجاً عالمياً يُحتذى به للشراكات الناجحة بين القطاعين العام والخاص، بما يضمن أمن إمدادات الطاقة وفق أعلى المعايير العالمية، وبتكلفة منخفضة، مما يعزز مكانة دبي كمركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.
وحققت الهيئة أرقاماً قياسية عالمية في أدنى الأسعار لمشروعات الطاقة الشمسية لخمس مرات متتالية وباتت دبي معياراً لأسعار الطاقة الشمسية على مستوى العالم. وحققت المرحلة الرابعة أدنى سعر للكيلووات ساعة بتقنية الألواح الشمسية الكهروضوئية بقيمة 2.4 سنت بقدرة 250 ميجاوات، وأدنى سعر للطاقة الشمسية المركزة بقيمة 7.3 سنت أميركي للكيلووات ساعة.
وتولي الهيئة أهمية بالغة لمشروعات الطاقة الشمسية المركزة وتعمل على تحفيز الابتكار في هذه التقنيات. وتتويجاً لجهودها في هذا المجال، سجلت الهيئة، ممثلة بمركز البحوث والتطوير التابع لها، براءة اختراع لنظام يقيس مقدار النقص في الإشعاع الشمسي الناتج عن العوامل الجويّة المختلفة مثل الغبار، بما يسهم في تحديد أفضل مواقع لتشييد الأبراج الشمسية والمرايا العاكسة في مشروعات الطاقة الشمسية المركزة، وذلك من خلال توفير حسابات دقيقة بالاستعانة بطائرة دون طيّار وعربة ذاتية التشغيل. ويسهم الاختراع أيضاً في رفع كفاءة المرايا العاكسة من خلال توجيهها بالشكل الأمثل للاستفادة بأكبر قدر ممكن من أشعة الشمس.