متابعة: نازك عيسى
الإحباط هو واحد من أكتر المشاعر غير المريحة في الحياة، بل هو شعور معقد ويحتوي على مجموعة فرعية من المشاعر الأخرى، مثل الغضب والأذى والحزن.
ففي كثير من الأحيان قد نتعامل مع الحزن أو الغضب أو المشاعر الفرعية الأخرى، لا نلقى بالًا بمشاعر الإحباط، فما يحدث أنك تسرع في تخطي المشاعر الفرعية، وتحاول أن تتجاوز الحزن سريعًا، ولا تتعامل أبدًا مع شعورك بالإحباط تجاه الأشخاص أو المواقف.
فقد تتخطى مشاعر الغضب، لكن الإحباط بداخلك في صورة حزن شديد، قد تتخطى مشاعر الضيق أو التعب، لكن تسيطر عليك عدم الرغبة في القيام بأي شيء أو تقلب المزاج، وهو ما سنحاول أن نقدم له بعض الحلول في الخطوات التالية.
فيما يلي خطوات عملية للتخلص من الإحباط وعلاجه
اسمح لشعورك بأن يخرج
في ظل كل الضغوط المحيطة بينا والحركة السريعة للحياة، لا نعطى لأنفسنا الفرصة بإخراج مشاعرنا، كل ما نفعله أن نقاوم ونجري خلف الحياة ومشاغلها، فالبالغون غير جيدين بالسماح بتحرير مشاعرهم، يمثلون القوة والثبات، لكن حقيقة الأمر هم منهارون بالداخل، ما يكون سببًا رئيسًا في الإحباط النفسي.
تعلم من الأطفال أن تحرر كل ما بداخلك من مشاعر، ترى الأطفال تنتابهم نوبات من الغضب والصراخ والبكاء، وبعدها الطفل يكون مستعدًا للضحك مرة أخرى واستمتاعه بيومه.
نحن لا نسمح بخروج مشاعرنا للخارج، فنحن نخجل من أنفسنا ولا نريد أن نعترف، إننا نمر بحالات ضعف وعلى الرغم من أن حالات الضعف التي قد نمر بيها شيء طبيعي جدًّا، فإننا لا نسمح أبدًا حتى بالضعف بينا وبين أنفسنا.
احترم الإحباط
احصل على بعض الراحة، اقطع وعدًا على نفسك بأنك ستحترم إحباطها، بمجرد القيام بذلك سيكون من السهل عليك أن تحصل على التشافي الذاتي.
اسمح لنفسك أن تنفرد بها الوقت الكافي، وحرر كل مشاعرك، وأسهل طريقه للسماح لمشاعرك بالرحيل بدون متخصص، أن تنفرد بنفسك، وتكتب الموقف الذي أثر فيك، حاول أن تتذكر كل التفاصيل، أسماء الأشخاص، تفاصيلهم، وتذكر مشاعرك وقتها واكتبها، لاحظ ما يحدث في جسدك، واكتب كل شيء حتى تشعر بالراحة، واحرق الورقة بعدها، وشاهدها وهى تحترق وكل شىء ينتهى معها.
وإذا كان إحباطك من الأشخاص
هل أخبرك سرًّا.. إن اعتدت أن تمنح نفسك الوقت الكافي لتفهم مشاعرك وتحررها، سوف تستطيع بسهولة أن تفهم الآخرين، ما يبعدك عن الإحباط العاطفي، تأكد أنك عندما تفهم نفسك، ستفهم الآخرين بمنتهى السهولة.
احذر من المتسلل المسمى الإحباط
إذا لم تعرف قيمه نفسك، فلن تستطيع أبدًا أن تواجه مشاعرك السلبية، فمثلًا إذا كنت تردد لنفسك: أنا ألتمس الأعذار للآخرين وسأتقبل منهم الإساءة بصدر رحب.
إذا ظللت تردد أنا أفعل كل شيء لله، أنا أسامح كل مَن يخطأ في حقي، لا داعي أن أجعل الأمر أكبر مما يبدو عليه.
أو تقول أنا أحب فلان وسأتحمل كل تصرفاته المؤذية، وهو سيراعى أنى تحملته كثيرًا.
أعدك أنك إن ظللت تقدم مبررًا لكل تصرفات الآخرين، ولم تواجههم وتخبرهم بما يزعجك، بعد وقت قصير سيتملك منك الإحباط دون أن تدري أو تشعر، وبلا مقدمات ستكون حاد الطبع حتى مع من يعاملك معاملة حسنة، وستصبح متقلب المزاج، ستصاب بالاكتئاب ولن تعرف السبب الرئيس لذلك.
امنح لنفسك ولقلبك قيمتهم الحقيقية، اختر أن كل من حولك يعاملك بالطريقة نفسها التي تعامله بيها، مَن يعرف قيمتك سيظل معك، ومَن لا يقدرك اخسره قبل أن تخسر نفسك، ولا تدعه أبدًا يتسبب في إحباطك.
أخيرًا مارس تقبل المشاعر
على الرغم من أننا نعلم أن حدوث بعض المواقف أحيانًا قد تكون أمرًا واردًا مثل الفصل من العمل مثلًا، أو مواقف من المؤكد أننا سنمر بها كمرض شخص قريب أو وفاة عزيز لديك.
لكننا لسنا على استعداد دائمًا لقبول المواقف الحياتية، ففي كل مرة نتعرض لأي موقف قد يزعجنا أو يسبب لنا الإحباط، نميل تلقائيًّا للانسحاب وإلقاء اللوم على الآخرين، لكن يجب علينا أن تتقبل هذه المواقف.
القبول يحتاج إلى تدريب مستمر، وملاحظة لأفكارك باستمرار، وبعد رصد أفكارك حرِّر كل المشاعر السلبية فيها، بطريقة الكتابة السابق ذكرها أعلاه.
بهذه الطريقة التقبل يكون من أسهل الأشياء في حياتك، فالإحباط هو جزء الحياة يجب أن تقبله حتى تستمر في الكفاح من أجل الوصول إلى أفضل نسخة منك في الحياة، مهما كانت الحياة مليئة بالإحباطات لكنها ستمضي.
إن أي تجربة في الحياة تمر بها ما هي إلا درجة لارتقائك في الوجود، فلا تخجل من مشاعرك، لا تخجل من تطلب من أي شخص أن يعاملك بطريقة لائقة.