متابعة: نازك عيسى
في نتيجة يتوقع أن تعيد النظر في بعض الأفكار “السلبية” المرتبط بحقن البوتوكس، توصلت دراسة حديثة إلى تأثير إيجابي للبوتوكس على الاكتئاب والمشاعر السلبية. النتيجة اعتمدت على تجربة علمية شارك فيها العشرات ولمدة طويلة.
يبدو أن هناك الآن طريقة جديدة للتعامل مع الاكتئاب، والتخفيف من حدة المشاعر السلبية.
من المعروف أن الاكتئاب من بين الأمراض الشائعة في العالم، حيث يعاني من هذا المرض حوالي 280 مليون شخص على مستوى العالم، ويؤثر بشكل واضحة على جودة وحياة الإنسان وقد يتحول إلى حالة صحية خطيرة، حسب موقع منظمة الصحة العالمية.
ويعمل خبراء الصحة منذ مدة طويلة للغاية على محاولة فهم هذا المرض، وإيجاد أفضل الطرق للتعامل معه بنجاح وفعالية كبيرة. ويبدو أن هناك الآن طريقة جديدة للتعامل مع الاكتئاب، والتخفيف من حدة المشاعر السلبية.
فقد توصل خبراء ألمان من كلية هانوفر الطبية إلى أن حقن البوتوكس يمكن أن تساعد على علاج مرض الاكتئاب، حيث تخفف من حدة هذا المرض وتقلل من المشاعر السلبية للأشخاص، الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، وفق ما أورده موقع مجلة “فوكس” الألمانية.
يشار إلى أن البوتوكس يعرف على نطاق واسع بقدرته على الحد من ظهور تجاعيد الوجه. كما أن حقن البوتوكس تستعمل أيضا في بعض الأغراض العلاجية الأخرى على غرار: التعرق المفرط، تشجنات الرقبة، فرط نشاط المثانة وغيرها، حسب الموقع الطبي المتخصص “مايو كلينيك”.
وأفاد موقع “نيرو ساينس نيوز” المتخصص في الأخبار العلمية، أن خبراء الصحة الألمان استخدموا التصوير بالرنين المغناطيسي، لمعرفة كيفية تأثير البوتوكس على العواطف لدى المرضى. وأضاف أن البوتوكس يؤثر على ما يسمى باللوزة الدماغية (جزء من الدماغ وتقع داخل الفص الصدغي)، حيث تنشأ المخاوف ويتم معالجتها.
ولفت نفس المصدر إلى أن التعبير عن الحالة المزاجية السلبية على الوجه يتم فيما يسمى منطقة “glabellar” وهي المنطقة التي تقع أسفل الجبين الأوسط. وأضاف أنه في حالة الغضب والتوتر يتقلص نوعان مختلفان من العضلات، مما يؤدي إلى ظهور خطوط التجهم والقلق فوق جذر الأنف.
وواصل موقع “نيرو ساينس نيوز” أن حقن البوتوكس في المنطقة القطبية يشل هذه العضلات بين الحاجبين. وأضاف “نظرا لارتباط تعابير الوجه والحالة النفسية ارتباطا وثيقا، فإن هذا يقلل أيضا من حدة المشاعر”
واعتمدت النتائج على فحص بيانات 45 امرأة في الفترة بين 2016 و 2019، حيث كانت النساء جميعا تعانين ما يطلق عليه اضطراب الشخصية الحدية. وحصلت نصف النساء تقريبا على حقنة بوتوكس في المنطقة الواقعة بين الحاجبين، حسب موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
أما المجموعة الثانية من النساء التي أعطيت العلاج الوهمي، فقد خضعت لجلسات وخز بالإبر لمدة عشرين دقيقة. وتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي على المشاركين، بالإضافة إلى أنه طلب منهم إكمال الاختبارات، التي تصنف أعراض اضطراب الشخصية الحدية قبل وبعد العلاج، وفق صحيفة “ديلي ميل”.
وبعد أربعة أسابيع، قال المشاركون في الدراسة إن أعراض الاضطراب قد خفت لديهم، إلا أن الأشخاص الذين حصلوا على البوتوكس قالوا إنهم شاركوا في سلوكيات أقل اندفاعا.
وقال المشرف على الدراسة تيلمان كروغر إن حقن البوتوكس في منطقة “glabellar” له تأثير إيجابي على المزاج. وأضاف الدكتور الألماني: “استطعنا رؤية أن البوتوكس هدأ من نشاط منطقة اللوزة في الدماغ، والتي تصاحب المستوى العالي من التوتر الداخلي لدى المصابين”، حسب موقع “ميديكل إكسبريس”، الذي يعنى بالأخبار الصحية.