متابعة-جودت نصري
يعرّف الحب من طرف واحد بأنّه مشاعر جيّاشة غير متبادلة تصدر من شخص محب يمتلك قدرة كبيرة على توجيه مشاعره لغيره دون توقع استجابة منه، وفي الحقيقة يحتاج هذا النوع من الحب مقداراً كبيراً من التضحية فهو يختلف عن الحب المتبادل بين طرفين ويفتقر إلى الموازنة، والشخص الذي يعيش هذه التجربة هو شخص مفعم بالأمل، ويعيش بسلام داخلي مع نفسه؛ لأنه يخوض في الحب، ولا ينتظر أيّ مقابل.
علامات الحب من طرف واحد:
هنالك العديد من العلامات التي من شأنها أن تظهر بأنّ الحبّ من طرف واحد ومنها ما يلي:
الجهد المبذول
يعدّ الجهد المبذول أول إشارة مهمّة تبيّن إذا ما كان الحب من طرف واحد أم من كلا الطرفين، حيث يقوم الشخص المحب ببذل الكثير من الجهد والعطاء في تنظيم الأمور، والتخطيط للرحلات، والاحتفال بالتواريخ المهمّة، كما ويكرّس معظم وقته لإسعاد من يحبه، وفي النهاية لا يحصل على مقابل أو ربما يحصل على مقابل بسيط لا يذكر.
الأولويات المختلفة
يتشارك الطرفان في العلاقة المبنية على الحب المتبادل العديد من الأنشطة والترفيه معاً للحصول على أكبر وقت مع الشريك، ولكن في العلاقة الأحاديّة تختلف أولويات طرفي العلاقة حيث يفضل المحبوب قضاء معظم الوقت مع الأصدقاء والأقارب على أن يقضي وقته مع الشخص الذي يحبّه، بحجة أنّه لا يملك من الوقت للتواجد معه، إلّا أنّ المحب دائماً ما يُحاول التواجد معه ويستغل كل المناسبات التي قد تجمعهم سوياً.
التواصل
يحاول الشخص المحب أن يبادر دائماً بالاتصالات الهاتفيّة وإرسال الرسائل الإلكترونيّة للتواصل والاطمئنان على من يحبه. بينما لا يقوم الشخص الآخر بالمبادرة، ويحاول التهرّب من التحدث معه أو يتجنّب الرد على رسائله. كما ويصعب إيجاده عند الحاجة الماسة إليه.
الاعتذار
عندما يكون الحب من طرف واحد يكون الطرف المحبّ هو الشخص الأضعف والذي يعتذر دائماً، ويحاول تبرير موقفه أو حالته النفسية وما يدفعه لفعل ذلك هو حبه اللامحدود الذي يتعدى أيّ شيء حتّى لو لم يكن هو المخطئ، أو كان الموقف لا يستحق الاعتذار، بينما يكون الطرف الآخر غيرُ مبالٍ به، ولا يهتم بتقديم الاعتذارات.
التعب والإرهاق
يشعر الشخص المحب من طرف واحد بالتعب العام والإرهاق وعدم الارتياح بالعلاقة. وذلك بسبب تعرّضه للضغط المفرط أثناء تفكيره بأبسط الأمور المتعلّقة بالحبيب. وغالباً ما يكون قلقاً بشأن رد فعل شريكه تجاهه، مثل: إذا كان منزعجاً منه إثر موضوعٍ معيّن، أو أنّه قد قام بفعل أغضبه.
تبرير أفعالهم
يحاول غالبًا الطرف المحب تبرير أفعال الطرف الآخر وخلق الأعذار له على الدوام. ويرفض أيّ فكرة سلبيّة تجوب خاطره حيال التقصير الصادر عنهم أو تصرفهم غير المحبب، فالحب عادةً لا يظهر أخطاء الحبيب ويحسّن صورته.