متابعة-جودت نصري
تنبع أهمية الرحلات العائليّة في أنَّها تخرج العائلة من روتين الحياة اليوميّ، وتمنحهم جانباً من المتعة والاسترخاء والاستجمام، بالإضافة إلى منع حدوث القلق، وخلق ذكريات جميلة، حيث يُمكن استعادة ذكريات الرحلة العائليّة عبر مُشاهدة فيديو الرحلة، أو ألبوم صورها، ويشار إلى أنَّ الرحلة العائليّة تزيد من فرصة التعرف على أمور جديدة، وتُكسب الفرد ثقافة جديدة، فعلى سبيل المثال: زيارة أحد الأماكن تمنح العائلة ثقافة حول تاريخ الحي، والعديد من المعلومات المثيرة للانتباه.
فوائد الرحلات العائلية:
قضاء وقت ممتع مع العائلة
يقضي أفراد الأسرة جلّ أوقاتهم في العمل، والمدرسة، وبرامج ما بعد المدرسة، والرياضة، وما إلى ذلك؛ لذا لا بدّ من توفر وقت مناسب للجلوس سوياً وتبادل الحديث بين أفراد الأسرة الواحدة، ويمكن استغلال عطلة نهاية الأسبوع لتعزيز ذلك، ولكن قد لا تكون هذه العطلة كافيةً للوقوف على جميع الأمور الأسريّة، وبالتالي فلا بد من الخروج في رحلة عائليّة لقضاء وقتٍ ممتعٍ ومناقشة العديد من الأمور.
تقليل مشاكل الأطفال
تُعتبر الرحلات العائليّة العلاج الأكثر شعبيّة للأطفال الذين يُعانون من مشاكل فرط الحركة ونقص التركيز (ADHD) ، ويُسمّى هذا العلاج بالوقت الأخضر (بالإنجليزية: green time)، أو العلاج بالمساحة الخضراء، حيث تتمثل هذه الطريقة باللعب البسيط في الهواء الطلق، أو ممارسة أي نشاط في المحيط الخارجيّ، سواءً كان في الحديقة، أو في ساحة البيت، حيث صرّحت المجلة الأمريكيّة للصحة العامة بعد دراسة أُجريت على 452 طفل مصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أنَّ الطفل يتحسن عندما يخرج إلى الهواء الطلق.
تعزيز مستويات فيتامين د
تشير التقديرات البحثيّة إلى أنَّ العديد من الناس يعانون من نقص فيتامين (د). ونقصان هذا الفيتامين يتسبّب في ظهور أمراض مزمنة؛ مثل: السرطان، ويمكن زيادة هذا الفيتامين من خلال التعرّض إلى أشعة الشمس المباشرة، ومن هنا تنبع أهمية الرحلات العائليّة، والخروج إلى الطبيعة. كما يساعد فيتامين د على وقاية أفراد الأسرة من أمراض يوميّة، مثل: نزلات البرد، والإنفلونزا.
التقليل من المشاكل والتوتر
تساعد الرحلات العائليّة أو السفر على نسيان المشاكل الخاصة لعدة أيام، أو نسيانها لعدة أسابيع. كما تساعد على معرفة الأمور غير المفهومة. حيث تتمثل طبيعة الحياة الأسريّة والعمليّة بالازدحام في أمور متعددة. وبالتالي فإنَّ السفر مع أفراد الأسرة أو الأصدقاء سيزيد من معرفة الشخص بأهمية الأشخاص الآخرين بالنسبة له.
تساعد الرحلات العائليّة على تقليل توتر جميع أفراد الأسرة. حيث أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 25 بالغ أسكتلنديّ بشأن الفرق بين العيش في المناظر الطبيعيّة والمناطق الحضريّة. وذلك بقياس نسبة هرمون الإجهاد (الكورتيزول)، وتبين من هذه الدراسة أنَّ الذين يعيشون في مساحات خضراء هم أقل عرضة للتوتر والاضطرابات اليوميّة مقارنة مع الذين يعيشون في المناطق الحضريّة، ويجدر القول إلى أنَّ الخروج في الهواء الطلق يتطلب ممارسة بعض الأنشطة البدنيّة؛ كالمشي، والرياضة، فهذا كفيل في الحد من توتر أفراد العائلة.[