متابعة: نازك عيسى
نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى العقود الخمسة الماضية في تعزيز دورها الريادي عالمياً في صناعة وبناء المستقبل من خلال مبادرات ومشاريع استباقية مكنتها من الاستشراف المبكر للفرص والتحديات في مختلف القطاعات التي تمس حياة الإنسان، بما يضمن تحقيق التنمية المستدامة للأجيال القادمة.
وقامت دولة الإمارات منذ بداياتها الأولى على أيدي الآباء المؤسسين على رؤية مستقبلية متفردة أسهمت في تحقيق نقلات نوعية وقفزات قياسية، جعلت منها نموذجاً استثنائياً للدول الساعية لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة لمجتمعاتها والأجيال القادمة، لتعكس بذلك المكانة العالمية المرموقة للدولة كنموذج للتطور والتنمية القائمة على بناء وصنع المستقبل.
وتطور استشراف المستقبل في دولة الإمارات ليصبح ثقافة راسخة ومنظومة متكاملة يعيشها الجميع في دولة لا ترى في سباق التميز والريادة وتخيل المستقبل وصناعاته نهاية، وهو ما عزز الحضور المتميز والمكانة الدولية المرموقة للدولة على المستوى الدولي، باعتبارها شريكاً عالمياً في صناعة المستقبل.
وعززت الإمارات طوال السنوات الماضية اهتمامها بالمستقبل، وتطوير قدراتها في مجال الاستشراف والجاهزية وصنع السياسات الاستباقية عبر سلسلة مبادرات ركزت على تطوير القطاعات الاقتصادية الحيوية والاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل وتطوير البنية التحتية بما يساعد على الانتقال إلى الاستراتيجيات المستقبلية بخطي ثابته.
وركزت مبادرات واستراتيجيات الإمارات لاستشراف المستقبل على مستقبل رأس المال البشري والشباب ومستقبل التكنولوجيا والأنظمة الذكية ومستقبل الاستدامة والبيئة وتغير المناخ ومستقبل البنية التحتية والمواصلات ومستقبل الصحة ومستقبل التعليم ومستقبل التنمية المستدامة ومستقبل بيئة الحياة الإيجابية والسعيدة ومستقبل الطاقة ومستقبل الاقتصاد والأمن الاقتصادي والتجاري ومستقبل الموارد المالية ومستقبل الحكومة والخدمات الحكومية ومستقبل العلاقات الدولية والسياسية ومستقبل الأمن المائي والغذائي ومستقبل الأمن الإلكتروني.
وتواصل دولة الإمارات جهودها لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للمستقبل المستدام من خلال المبادرات ومنصات الفكر المستقبلية وتبادل المعرفة في مجال المستقبل مثل القمة العالمية للحكومات وإطلاق واستضافة مبادرات عالمية جديدة كالاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية بالإضافة إلى العمل على تطوير شراكات استراتيجية مع المنتديات ومراكز الفكر المستقبلية ومنصات وشبكات خبراء المستقبل والجامعات داخل وخارج الدولة.
وتواصل دولة الإمارات ريادتها عالمياً لاستشراف المستقبل من خلال العمل المستمر على تعزيز الوعي بأهمية تطوير التفكير المستقبلي بما يسهم في تعزيز الاستعداد لمختلف التحديات، وابتكار حلول جديدة تدعم تحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز الحوار والتعاون الدولي الهادف لتنشيط الإبداع والابتكار، والالتزام بتوفير رؤية واستراتيجية وعمليات لإدارة استشراف المستقبل ترتكز على التخطيط والابتكار والتفرد والتحديث والمرونة بما يساهم في الاستعداد للمستقبل ووضع الخطط المستقبلية على المستوى القريب والمتوسط وبعيد المدى.