متابعة: نازك عيسى
الدماغ مثله مثل باقي أعضاء الجسم، يمكن ألا يكون في أفضل حالاته عندما يكبر الشخص قليلاً، فيجد نفسه مضطراً إلى تدوين الأشياء، أو ربما ينسى المواعيد أو لا يمكنه متابعة المحادثة أو الحدث على التلفزيون دون إجهاد.
لكن بحسب ما أظهرت دراسة جديدة، فمن الممكن تمرين العقل وتحسين أدائه.
وأكد البروفيسور هيرموندور سيغموندسون، أستاذ في قسم علم النفس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا NTNU أن “مفاتيح نظامنا العصبي هي المادة الرمادية والبيضاء”، التي تتكون من الخلايا العصبية والتشعبات، بينما توفر المادة البيضاء الاتصالات بين الخلايا (المحاور النخاعية) وتساهم في سرعة الإرسال وتوزيع الإشارات،
كما أضاف قائلا :” هناك ثلاثة عوامل ضرورية إذا أراد المرء إبقاء عقله في أفضل حالاته”، ألا وهي:
الحركة البدنية
لعل الحركة هي التحدي الأكبر للكثير منا. فكما يصبح جسمك كسولًا إذا جلست كثيرًا على الأريكة، ينطبق الأمر نفسه لسوء الحظ، على الدماغ أيضًا.
وتعليقا على تلك النقطة أو العامل، قال البروفيسور سيغموندسون وزملاؤه: “يساعد أسلوب الحياة النشط على تطوير الجهاز العصبي المركزي ومواجهة شيخوخة الدماغ”.
لذلك من المهم ألا يجلس المرء لفترات طويلة، على الرغم من أن تحقيق هذه النصيحة يتطلب جهدًا، إذ لا توجد طريقة أخرى يمكن أن تستبدل بها. فإذا كان الشخص يعمل بوظيفة مكتبية مستقرة أو عمل لا يتطلب حركة بدنية نشطة، فيجب بعدما ينتهي من العمل، أن يقوم بتنشيط نفسه بدنيًا بممارسة التمرينات الرياضية أو المشي على الأقل.
العلاقات الاجتماعية
يسعد البعض منا بالعزلة أو مع عدد قليل من الناس، لكن ثبت علميًا أنه من الأفضل تعزيز الأنشطة الاجتماعية.
فبحسب ما ذكره سيغموندسون: “تساهم العلاقات مع الآخرين والتفاعل معهم في عدد من العوامل البيولوجية المعقدة التي يمكن أن تمنع الدماغ من التباطؤ”، بمعنى أن التواجد مع أشخاص آخرين، على سبيل المثال من خلال المحادثة أو الاتصال الجسدي، يدعم وظيفة الدماغ الجيدة.
العاطفة يمكن أن يكون للعنصر الأخير علاقة بالطبيعة الشخصية، حيث إن الأساس الضروري والاستعداد للتعلم يرتبط بالشغف، “أو وجود اهتمام قوي بشيء ما، يمكن أن يكون هو العامل الدافع الحاسم الذي يقود إلى تعلم أشياء جديدة.
وفي هذا السياق، أوضح سيغموندسون أنه مع مرور الوقت، تؤثر الرغبة أو الحرص على تعلم أمور جديدة “على تطوير وصيانة شبكاتنا العصبية”.
كما أن الفضول وعدم الاستسلام وعدم ترك كل شيء يسير في مجراه بنفس الطريقة طوال الوقت، يمكن أن تكون من الأمور الواجب الحرص عليها للحفاظ على المخ بصحة جيدة. ويشير سيغموندسون إلى أن الأمر لا يتطلب تغييرات عملاقة وضخمة وإنما يمكن ببساطة أن يتجه الشخص إلى تعلم العزف على آلة موسيقية جديدة.
إما أن تستعمله أو ستخسره
إذ ختم الباحثون ورقتهم البحثية الشاملة بتسليط الضوء على مقولة شائعة ألا هي: “استخدمه أو أفقده”، أي أنه على المرء تمرين العقل حتى لا يتأثر ويصاب بالكسل رويدًا رويدًا، إذ “يرتبط تطور الدماغ ارتباطًا وثيقًا بنمط الحياة.
لاسيما أن التمرين البدني والعلاقات والعاطفية تساعد على تطوير الهياكل الأساسية لدماغنا والحفاظ عليها مع تقدمنا في السن.