متابعة-سوزان حسن
في الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام، يحتفل المسلمون في كل مكان بالعالم بذكرى ميلاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، وتعيش البلاد العربية بالذات فرحة أشبه بفرحة الأعياد، من خلال تزيين الشوارع والساحات، وإنشاد الفرق الدينية ورفع الرايات، وتحضير العديد من أنواع الحلوى وتوزيعها، فضلاً عن حلقات الذكر التي تستذكر سيرة نبي الإسلام، ويكون هذا اليوم عطلة رسمية في أغلب الدول العربية.
فيما يلي أبرز مظاهر الاحتفال بعيد المولد النبوي في عدد من الدول العربية:
1_ السودان: نصب الخيام وتوزيع السمسمية
في مدن السودان تُنصب الخيام، وتضاء بالأنوار، وتُرفع الرايات، وتتقدم الفرق الصوفية الصفوف للإشراف على حلقات الذكر والإنشاد والمديح والدروس والمحاضرات التي تستمر حتى أذان الصبح، كما يزدهر في هذا اليوم بيع الحلويات لا سيما السمسمية التي تعتبر من أشهر أنواع الحلويات التى يقبل عليها الكبار في هذا اليوم، وهي خلطة من الدقيق والسكر والسمسم.
2_ ليبيا: التوترات لا تمنع الاحتفال
بالرغم من التوترات والقلاقل التي تعيشها ليبيا، لكن شعبها يحافظ على الاحتفال بذكرى المولد النبوي، حيث ينظم الصوفيون مسيرات احتفالية خاصة فى قلب العاصمة طرابلس، ويقومون بعمل سرادقات لقراءة القران والإنشاد وتوزيع الحلوى.
3_ تونس: احتفالات فريدة تُحليها العصيدة.
أما في تونس، فيكون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف هناك مميزاً، وله طقوس وخصوصيات مختلفة وفريدة، وتكون مدينة القيروان بالذات مقصداً لآلاف الزوار من جميع أنحاء البلاد، ذلك أنها أول المدن الإسلامية المشيّدة في بلاد المغرب العربي وتُعد منارة الإسلام هناك، ويأخذ الاحتفال أشكالا عدة أهمها إقامة حلقات الذكر وقراءة القرآن ويمدح المبتهلون النبي محمد بالإنشاد الديني، وتتضوع رائحة البخور في البيوت معلنة استعداد المدينة لبدء الاحتفالات، ويقوم التونسيون بإعداد العصيدة بأنواعها، وهي طبق عربي من الدّقيق المخلوط بالماء مع مُحلٍّ، عادةً ما يكون سُكّراً أو دبساً أو عسلاً.
4_ المغرب: ملابس جديدة كأنه عيد
ليوم المولد النبوي طابع خاص بالنسبة للشعب المغربي، فهم يعتبرون هذه المناسبة أحد أهم الأعياد، حتى أنها مقرونة بشراء الملابس الجديدة لاستقبال هذه المناسبة بأبهى حُلة، ولذلك تُبرز المحال التجارية أجمل الملابس قبل المولد، بينما تعد ربّات البيوت مأكولات خاصة بهذه المناسبة وعلى رأسها “الكسكس”، كما تكون محال الاكسسوارات والهدايا على أهبة الاستعداد، حيث جرت العادة أن يقوم الشاب الذي يستعد للزفاف أو خلال مرحلة الخطوبة بشراء الهدايا لخطيبته، ويذهب ليحتفل معها بالعيد.
5_ الجزائر: احتفالات مرتبطة بالهوية الوطنية وزمن الاستعمار
في الجزائر يأخذ الاحتفال بهذه المناسبة طابعاً رسمياً وشعبياً، إذ يعتبر الجزائريون أن الاحتفال بهذه المناسبة مظهراً من مظاهر تمسكهم بهويتهم، فذكرى المولد النبوي بالنسبة لهم ترتبط بفترة سيطرة المستعمر الفرنسي على بلادهم، ومحاولته طمس هويتهم وتاريخهم، حيث كان للزوايا والطرق الصوفية والمساجد والعلماء فضل في الحفاظ على الهوية الجزائرية أمام المد الثقافي الفرنسي.
وفي ليلة المولد النبوي الشريف، تجتمع العائلات مع الأطفال على مائدة كبيرة مليئة بالشموع، ويردد الأطفال الأناشيد والقصائد الدينية على رأسها “طلع البدر علينا”، وذلك على إيقاع الطبول، وتوضع الحناء للأطفال.
6_ الأردن: موائد وأعمال بر وخير
يستقبل الأردنيون ذكرى المولد النبوي في بيوتهم، فهو يوم عطلة رسمية بالنسبة لهم، حيث تعطل الدوائر الرسمية والحكومية أعمالها احتفاءً بهذه المناسبة.
وغالباً ما يجتمع الأردنيون في بيت العائلة (بيت الجد والجدة أو الأب والأم) ويُحضر كل فرد منهم عند قدومه ما لذ وطاب من طعام وحلويات، خاصة حلوى المُشبك، وتكون المائدة بداية الاحتفال الذي يتخلله الصلاة على النبي وختم القرآن، كما تزداد أعمال البر والخير في الأردن في هذا اليوم بالذات، وتحتفل المؤسسات الدينية بهذه المناسبة لأيام من خلال إقامة المهرجانات، وإقامة مجالس السيرة النبوية التي تمجد سيرة ومواقف وكفاح نبي الإسلام.
وأخيرا، دمتم بخير وصحة وسلام في هذا اليوم المبارك.