سلطت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، الضوء على تصدر الدولة لأهم المؤشرات العالمية وآخرها مؤشر الشهرة العالمي ، إلى جانب فضائح النظام القطري وأسس التسوية مع إيران، والمناعة العربية في مواجهة تركيا .
وتحت عنوان “الإمارات في المقدمة دائمًا”، قالت صحيفة البيان: “إن دولة الإمارات تسعى لتحقيق المراكز الأولى والمتقدمة إقليمياً وعالمياً في مختلف مجالات التنمية والبناء والتطور، وها هي تتصدر مؤشراً عالمياً جديداً من المؤشرات المهمة والحيوية، وهو مؤشر الشهرة العالمي الصادر عن معهد الشهرة العالمي، والذي وضع الإمارات في العام 2019 في المركز الأول إقليمياً على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما وضعها في الترتيب السادس عشر عالمياً، ومتفوقة على بريطانيا التي جاءت في المركز التاسع عشر”.
ولفتت الصحيفة إلى أن المؤشر يقيس شهرة الدول على أساس الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين البيئة، ومستوى مدنية سياسات الدولة، وجاذبيتها للعالم الخارجي، ومكانتها العالمية، مشيرة الى ان تحليل لوكالة بلومبيرغ توقع أن تحقق الإمارات انتعاشاً اقتصادياً في العام الجاري، اعتماداً على مساهمة أكبر من القطاع غير النفطي في نمو إجمالي الناتج المحلي..فيما أكدت فيتش سوليوشنز التابعة لوكالة فيتش العالمية للتصنيفات الائتمانية، أنها تحتفظ بتوقعاتها الإيجابية للنمو السريع لسوق البناء في الإمارات في العامين الجاري والمقبل،وان الشركات العالمية سوف تستمر في الإقبال على سوق البناء في الإمارات خاصة في قطاعات مثل المرافق والطاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وفقًا لتقرير نشرته مجلة “ميد”، تصدرت الإمارات سوق مشاريع الشرق الأوسط وبلدان مجلس التعاون الخليجي لشهر مايو الماضي، حيث بلغ حجم سوق المشاريع في الدولة 931 مليار دولار..و هذا بعض من حصاد المؤشرات العالمية خلال الأيام القليلة الماضية، والذي يؤكد نجاح مسيرة التنمية والبناء في الإمارات بفضل توجيهات القيادة الرشيدة التي لا تقبل إلا المراكز الأولى.
أما صحيفة الاتحاد فقالت في افتتاحيتها بعنوان “صورة قطر”: “إن فضائح النظام القطري كانت بادية في وجه تميم بن حمد لحظة وصوله إلى واشنطن في زيارته الرسمية الأخيرة لأميركا، ولم يشفع له ما أنفقه من مال داخل الأوساط الإعلامية والأكاديمية لشراء هذه الزيارة، بل على العكس، ارتفعت وتيرة المطالبات الحقوقية الأميركية لنظام الدوحة بوقف تمويل الإرهاب، والتحقيق مع أي مؤسسة أميركية قبلت بهذا التمويل المشبوه”.
وأضافت الصحيفة أن النظام القطري لن يحسن صورته ما أعلن عنه من صفقات وأموال في واشنطن، فهي لا تقارن بما يغذي به النظام أوجه العمل الإرهابي، ولعل رفضه إدانة الممارسات الإيرانية في المنطقة أخيراً، هو أكبر دليل على وقوفه لجانب محور الشر ودعمه لكل ما يؤجج الصراع ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأشارت “الاتحاد ” إلى أن توسيع قاعدة العديد الأميركية في قطر، وشراء الدوحة طائرات بوينغ بمليارات الدولارات، يتزامنان أيضاً مع انتهاكاتها للإنسانية بحق العمال في مشاريع كأس العالم التي قامت بشراء حقوق تنظيمها وفق ما أثبتت تحقيقات أوروبية، وقد وثقها فيلم بعنوان “كأس العمال” نشرت عنه مجلة “ريد بيبر” البريطانية.
واختتمت صحيفة الاتحاد افتتاحيتها مؤكدة أن الانسلاخ عن العمق العربي، بل الوقوف ضد قضايا الأمة، لن يغطيه شراء الود أو “تسوّل الرضا” الأميركي، كما وصفته وسائل إعلام عالمية، بمليارات من أموال الشعب القطري الذي لا يزال يدفع ثمن سياسات نظام الدوحة الداعمة للتطرف والإرهاب.
من ناحيتها، قالت صحيفة الخليج في افتتاحياتها بعنوان “أسس للتسوية مع إيران”: “إن دول الخليج العربي، ومن بينها دولة الإمارات، لا تسعى إلى تصعيد الموقف، على ضوء أزمة البرنامج النووي الإيراني، وتدخلها عبر أذرعها في شؤون دول الجوار، وسط التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة وإيران.. منوهة ان دول الخليج تساند أي مسعى إقليمي أو دولي يحاول التخفيف من حدة التوتر بين الجانبين، وصولاً إلى نقطة يمكن أن تشكل منطلقاً لمفاوضات تتوصل إلى حل مقبول لهذه الأزمة، ما يخفف من وطأة المخاطر التي تهدد المنطقة والعالم، ويجعل من إيران دولة طبيعية ملتزمة بالقانون الدولي وحسن الجوار”.
وأضافت الصحيفة أن دول الخليج العربي لم تكن في يوم من الأيام إلا دولاً محبة للسلام، تسعى للاستقرار والأمن والازدهار، ومتمسكة بالقانون الدولي، ولم تعادِ أحداً، ولا تخلت عن دورها كجزء من المنظومة الدولية في المشاركة بكل المحافل والاجتماعات والمؤتمرات، بهدف صون الأمن والسلام، كهدف تسعى إليه كل أمم الأرض.
وتابعت: “إذا كانت أزمة النووي الإيراني قد تفجرت بهذا الشكل بعد انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق /5+1/ الموقَّع عام 2015، وفرض واشنطن عقوبات اقتصادية ومالية على طهران، فذلك أمر يستدعي التحرك الدولي للحد من تداعياته، خصوصاً بعد أن بلغت التحديات والتهديدات بين الجانبين حداً يشكل خطراً على السلام العالمي، بعد تعرض أربع ناقلات نفط للتفجير في المياه الاقتصادية لدولة الإمارات، ثم تعرض ناقلتين أخريين لحوادث مماثلة في بحر العرب، وإسقاط إيران طائرة أمريكية مسيرة”.
و اكدت “الخليج” أن دولة الإمارات، مثلها مثل دول الخليج العربي الأخرى، لا تكنّ العداء لإيران، ولا تريد الأذى لها، فهي دولة جارة، وجزء من المنطقة، ويربطها تاريخ مشترك معها، لكننا نريد منها أن تتصرف كدولة وليس “ثورة”، وأن تلتزم بالقانون الدولي، وعلاقات حسن الجوار، وأن تكف عن التدخل في شؤون الآخرين، وألا تشكل خطراً عليها.. من هذا المنطلق، لا بد من التوصل إلى تسوية سياسية مع إيران.. تسوية واضحة وصريحة، بلا غموض أو مغالبة، تؤسس لعلاقات جديدة وسوية تقوم على الاحترام المتبادل وتحقق لدول المنطقة هدفها في الأمن والاستقرار والسلام.
وأشارت صحيفة الخليج إلى أن المبادئ البديهية لأية تسوية مع ايران يجب أن تأخذ في الاعتبار حقوق جميع الدول وواجباتها، وأن تضع حداً لكل عوامل الخوف والقلق والشكوك، من خلال تحديد مرتكزات أساسية لأي اتفاق يقوم على المبادئ التالية: ان البرنامج النووي الإيراني يجب أن يكون سلمياً بالمطلق، في إطار اتفاق واضح وشفاف، ومن دون أية بنود تثير الشكوك، ويخضع للتفتيش من جانب منظمة الطاقة النووية.. ان برنامج الصواريخ البالستية الإيرانية هو الآخر يجب أن يكون جزءاً من المفاوضات، نظراً لما تشكله هذه الصواريخ من تهديد للأمن الإقليمي..و لا بد أن تكون سلامة الملاحة، وسياسة إيران الإقليمية جزءاً من أي اتفاق.. كما أنه لا بد أن تكون دول الخليج شريكة في أي اتفاق، لأنها المعنية الأساسية فيه، ولا يجوز لأية دولة أخرى أن تنوب عنها أو تأخذ دورها.
أما صحيفة الوطن، فكتبت في افتتاحيتها بعنوان “المناعة العربية في مواجهة تركيا”: “أن تركيا لا تزال بسياستها الحالية التي يعمل عليها أردوغان تتواصل في محاولة لتحقيق ما أمكن من المكاسب التي تبخرت جميعها، والتي لم يخرج بها الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” خالي الوفاض فقط، بل باتت النظرة في الداخل التركي ذاته تؤكد أنه سيحمل الكثير من الأزمات والآلام لتركيا نفسها، واليوم بينت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة مدى الاستياء الشعبي العارم من النظام التركي خاصة في مدينتين مثل اسطنبول وأنقرة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن شمال غرب سوريا وبالتحديد مدينة إدلب، وغرب ليبيا في مدينة طرابلس، يشهدان تدخلاً تركياً علنياً مخالفاً لجميع القوانين يقوم على التعويل على المليشيات الإرهابية ودعمها وتمويلها وتسليحها واتخاذها أداة لمواصلة العمل على تحقيق الأطماع في التمدد والهيمنة، لكن النظام التركي يدرك تماماً أن رغم ما تعانيه، أو عانته، الدول العربية التي حاولت تركيا التدخل بها، منذ بدء الأحداث الكبرى خلال السنوات الأخيرة، لكن تلك الدول وشعوبها لم تفقد مناعتها يوماً في مواجهة محاولات التدخل الغريبة والغازية، خاصة تلك التي تحاول أن تتخذ من الدين ستاراً لتحقيق مآربها، سواء من ناحية الاعتماد على جماعة “الإخوان” الإرهابية أو تبني جميع القتلة والمجرمين والإرهابيين والمطلوبين وبكل عنجهية ووقاحة ودون أي حق.
ولفتت “الوطن” إلى أن السياسة الخارجية التركية باتت “صفر أصدقاء” بعد أن كان شعارها المزعوم قبل سنوات “صفر مشاكل”، لكن على ما يبدو فإن بنية وتركيب النظام التركي لا يمكن أن تتوافق إلا مع أنظمة مارقة وعدوانية مثل “نظام الملالي” و”نظام الحمدين”، أما باقي الدول فلا يمكن أن تكون هناك علاقات جدية تقوم وفق ما تنص عليه القوانين الدولية الناظمة للعلاقات