متابعة-جودت نصري
لتكبر يجعل الإنسان يظن بأنه أفضل من الآخرين أو متفوق عليهم، وبالتالي تبني هذه الصفة حواجز بين الإنسان ومحيطه. كما أنّ المتكبر قد يعيش في عزلة اجتماعية، إلى جانب آثار أخرى سلبية كثيرة. وللتكبر أسباب متعددة تلخصها النقاط الآتية:
أسباب التكبر:
صفات نفسية وجسدية
يقصد بذلك اعتقاد الإنسان بتفوقه على الآخرين في جوانب مثل القوة، أو الثروة، أو المكانة الاجتماعية، أو الجمال والشباب، أو الذكاء، أو الدرجة العلمية والثقافة.
عدم الشعور بالأمان وتدني احترام الذات
الأمر الصادم أن المتكبر وعلى الرغم من الهالة الكبيرة التي يضعها حول نفسه إلا أنه يعاني في الداخل من مشاعر ضعف الثقة بالنفس وتدني احترام الذات، ويبحث عن التعويض في الكلام غير الواقعي أو جعل نفسه بصورة مخالفة لحقيقته، وكأنه بمثل هذه السلوكيات يشعر بالاستقرار النفسي.
الرغبة في الحصول على الموافقة والثناء
قد تؤدي بعض التصرفات التي يقوم بها الشخص المتكبر، والتهويل والتفخيم الذي يضفيه على شخصيته إلى انبهار بعض الناس به خاصة في البدايات وحصوله على القبول والثناء من الآخرين، والجدير بالذكر بأن مجرد الكذب للحصول على الموافقة والثناء هو ضعف في الشخصية يجب أن يعترف به الإنسان ويعالجه.
علاج التكبر:
معاملة النفس بلطف والبعد عن المثالية
لا بد من تذكير النفس دائماً بأهمية البعد عن المثاليات، فلا توجد حالة مثالية مئة بالمئة في الحياة، وإلى جانب ذلك ينصح بمعاملة النفس بلطف والبعد عن القسوة، والتأنيب المستمر، واللوم وجلد الذات حتى لا يلجأ بعدها الإنسان إلى تعويض هذا النقص العاطفي بالتكبر.
الاعتراف بالخطأ
لا بد من قبول الوقوع في الأخطاء والاعتراف بها وعدم التهرب من المسؤولية، ويمكن استخدام جمل مثل: “أعرف بأنني على خطأ وأتحمل المسؤولية، وأنا مستعد لإصلاح الخطأ”، بدلاً من إلقاء اللوم على الآخرين.
الضحك عند الوقوع في مواقف محرجة
الشخص المتكبر لا يحب أن يكون في موقف ضعف أو إحراج لأن هذا الأمر يهاجم غروره لذلك يجب أن يتعلم الضحك في المواقف المحرجة بدلاً من الشعور بالضغط والعصبية، ومن فوائد هذا السلوك أيضاً تجريد الناس من سلاح التهكم أو استخدام المواقف المحرجة كتهديد.
البعد عن التعصب
يجب ترك المساحة للآخرين من أجل التعبير عن أنفسهم، وتقبل الرأي الآخر وعدم الاعتقاد بمعرفة الحقيقة دائماً.
السماح للآخرين بالمبادرة
من أبرز طرق علاج التكبر السماح للآخرين بالإقدام والمبادرة للقيام بالأعمال المختلفة، والعمل تحت إشراف آخرين. وعدم تقديم الاقتراحات إلا إذا كانت فعلاً لها قيمة وليست من باب الاستعراض.
طلب المساعدة من الآخرين
عند طلب المساعدة في حال الاحتياج لها فإن هذا السلوك أمر منطقي واعتراف بأنّ هناك من يعرف أكثر في مجال معين إلى جانب شكر الأشخاص ونسبة الفضل إلى أهله.
مدح الآخرين عند القيام بأمر يستحق الثناء
لا بد من تعويد النفس على رؤية الجميل في الأشخاص الآخرين، من خلال مدحهم عند قيامهم بعمل رائع، أو عند حصولهم على ترقية، أو في أي موقف مناسب.