متابعة-سوزان حسن
عند لحظة ملامسة الشخص للماء البارد، يحدث شهيق عميق وقسري، ليحبس نفسه تحت الماء إرادياً حوالي 20-30 ثانية؛ لمنع دخول الماء إلى المجاري التنفسية ونتيجة لذلك ترتفع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم منبهة المراكز العصبية المسؤولة عن التنفس في جذع الدماغ، والتي بدورها تحرض عملية شهيق عميق لا إرادي، وهذا ما يسبب للأسف دخول الماء إلى القصبات والأسناخ الرئوية، محدثاً تهيجاً فيها، ومن ثم تحريض السعال، ما يسبب دخول المزيد من الماء وحدوث اضطراب بالوعي.
إلى هذه النقطة نكون وصلنا إلى نهاية الدقيقة الثانية من عملية الغرق، والتي يعلن فيها غياب الوعي أن معاناة المريض انتهت.
يتلو ذلك اختلاجات معممة بالأطراف، يتلوها نوبات من توقف التنفس اللإرادي، تنتهي بتوقف تنفس تام، وفي كل هذه الأثناء يكون القلب يبذل قصارى جهده بالعمل في محاولات لتعويض نقص الأكسجة الحاصل.
نهايةً يتوقف التنفس بشكل نهائي ويتوقف القلب بفعل نقص الأكسجة وتحدث الوفاة.
يقسم الغرق تبعاً لنوع الماء إلى غرق بالماء المالح وغرق بالماء العذب:
عند الغرق بالماء المالح؛ يدخل الماء المفرط التوتر إلى الأسناخ الرئوية، جاذباً بفعل الحلولية المرتفعة الماء الموجود بالدم إلى الرئة مسبباً وذمة رئوية والتي تعيق التبادل الغازي وبالتالي حدوث نقص أكسجة، وانخفاض حجم الدم وبالتالي زيادة تركيز شوارد الدم وبالتأكيد حماض استقلابي وحماض تنفسي.
كما ذكرنا يفقد الغريق وعيه بحلول الدقيقة الثانية تقريباً و تحدث الوفاة بعد الغرق بالماء المالح بعد حوالي 7-8 دقائق.
الغرق بالماء العذب؛ عند دخول الماء المنخفض التوتر للرئتين، ينتقل بفعل الضغط الحلولي المنخفض إلى الدم الموجود بالأوعية الرئوية مسبباً فرط بحجم الدم وتحوله إلى وسط منخفض الحلولية مسبباً انفجاراً بالكريات الحمراء وبالتالي ارتفاع بوتاسوم الدم الذي سوف يحدث الوفاة بسبب الرجفان البطيني بعد حوالي 4 دقائق تقريباً.
بعض الإجراءات لتفادي الغرق:
1. حافظ على هدوئك، استرخي وتنفس بعمق، فكر قبل أن تتصرف؛ لا تهرع فحسب لأول قارب نجاة أو تقفز في الماء أول رؤيتك للخطر، فكر في كل الخيارات المتاحة أمامك أولًا.
2. أعثر على أداة للطفو؛ مثل:
طوق وسترات النجاة.
قوارب نجاة صلبة.
قوارب مطاطية قابلة للنفخ.
إذا لم يكن لديك طوق أو سترة نجاة أو قارب مطاطي أو ما شابه فانظر في أرجاء حطام السفينة لإيجاد أية قطع محطمة باقية يمكن استخدامها للطفو.
3. لا تبذل الكثير من الجهد لكيلا تحتاج إلى الكثير من الأوكسجين.
وأخيرا، دمتم بخير وصحة وسلام.
