تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الأربعاء، ما بين؛ التركيز على قيمة الوفاء التي يتمتع بها أهل الإمارات والتي تظهر في الاحتفاء بكل من ساهم في مسيرتها وتثمين جهودهم، وتطور دبي حتى أصبحت مضربا للأمثال، إضافةً إلى ما تقوم به تركيا في أكثر من بلد عربي وما يدعيه أردوغان لتبرير تدخله في ليبيا.
أهل الوفاء
فتحت عنوان “أهل الوفاء” قالت صحيفة الاتحاد: “إن الإمارات لا تنسى كل من أسهم في مسيرتها، فهذه قيمنا التي أرساها المؤسسون، وعززها قادتنا، وفي أكثر من مناسبة تستذكر الدولة جهود من وقفوا معها في البدايات وكانت لهم بصمات إنسانية واضحة خاصة في الظروف الصعبة”.
وأضافت: “ليس أدل على هذا الوفاء، من تغيير اسم مستشفى الواحة في مدينة العين إلى مستشفى “كند” تكريماً لعائلة كينيدي المؤسسة لهذا المستشفى في ستينيات القرن الماضي لرفع مستوى الرعاية الصحية خاصة لحديثي الولادة، والتي كان لها الفضل في المساعدة على ولادة أكثر من 100 ألف طفل”.
وأوضحت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، من أشد الحريصين على تثمين هذه الجهود واستذكارها، ويعرب خلال استقباله لعائلة الطبيبين الزوجين بات وماريانا كينيدي المؤسسين لهذا المستشفى عن تقدير الإمارات لمساهمتهما في تأسيس الرعاية الصحية في الدولة منذ بداياتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن “ماما لطيفة” هو الاسم الذي كانت تعرف به ماريانا كينيدي، وحازت على جائزة أبوظبي، وهي الجائزة المخصصة لتكريم كل من أسهموا في مسيرة الخير في الإمارة، وارتبطت أعمالهم بذاكرة المكان والسكان، ويأتي هذا التكريم ليجدد التقدير لتلك المساهمات ويجسد قيم التعايش والتسامح في المجتمع الإماراتي.
دبي الأذكى والأسعد
من جانبها وتحت عنوان “دبي الأذكى والأسعد” قالت صحيفة البيان: “إن دبي باتت من المدن المعدودة على اليد في العالم التي يضرب بها المثل في الرقي والتطور، وذلك بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، التي وضعت الخطط والاستراتيجيات، وأطلقت مبادرات التنمية والبناء في مختلف المجالات، وحازت دبي مراكز الريادة العالمية والإقليمية في العديد من المجالات”.
وأضافت أنه من هذا المنطلق تسابق دبي الزمن وتحرص على أن تكون القدوة والنموذج للمدن الذكية إقليمياً وعالمياً لتعكس للعالم تقدم وتطور دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرة إلى أن هذا ما قاله سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي ..وذلك مع إطلاق سموه مرحلة جديدة من برنامج “أجندة السعادة” الذي تنفذه “دبي الذكية”، تزامناً مع مرور أربع سنوات على انطلاقها في العام 2016، لتعزيز السعادة في مدينة دبي ..حيث أكد سموه حرص دبي على أن تكون القدوة والنموذج للمدن الذكية التي تضمن لأهلها وزوارها أعلى مستويات الرضا والسعادة.
وأشارت إلى أن سموه قال “أبطال السعادة أصبحوا مكوناً أصيلاً من القوة الناعمة للمدن الذكية”»، واعتمد سموه مسميين جديدين لأبطال السعادة هما “أخصائي تجربة المدينة الذكية” لأبطال السعادة في مجال خدمة المتعاملين، و”أخصائي بيئة العمل” لأبطال السعادة في مجال الموارد البشرية وذلك بهدف توحيد الجهود لتحقيق هدف واحد يخدم تطوير أسلوب تصميم وبناء المدينة الذكية وفق أفضل المعايير، وتحسين جودة الخدمات، لتعزيز تجربة العيش لسكان وزوار دبي.
واختتمت الصحيفة بالقول: “ها هي دبي، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة تسارع الزمن في إنجازاتها ومبادراتها المهمة، مثل مبادرة “أجندة السعادة” لكي تصبح المدينة الأذكى والأسعد في العالم”.
أردوغان عالِم أنساب
وعلى صعيد آخر، قالت صحيفة الخليج تحت عنوان “أردوغان عالِم أنساب”: “إننا لم نكن نعلم أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو “عالِم أنساب” أيضاً، وأنه لا يزال يعيش ما بين القرن الرابع عشر وبدايات القرن العشرين، ويحلم باستعادة مجد ولّى وصار جزءاً من تاريخ أسود للدولة العثمانية التي تركت بصمات قهر، وعذاب، وجوع، وعنصرية، أينما حلت في بلاد العرب”.
وأضافت أن أردوغان يحاول الآن استرجاع هذا التاريخ ممتشقاً سيف أجداده بني عثمان، كي يبرر تدخلاته واعتداءاته في أكثر من بلد عربي، لعلّه يحظى ببعض الفُتات على مائدة المتصارعين على أرض العرب.
ولفتت إلى أنه الآن تحول إلى «نسّابة»، /عالم بالأنساب/، يبحث في أصول الشعوب، والقبائل، والعشائر، ويكتشف أن «أكثر من مليون ليبي من أصول تركية»، وهو سيذهب «للدفاع عنهم بعد الاتفاقية التي وقعها مع فائز السراج».
وذكرت الصحيفة أنه إذا كان علم الأنساب عند أردوغان قد انتهى إلى هذه النتيجة، لتبرير تدخله العسكري وغير العسكري في ليبيا، فهو أيضاً يسترجع التاريخ العثماني الذي أفل في سوريا والعراق، ليتحدث عن حق تركيا في أجزاء من البلدين، وعن حقها في تخريبهما، من خلال إرسال آلاف المرتزقة والإرهابيين إليهما باعتبار «حق الوصاية» عليهما، لأنه يشكل امتداداً للدولة العثمانية التي أفلت بعد الحرب العالمية الأولى.
وأشارت إلى أنه الآن يعود نحو خمسمئة سنة إلى الوراء، أي إلى العام 1551، يوم غزت قوات الدولة العثمانية بقيادة سنان باشا مدينة طرابلس، واحتلت بعد ذلك ليبيا حتى العام 1911، ويسترجع تاريخاً مأساوياً للشعب الليبي، مدعياً أن نحو سدسه من الأتراك، وهو بذلك – إذا كان ادعاؤه صحيحاً – يسنّ قانوناً جديداً في العلاقات الدولية، في حق أي دولة أن تقوم بغزو أي دولة أخرى لها فيها أعراق تنتسب إليها ..وهذا يسمح له مثلاً، بغزو ألمانيا، حيث ثلاثة ملايين ألماني من أصول تركية.
وأوضحت الصحيفة أن أردوغان يحاول البحث عن أي مبرر، أو اختراع أي فرية لتبرير تدخله في ليبيا، وإرسال قوات تركية إلى هناك «كي تقاتل كما قاتل كمال أتاتورك والجيش العثماني مع أجدادنا في ليبيا».
وذكرت أنه ليس صحيحاً أن هناك مليون ليبي من أصول تركية، وليس صحيحاً أن العثمانيين قاتلوا القوات الإيطالية التي غزت ليبيا العام 1911، بل قاموا بتسليمها إلى إيطاليا بموجب معاهدة لوزان العام 1912، والذي قاتل قوات الغزو الإيطالي هو الشعب الليبي بقيادة عمر المختار ..إذاً، على أردوغان أن يخيط بمسلّة أخرى، ويبحث عن مبرر آخر يمكن تصديقه.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحياتها: “إن كل ما في الأمر أن أردوغان يحمل مشروعاً إخوانياً، يحاول جاهداً تعميمه، بعدما فشل فشلاً ذريعاً في مصر وسوريا والعراق والسودان، ويحاول إلباسه لباساً عثمانياً لعله بذلك يقنع الآخرين باستعادة خلافة انتهت، واندثرت، كما ولّت «خلافة» أبوبكر البغدادي ..مؤكدة أن أردوغان يريد أن يجعل من ليبيا منصة لتخريب شمال إفريقيا، استكمالاً لمخطط تخريب سوريا والعراق”.