متابعة-جودت نصري
الهوس بالمشاهير أو عبادة المشاهير Celebrity Worship هي حالة من التعلّق غير الطبيعي بشخص مشهور أو بمجموعة من المشاهير تتجلى بتتبع أخباره والبحث الدائم عنه ومحاولة التواصل معه ورؤيته وتقليد شخصيته وطريقة كلامه وأسلوب لبسه. ويعد هوس المشاهير أكثر شيوعاً بين المراهقين.
أسباب تعلق المراهقين بالمشاهير
1-تغيرات مرحلة المراهقة: إن التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها المراهق تتجلى بالبحث عن الهوية. ويعتبر التقليد وإيجاد مثل أعلى من أبرز سمات مرحلة الطفولة المتأخرة والمراهقة. وفي معظم الحالات يتعلق المراهقون بشخصيات مشهورة ويقتدون بها. ولا يشترط أن تكون هذه الشخصيات موجودة في نفس زمنهم فقد يتعلقون بشخصيات تاريخية أو حتى بشخصيات خيالية في الأفلام والروايات.
2-اكتساب هوس المشاهير من الأهل: فإذا كان الأهل أو المحيط الذي يعيش فيه المراهق من المتابعين الدائمين للمشاهير وأخبارهم ونمط حياتهم. وكانت قصص المشاهير وأخبارهم حاضرة في كل وقت. فهذا سيؤثر بشكل كبير على نظرة المراهق إلى المشاهير ومشاعره تجاههم وتأثره بهم.
3-الاعتقاد أن المشاهير مثاليين: اعتقاد المراهق أن المشاهير مثاليين وحياتهم خالية من المشاكل ومليئة بالترف والسعادة يجعله يحلم بأن يعيش هذه الحياة حتى في خياله. واتباع أسلوب المشهور في الكلام واللباس والتصرف يقرّب المراهق من هذا الحلم.
4-قضاء وقت طويل على مواقع التواصل: قضاء وقت على مواقع التواصل الاجتماعي والإدمان عليها ساعد على إزالة الفجوة والمساحة بين الجمهور عموماً والمراهقين خصوصاً من جهة وبين المشاهير من جهة أخرى. مما ساعد في زيادة ظاهرة هوس المشاهير والتعلق بهم وذلك بسبب سهولة التعرف على حياتهم ومتابعتهم. والدخول أكثر في التفاصيل الجذابة في حياة المشاهير من خلال حساباتهم الشخصية.
5-الفراغ العاطفي: في حالة التخبط العاطفي التي يمر بها المراهقون يكون التعلق بالمشاهير نوعاً من أنواع البحث عن الاستقرار العاطفي. فتعلق الفتاة بمطرب جميل وأنيق ليس إلّا نوعاً من محاولة إيجاد قصة عاطفية خيالية.
6-الإحساس بالأهمية: تقليد المشاهير والدخول في تفاصيل حياتهم والتعرف إلى قصصهم وتجاربهم ثم نقلها إلى الآخرين. كل ذلك يجعل المراهق يحس بأن لديه نوع من الثقافة بحيث يكون قادراً على التحدث في اجتماعاته مع أصدقائه. والتباهي بمعرفته الشاملة عن حياة مثاله الأعلى.
تأثير التعلق بالمشاهير على شخصية المراهق
1-تقمّص شخصية المشهور: يمكن أن يؤدي تعلق وهوس المراهق بأحد المشاهير إلى محاولة تقليده وتقمص شخصيته مثل تقليد لباسه أو طريقة كلامه أو مشيته أو تقليد أسلوب حياته. وحتى إن كان المشهور شخصاً جيداً يؤدي تقمص شخصيته إلى اضطراب في تكوين ونمو شخصية الطفل المراهق الخاصة والفريدة.
2-الاغتراب عن الواقع: المراهقين يسعون لتقليد المشاهير بكل تفاصيل حياتهم وبالتالي تنكسر بعض روابطهم بعالمهم الحقيقي. وقد يتحولون لنسخة من نموذج مزيف ليس عن المشهور فقط بل عن نمط حياته. وتغيب عن المراهقين المهووسين بالمشاهير الكثير من الحقائق المهمة التي سيحتاجون إليها بمواجهة الحياة كأشخاص بالغين.
3-اضطرابات الأكل: مثلاً تحاول العديد من الفتيات وخاص في سن 15-17 سنة أن يصبحن نحيفات. حتى يشبهوا عارضات الأزياء الأمر الذي يتسبب لهن باضطرابات في الأكل.
4-عدم الرضى عن المظهر: حيث أن 80% من المراهقين وخاصة الفتيات يقارنون أنفسهم بصور المشاهير الأمر الذي يؤدي إلى شعورهم بعدم الرضى عن مظهرهن مما يقلل من ثقتهم بأنفسهن. كذلك الشبان المراهقون يحاولون التشبّه بشخص مشهور يجذب الفتيات لأنهم يعتقدون أن مظهرهم لا يؤهلهم للفت نظر البنات.
5-التأثر بأفكار المشاهير: لا يقتصر تقليد المراهقين للمشاهير على اللباس والشخصية بل التأثير الأخطر هو التأثر بالأفكار التي قد لا تنتمي للمجتمع الذي يعيش فيه المراهق. وتأييد أو معارضة بعض الأفكار لا ينبع من فهمها أو إدراك معناها بقدر ما هو تقليد للشخص المشهور. الذي يعيش غالباً في فقاعة آمنة ويكون مستعداً للتخلي عن جميع أفكاره ومواقفه حسب السوق.
6-التشتت في شخصية المراهق: إن تعلق المراهق بأحد المشاهير. ومحاولة محاكاة شخصيته وحياته والتي قد تختلف عن شخصية المراهق يمكن أن يجعل أفكاره. ومبادئه وقناعاته مترددة ومشتتة ومشوشة ومتعارضة أيضاً مع محيطه. ما يجعله يصاب بفقدان الاتزان النفسي.
7-التأثير على دراستهم: ملاحقة المراهق لأحد المشاهير المتعلق بهم على مواقع التواصل الاجتماعي طوال النهار يمكن أن يؤثر على تحصيلهم الدراسي والتشويش على دراستهم. وذلك لانشغال أفكارهم بهؤلاء الأشخاص المشهورين.