متابعة_زهراء خليفة
تصطدم الحياة الأسريّة بأكثر من معوّقٍ واحد يحول دون قدرة الأهل على تلبية حاجات أولادهم ومتطلباتهم على أكمل وجه. وفي ظلّ الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تعصف بالعائلة، وتحدّ من قدرة الشباب على الزواج سوى في عمرٍ متأخّر، ينحصر عدد الأولاد ضمن الأسرة ويتقلّص سنويّاً. مت هي فوائد الانجاب أكثر من ولد.
• ضمان الاستمرارية الطبيعيّة لمفهوم الأسرة
يعزّز الأولاد الروابط العائلية بين الثنائي ويجعلانهما يعيشان في كنف أسرةٍ متماسكة لا يشوبها ثغراتٌ طبيعيّة، خصوصاً أن سياسة الولد الواحد قد تجعل أحد أفراد العائلة يشعر بالنقص او الرغبة الخفيّة في إنجاب المزيد من الأولاد، على رغم القرار العلني الواضح بالاكتفاء بولد وحسب. كما يساهم الأولاد في المحافظة على العلاقة الوطيدة بين الزوج والزوجة، ويكرّسان انتماء الواحد إلى الآخر.
• ضمان وجود سند حقيقي للأولاد
يبقى الأخوة العنصر الأهم في حياة الإنسان بعد الأبوين والأولاد مهما تبدّلت الظروف الحياتية. إنجاب أكثر من ولد واحد من شأنه أن يضمن للطفل وجود معاونين له في المدرسة والبيت كمرحلة أولى، وفي الحياة الاجتماعية كمرحلة تالية. وتكمن حاجة الولد إلى أخوة بشكلٍ كبير في مرحلة المراهقة، حيث يجد نفسه بحاجة إلى إنسان يفهمه ويقرأ تطلعاته وأحلامه وأفكاره بوضوح، في حين أن إمكان استيعاب الأهل له وفهمه تصطدم باختلاف المراحل العمريّة. هذا يعني صراحةً ضمان الاستقرار الحياتي للأولاد قبل بلوغهم سن الرشد وبعده عندما تتبلور حاجتهم إلى سند حقيقي لهم بعد اكتمال دور الأهل في التربية وتقدّمهم في العمر.
• المحافظة على التنوّع داخل العائلة
من المتعارف عليه أن إمكان حصر القدرات والانجازات والمهمات الحياتية بولدٍ واحد أمرٌ غير منطقي. لذلك فإن عمليّة انجاب اكثر من ولد واحد من شأنها أن تضمن التنوّع داخل العائلة وعلى كل الأصعدة. وهذا من شأنه أن يعزّز التعاون والتكافل ضمن العائلة والمساعدة في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية على حدٍّ سواء. لكن الأهم من كلّ ذلك، هو ضمان التنشئة الصحيحة والاستقرار العائلي.