متابعة-جودت نصري
تبدأ المرأة بالخوف كثيراً حين يأتي موعد ولادتها، ولذلك عليها أن تذكر الله دائماً لييسّر لها ولادتها. ولكن ليس هناك دليل فيما وردنا من السّنة النّبوية، أو ما ذكر في القرآن الكريم، يدلّ على مشروعية قراءة شيء من القرآن. أو الأدعية عندما يولد الطفل، ولكن على أبوي المولود أن يحمدا الله ويشكراه، ويسألاه أن يجعل مولودهما صالحاً مباركاً، وقرّة عين لهما.
دعاء تيسير الولادة
-يمكن للمرأة أن تدعو قبل الولادة، أو أثناءها، أو بعدها بما أحبّت. أو ما يناسب حالها، ولا يوجد دعاء مخصوص لهذه الحالة، كما أنّه ليس هناك دليل يثبت أنّ ساعة الولادة هي ساعة إجابة. إلا في تعسّرت الولادة فهي تكون بذلك مضطرةً، ودعوة المضطرّ مستجابة. كما قال تعالى:” أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ “، النّمل/62. وممّا ورد عن السّلف مما ييسّر أمر الولادة ما قاله ابن القيّم في كتاب الطبّ، ونصّه:” قال الخلال، حدّثني عبد الله بن أحمد قال: رأيت أبي – أحمد بن حنبل – يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جام أبيض أو شيء نظيف، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنهما:” لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين، كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها، كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعةً من نهار بلاغ، فهل يهلك إلا القوم الفاسقون “، قال الخلال: أنبأنا أبو بكر المروزي، أنّ أبا عبد الله جاءه رجل، فقال:” يا أبا عبد الله، تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين؟ فقال له: يجيء بجام واسع وزعفران، ورأيته يكتب لغير واحد “، ويذكر عن عكرمة عن ابن عباس قال:” مرّ عيسى عليه السّلام على بقرة، وقد اعترض ولدها في بطنها، فقالت: يا كلمة الله، ادع الله أن يخلصني مما أنا فيه، فقال: يا خلاق النّفس من النفس، ويا مخلص النّفس من النّفس، ويا مخرج النّفس من النّفس، خلصها. قال: فرمت بولدها، فإذا هي قائمة تشمه، قال: فإذا عسر على المرأة ولدها، فاكتبه “.
-وقد رخّص جماعة من السّلف في كتابة بعض القرآن وشربه. وجعل ذلك في الشّفاء الذي جعل الله فيه. وقال ابن القيم:” كتاب آخر لذلك، يكتب في إناء نظيف:” إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ * وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ * وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ * وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ “، وتشرب منه الحامل، ويرشّ على بطنها “.
-وليس هناك آية، أو حديث، أو دعاء معيّن ييسّر عملية الولادة، وإنّما ييسّر ذلك عامّة الدّعاء، كما فعل سيّدنا زكريا فاستجاب الله له دعاءه، ووهب له يحيى على كبر، قال الله تعالى:” وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ “، الأنبياء/89-90.
-ومن الأدعية النّافعة في كلّ شيء:” لا إله إلا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين “، فقد روى الإمام أحمد والترمذي وغيرهما، أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ: لا إلهَ إلَّا أنتَ، سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ، فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له “.
-ومنها أيضاً قوله صلّى الله عليه وسلّم:” يا حيُّ يا قيُّومُ برحمتِك أستغيثُ، أَصلِحْ لي شأني كلَّه، ولا تَكِلْني إلى نفسي طرفةَ عَيْنٍ “، رواه الألباني.