لن يكون عام 2022 عامًا جيدًا للعملات الرقمية، حيث انخفضت معظم العملات الرقمية بأكثر من 50% في المتوسط لتصل إلى قيعانها، في منتصف شهر يونيو 2022 شهدنا انتعاشًا طفيفًا أعطى مستثمري العملات المشفرة الأمل.
ومع ذلك، نشهد حاليًا اتجاه هبوطياً مقلق للغاية، حيث هبطت عملة البيتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار مرة أخري في 6 سبتمبر، وكان من المفترض أن تزدهر في الربع الثالث، وتتزايد التوقعات بمزيد من الخسائر في سبتمبر بسبب الدولار القوي ونمط التحليل الفني المشؤوم.
تراجعت عملة البيتكوين بنسبة 60% حتى الآن هذا العام ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الخلفية الاقتصادية المتدهورة، ومن الواضح أنها ستخلق مستوي منخفص جديد، فهل ستتراجع إلى 10000 دولار؟.
لماذا تتراجع عملة البيتكوين؟
سوق التشفير ككل في اتجاه هبوطي، هناك العديد من العوامل التي ساهمت في تراجع عملة البيتكوين والعملات المشفرة، عندما تنخفض عملة البيتكوين ينخفض سوق العملات الرقمية بشكل عام، هذا لأن البيتكوين لا يزال العملة الرقمية الأولي من حيث اجمالي القيمة السوقية التي تقدر بنسبة 40% مقارنة بالسوق ككل.
تسببت القنبلة التي ألقاها رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي “جيروم باول” يوم الجمعة (2 سبتمبر) في مؤتمر جاكسون هول في بث موجات الصدمة للأصول الخطرة في جميع أنحاء العالم.
وفقًا لإحصائية واحدة، قضى خطاب باول الذي استمر ثماني دقائق على أكثر من 2 تريليون دولار من أسواق الأسهم العالمية بما في ذلك 1.25 تريليون دولار من الأسهم الأمريكية وحدها، وقال باول “في مرحلة ما، مع زيادة تشديد موقف السياسة النقدية، قد يصبح من المناسب إبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة”، وقد تسبب ذلك في هبوط عملة البيتكوين إلى ما دون 20 ألف دولار.
تعود الخسائر الكبيرة في سوق التشفير خلال هذا العام إلى سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي التشديدية، حيق قام برفع أسعار الفائدة أربع مرات متتالية في عام 2022، ورفع سعر الفائدة القياسي إلى نطاق من 2.25% إلى 2.5%، تعمل زيادة أسعار الفائدة إلى ابتعاد المستثمرين عن الاستثمار في الأصول ذات المخاطر العالية مثل البيتكوين، وخاصة في ظل البيئة التضخمية المرتفعة والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه حيث يخطط البنك الاحتياطي الفيدرالي لمواصلة رفع أسعار الفائدة، وفقًا لبيان “جيروم باول” في ندوة جاكسون هول الأخيرة.
توقعات بمزيد من الخسائر
رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة أربع مرات هذا العام، مما عكس بسرعة السياسة النقدية المتساهلة التي تمتعت بها العملات المشفرة والأسواق القائمة على المخاطر خلال العامين الماضيين، مع توقع معظم المتداولين الآن رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، لهذا من المحتمل أن تستمر الخسائر في سوق العملات المشفرة.
أدت زيادة تكاليف الاقتراض، إلى جانب ارتفاع التضخم، إلى الحد من حجم الأموال التي يمكن استثمارها في أصول المضاربة مثل العملات المشفرة، كما سجلت أسهم شركات التكنولوجيا مستويات قياسية مرتفعة بسبب السياسة النقدية المتساهلة، ومن المتوقع حدوث انخفاض مماثل في الاستثمار.
انخفضت عملة البيتكوين بأكثر من 60% من أعلى مستوى لها على الإطلاق في نوفمبر 2021، وانخفضت بأكثر من النصف في عام 2022، انخفض مؤشر ناسداك 100 بنسبة 24% تقريبًا هذا العام حتى الآن.
استفاد الدولار أكثر من الإشارات المتشددة للبنك الاحتياطي الفيدرالي، حيث ارتفع عند أعلى مستوى في 20 عامًا، ويتم تداول عوائد سندات الخزانة الأمريكية أيضًا عند مستويات عالية، بما يؤثر سلبًا على العملات المشفرة.
