تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ اهتمام القيادة الرشيدة ببناء الإنسان الإماراتي و خاصة في مجال العلوم والمعرفة، وتناول الشأنين اليمني والفلسطيني، إضافة إلى تطورات الساحة الليبية وانكشاف أكاذيب ميليشيات طرابلس.
وتحت عنوان “القادم أجمل”، قالت صحيفة البيان: “إن الاستثمار في الإنسان، شعار دولة الإمارات الثابت ونهج حكومتها، وذلك بفضل توجيهات القيادة الرشيدة، التي وضعت الإنسان الإماراتي على رأس أولوياتها، وتتوالى مبادرات القيادة الداعمة لبناء الإنسان الإماراتي، خاصة في مجال العلوم والمعرفة، وتأتي القراءة على رأس هذه التوجيهات والأولويات، خاصة، كما سبق أن قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” “إن عالمنا العربي يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم من حيث القراءة.ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا”، ومن هذا المنطلق العروبي، والسعي لمستقبل أفضل لهذه الأمة العربية، كان إطلاق سموه في سبتمبر عام 2015، مشروع “تحدي القراءة العربي”، وهو أكبر مشروع عربي لتشجيع القراءة، عبر التزام أكثر من مليون طالب عربي بقراءة خمسين مليون كتاب خلال عامهم الدراسي، وأكد سموه على أن هذا التحدي اليوم، هو خطوة أولى، سيكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل.
وأضافت “البيان ” أن مئات الآلاف من أبناء الإمارات سارعوا للمشاركة في هذا المشروع، ما أعطى أملاً كبيراً في مستقبل هذا الوطن، الذي يسابق الزمن بالعلم والمعرفة، وها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يبارك الطفلة الإماراتية مزنة نجيب، الفائزة بتحدي القراءة العربي في دولة الإمارات، من بين 455 ألف طالب من مدارس الدولة الحكومية والخاصة، ويقول لها سموه: “بك يا مزنة وأمثالك من الطلاب العرب، نتفاءل بأن القادم أجمل”.
أما صحيفة “الوطن”، فقالت في افتتاحيتها بعنوان “الإمارات ودعم الحق الفلسطيني”: “جددت الإمارات موقفها الثابت الداعم لقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وإنهاء الاحتلال، لتؤكد أن الالتزام بالوقوف مع الحق الفلسطيني والأشقاء أصحاب القضية الموجودين في كافة دول العالم هو الموقف الثابت لحقوقهم، وكذلك تأكيد ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي المتواصل كونه سبب الكثير من الأزمات والتعثرات وضياع فرص التسوية وفق قرارات مجلس الأمن الدولي، وما يسببه من انعدام لفرص السلام والاستقرار”.
وأضافت الصحيفة أن المجتمع الدولي برمته يواكب القضية الفلسطينية منذ عقود، وهو بأغلبيته يدعم تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة والصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لكنه يفتقد للآلية الواجبة القادرة على نقل القرارات وهي بالعشرات من أدراج المنظمة الدولية إلى أرض الواقع، واليوم في الوقت الذي حصل فيه الكثير من الكلام والتأويل حول ما تسمى بـ”صفقة القرن”، فإن أغلب الدول العربية أكدت موقفها التاريخي والثابت الذي يقوم على دعم وحماية الحقوق الفلسطينية وعدم التهاون مطلقاً تجاهها، لأنها حقوق شعب وأساس الحل الشامل والعادل القادر على تحقيق السلام وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة كما يجب.
وشدّدت صحيفة الوطن على أن الموقف الإماراتي كما يدعم الشعب الفلسطيني الشقيق وحقوقه الثابتة، فإنه يدعم كافة الجهود الدولية التي تهدف لتحقيق ذات الأهداف وإعادة الحق إلى أصحابه ووضع حد لما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال، وبالتالي فإن الموقف يدعم التوجه العالمي لتحقيق السلام والاستقرار وإنهاء أحد أطول قضايا الصراع في التاريخ الحديث والتي يتوقف وضع حد لها على قيام الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وضمان جميع الحقوق المترتبة على ذلك.
ومن ناحيتها، قالت صحيفة الاتحاد، في افتتاحيتها، بعنوان “ثوابت اليمن”: “إن المكاسب التي تحققها الشرعية اليمنية، بدعم من “قوات التحالف” العربي، في مواجهة ميليشيات الحوثي الإرهابية الوكيل الإيراني، تؤكد أن النصر بات قريباً.. وفي وقت صار فيه أهم أمنيات الميليشيات الإرهابية الحفاظ على ما بحوزتها من بقايا مواقع غير استراتيجية، أو البقاء في أمان داخل أوكارها، تسطر قوات “التحالف” بطولات لا حصر لها لتحرير الأرض، وآخرها قبل ساعات بالسيطرة على مرتفعات “القراميد” الاستراتيجية شمال مديرية “قعطبة” بمحافظة الضالع، ودحر الميليشيات منها بعد مواجهات عنيفة استمرت عدة ساعات، وأسفرت عن مقتل عدد كبير من الإرهابيين، خلال مواجهات استخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة”.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات والسعودية حققتا العديد من الإنجازات العسكرية في ميدان المعركة، وقدمتا عشرات الشهداء دفاعاً عن الشعب اليمني الشقيق، وتؤكدان أن الدور التاريخي والشجاع في اليمن مستمر، وأنهما ركيزة أساسية وفاعلة في التحالف الداعم للشرعية، ومثلما لعبتا دوراً رئيساً في تحرير عدن وأبين وحضرموت، يتواصل دورهما حالياً في قطع الإمدادات عن الحوثي، وإنجاز عمليات عسكرية نوعية لمحاصرة ميليشياته في أوكارهم.
واختتمت صحيفة الاتحاد افتتاحيتها مؤكدة أن ثوابت الإمارات والمملكة في اليمن لن تتغير، ويتصدرها القضاء على إرهاب الحوثي، وتثبيت أركان الشرعية.
أما صحيفة “الخليج” فقالت في افتتاحيتها بعنوان “حبل الكذب قصير”: “إنه لم يطل الوقت كثيراً حتى انكشفت أكاذيب ميليشيات طرابلس التي دأبت على فبركة مزاعم خيالية لتبرير فشلها من ناحية، واتهام الجيش الوطني الليبي بحيازة أسلحة غير شرعية، وخارج قرار الحظر الدولي، من ناحية أخرى”.
وأضافت الصحيفة أن الكذب مهنة قديمة، لها أصحابها وأربابها، ويستخدم كإستراتيجية للدول في إطار الحرب النفسية في الحروب والصراعات ضد الخصوم والأعداء، وقد برع فيها جوزف غوبلز بوق الإعلام النازي خلال الحرب العالمية الثانية من خلال مقولته “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”.. لكن الغبي الذي لا يجيد هذه المهنة سرعان ما يقع في شر أكاذيبه وأعماله، كما هو حال المتحدث باسم ميليشيات طرابلس الذي ادعى العثور على صواريخ “جافلين” الأمريكية في مخزن تابع للجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر في مدينة غريان، الواقعة في جنوب العاصمة الليبية، مدعياً أيضاً أن مصدرها دولة الإمارات العربية المتحدة..ولم يصدق أحد هذه الأكذوبة، لأن دولة الإمارات من أكثر الدول التزاماً بالقرارات الدولية التي تحظر تزويد الأطراف الليبية المتحاربة بالسلاح، ثم هي لم ترد على هذا الافتراء السمج لأنها تعرف نفسها، ولأنها أكبر من أن ترد على مثل هذه الأراجيف التافهة التي لا تستحق الرد.
وأشات الصحيفة إلى أن الرد جاء من وزارة الدفاع الفرنسية التي أعلنت أمس أن هذه الصواريخ تعود لفرنسا وكانت “معطوبة وغير صالحة للاستعمال”. وأضافت “هذه الصواريخ لم يكن من المفترض بيعها أو نقلها لأي طرف في ليبيا”، موضحة، أنه “كان من المفترض أن تستخدمها وحدة فرنسية لمكافحة الإرهاب في ليبيا”. وأكدت الوزارة أن هذه الأسلحة “كانت مخزنة بشكل مؤقت في مستودع تمهيداً لتدميرها”. وتابعت الصحيفة “أن الصواريخ إذن تعود لفرنسا، وليس لدولة الإمارات علاقة بها لا من قريب ولا من بعيد، لكن الكذاب الغبي لا يعرف كيف يدبلج أو يرتب كذبته فيقع في شر أعماله”.
وأوضحت أنه إذا كان للأكاذيب من تتمة، فهو الزعم المتواصل من جانب هذه الميليشيات العميلة حول دور الإمارات في دعم الجيش الوطني الليبي في حملته العسكرية لتحرير طرابلس من ربقة الميليشيات المنفلتة التي تحكم قبضتها على العاصمة الليبية، وهي ميليشيات تعمل لحسابها كما العصابات، وتضم شراذم من الخارجين على القانون يتوزعون على مجموعات تضم الواحدة بين 300 و400 شخص، ومهمتهم ترهيب الناس وفرض القوة عليهم، والمتاجرة بالمهاجرين، والعملة الصعبة والمواد الغذائية.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “رغم المأساة التي يعيشها الشعب الليبي في ظل هذه الميليشيات، فإن الإمارات لا تتدخل في الشأن الداخلي الليبي، بل هي لم يكن لديها أي علم مسبق بعملية “طوفان الكرامة” التي بدأها المشير حفتر في الرابع من إبريل /نيسان/ الماضي، كما أنها عملت وتعمل مع كل الأطراف المعنية، الليبية والإقليمية والدولية والأممية من أجل التوصل إلى حل سياسي ينقذ ليبيا وشعبها الشقيق من طاحونة القتل والخراب التي يعيشها”.